"الأميركية": مساعدات للطلاب وتحسين الرواتب وتلقيح أهل الجامعة

وليد حسين

الأربعاء 2021/03/31
يصرّ رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور فضلو خوري، على أن المستقبل في لبنان سيكون أفضل حالاً. ورغم كل الانهيار الحالي، وقناعته التامة بعدم وجود طبقة سياسية تريد العمل لصالح البلد ومستقبله، ورغم أن المسؤولين يتركون الجامعات تتدبر أمرها بنفسها، ولا وجود لأي أفق لتحسين الواقع التربوي.. يعتبر خوري أن لبنان يمكنه النهوض مجدداً.

الاستهداف السياسي والشائعات
ففي لقاء مطوّل مع عدد من الصحافيين، تطرق خوري لأهم الملفات المطروحة في البلد على المستويين التربوي والصحي. فبعد المشاكل التي عانتها الجامعة جراء انهيار العملة المحلية، والتي دفعت الجامعة إلى وضع برامج تقشفية صارمة، وبعد الدعاوى التي رفعها بعض الطلاب على الإدارة، جراء رفع قيمة الأقساط، طمأن خوري أن الجامعة تعمل على مشاريع عدة للاستمرار في تأدية رسالتها التربوية في لبنان. فهو فخور بالجامعة التي يرأسها والتي خرجت مئات آلاف الطلاب، وبات العديد منهم ذائعي الصيت عالمياً. 

ونفى شائعات نقل الجامعة من بيروت إلى أي مكان آخر، مؤكداً أنهم يعملون على تطوير مشاريع وشراكات مع الخارج لإفادة الجامعة في لبنان، معتبراً أن كل ما يقال مجرد استهداف سياسي للجامعة ودورها الرائد في لبنان منذ تأسيسها. لكنه في الوقت نفسه متخوف من مستقبل الواقع التربوي، ليس بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية فحسب، بل أيضاً بسبب كثرة الدكاكين الجامعية التي تؤثر على نوعية التعليم في لبنان.

رواتب ومساعدات دولارية
ولأن الجسم الأكاديمي في الجامعة شهد هجرة كبيرة، جراء تراجع قيمة رواتبهم، قدم مجلس الأمناء مشروعاً سيقر في شهر حزيران المقبل، لرفع قيمة الرواتب من خلال دفع جزء منها بالدولار النقدي (فريش ماني)، تخصص فيه الجامعة مئة مليون دولار لدفع نسبة مئوية من الرواتب للأساتذة والموظفين، على ثلاث سنوات، كدولار نقدي. وحالياً، ستدفع 35 في المئة من الرواتب باللولار، أي على سعر صرف 3900 ليرة. 

وحول شكاوى الطلاب من رفع قيمة الأقساط، أكد خوري أن الجامعة رفعت المساعدات إلى 90 مليون دولار. لكن الاستمرار بأقساط على سعر صرف 1500 ليرة، بات غير منطقي في لبنان.

وشرح خوري سبب رفع قيمة الأقساط على سعر صرف المنصة، مؤكداً أنه منذ أكثر من سنة طلب من أهالي الطلاب في الخارج دفع الأقساط بالدولار، وحاول مع وزير المالية والحكومة حل مشكلة سعر الصرف، لكن لم تلق طلباته آذاناً صاغية. ولأن كل مشتريات وإنفاق الجامعة بالدولار، وحيال ارتفاع السعر الجنوني، كان لا بد من رفع قيمة القسط بشكل طفيف كي تستمر الجامعة. ورفع قيمة القسط هذا، لا يقارن بسعر الصرف وأسعار كل السلع. لذا تقرر رفع القسط إلى سعر المنصة فحسب، وتتحمل الجامعة الفارق. وهو كبير جداً.

واعتبر خوري أنه من غير المنطقي الإبقاء على سعر صرف 1500 ليرة، الذي لم يعد موجوداً في أي مكان في لبنان. لكن في المقابل رفعت الجامعة قيمة المساعدات التي تقدمها للطلاب، والتي وصلت إلى 90 مليون دولار، بعدما كانت منذ سنوات عدة نحو 40 مليون دولار. 

التلقيح والعودة الآمنة
وتطرق خوري إلى الملف الصحي وحملة التلقيح الحالية، معتبراً أن الاستمرار على هذه الوتيرة سيتعين على اللبنانيين الانتظار سبع سنوات لتشكيل مناعة مجتمعية. لذا أكد أنه سيعمل على تلقيح كل الطلاب والهيئة التعلمية والموظفين وعائلاتهم في الصيف المقبل، للعودة إلى المقاعد في بداية العام الدراسي. 

ورداً على أسئلة "المدن"، أكد أن الجامعة لن تنتظر الوزارة في حال بقيت الأمور على حالها وستقوم بتلقيح مجتمعها. وعن نوعية اللقاح، أكد أنه سيكون أميركياً، رغم أن اللقاح الروسي والدراسة العلمية التي نشرت حوله جيدة، كما قال. لكن ستعتمد الجامعة لقاح فايرز أو غيره، وسيكون على حساب الجامعة. 

وعن نوعية اللقاحات التي ستعتمد في مستشفى الجامعة للمواطنين، أكد أن المركز له قدرة على تلقيح ألفي شخص في اليوم. ويُفضَّل استخدام لقاح واحد فيه. لأن كل لقاح له متطلبات مختلفة. وفي حال طلبت الوزارة اعتماد لقاح آخر إلى جانب فايزر، المعتمد حالياً، قد يعتمد المستشفى مبدأ الدوامين، أي قبل الظهر وبعده. ومن الأفضل عدم تعددية اللقاحات في آن معاً، بل رفع عدد الجرعات التي ترسلها الوزارة، لتلقيح أكبر عدد من المواطنين.     

الدعاوى القضائية والنادي العلماني
وحول قضية الأقساط وإمكانية رفعها عن سعر المنصة، في حال ارتفع سعر الصرف أكثر مما هو حالياً، أكد خوري أن الجامعة تشعر مع أهالي الطلاب، ولا ترغب بتحميلهم أعباء إضافية. وهي في الأساس أقدمت على خطوة رفع القسط على سعر المنصة، كي تتحمل مع الأهل المسؤولية ولتستمر الجامعة. لكن لن يكون هناك أعباء إضافية على الطلاب. 

ولفت خوري إلى أنه رغم هذا الإجراء تسجل أكثر من تسعين بالمئة من الطلاب للعام المقبل، شارحاً أن الجامعة تأثرت بعد انفجار المرفأ، وهاجر أكثر من 400 طالب. لكن الأمور عادت وتحسنت من جديد.  

وعن رفع نحو 60 طالباً دعاوى قضائية لمقاضاة الجامعة في قضية الأقساط، واتهام هؤلاء الطلاب الرئيس بالتعامل بفوقية، وأن لا نية لديه بإجراء أي تسوية لهذه القضية، وأنه أقفل باب التفاوض، أكد خوري أن الاجتماعات مع الطلاب دائمة وتعقد كل نحو أسبوعين. وما يشاع غير صحيح أبداً. 

وأوضح خوري أن طلاب النادي العلماني هم أبناء الجامعة وهي تفخر بهم، خصوصاً أنها تسعى لبناء وطن يليق باللبنانيين. وهذا الأخير لا يقوم إلا على الأسس المدنية والعلمانية. لكنه تأسّف لوجود بعض الطلاب الذين لا يحسنون التصرف والتعامل مع الجامعة، ولا يجدون إلا لغة الشتيمة.  

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024