رياضة البلانكس.. مفيدة أم لا؟

مريم سيف الدين

الأربعاء 2018/10/10

نظرياً، قد نعتقد أن تمارين البلانكس سهلة التطبيق. لكن، لدى محاولة ممارستها، قد نفاجأ بعدم قدرتنا على الاستمرار فيها لأكثر من دقيقة. والبلانكس هي تمارين لياقة بدنية، تمارس بأشكال عدة: أمامية، خلفية وجانبية.

في الأمامية يثبت الشخص كوعيه وأطراف أصابع قدميه على الأرض، ويرفع جسمه. بينما في البلانكس الخلفية يثبت كوعيه خلف ظهره ويضع كعبي قدميه على الأرض ويرفع جسده. أما في البلانكس الجانبية، فيضع كوعه على الأرض بشكل جانبي ويثبت طرف قدمه قبل رفع جسمه.

تقول المعالجة الفيزيائية سمية الحاج حسن، في حديث إلى "المدن"، إن هذه التمارين تعمل على شد كل عضلات الجسم، خصوصاً عضلات البطن والظهر والمؤخرة. وتتميز بقدرتها على شد العضلات الداخلية في صلب الجسم. وتوصي المعالجة المتمرن بأخذ نفس سطحي غير عميق خلال التمرين، كي لا يحرك معدته.

تستخدم تمارين البلانكس في الرياضة وفي العلاج، وفق الحاج حسن. علاجياً، يلجأ المعالجون الفيزيائيون إلى وصف تمارين البلانكس في حالات المرضى الذي يعانون من أوجاع في الظهر والرقبة. وتستخدم أكثر لدى المرضى الذين يعانون من خلل في التوازن بين المنطقة الأمامية والمنطقة الخلفية من الجسم. بعد معالجة الأوجاع والتخلص منها، تبدأ ممارسة البلانكس. وتساعد تمارين البلانكس في إعادة التوازن بين المنطقتين عبر تقوية العضلات. بعد التمارين يصبح المريض قادراً على الضغط عندما يطلب منه المعالج ذلك. لأن عضلاته تخلصت من هشاشتها وأصبحت قوية. وتستخدم البلانكس أيضاً في بعض النوادي لعلاج مشكلة السيلوليت. كما تستخدم بعد إجراء عمليات تصغير المعدة، بهدف تجنب ترهل الجسم والعضلات، نتيجة انخفاض الوزن بشكل سريع. لكن على المرضى التأكد من التحام الجرح قبل البدء بممارسة هذه التمارين. وقد يعاني البدناء من صعوبة في رفع وزن جسدهم. لذا، قد يستعاض عن هذه التمارين بتمارين أخرى، ريثما تقوى عضلاتهم ويصبحون قادرين على رفع أجسادهم.

رياضياً، لا تستخدم البلانكس لخسارة الوزن، إنما لشد العضلات. فممارسة الرياضة وحدها لا تكفي. التمارين العادية تشد العضلات الخارجية فحسب، بينما تعمل تمارين البلانكس على شد العضلات الداخلية التي تمسك الأعضاء الداخلية. لذا من المهم القيام بهذه التمارين قبل ممارسة الرياضة في النادي أو السباحة.

كمؤشر صحي، من المفترض أن يتمكن الإنسان العادي من ممارسة البلانكس مدة دقيقة متواصلة. فيما يفترض بالرياضي أن يتمكن من ممارستها مدة دقيقتين متواصلتين. وتنصح الحاج حسن كل من يعجز عن الاستمرار بالتمرين مدة دقيقة، التدرب تدريجياً للوصول إلى هذه المدة، من خلال التمرن 5 ثوان إضافية في كل مرة، للوصول إلى الهدف. لدى التمكن من الصمود لدقيقة متواصلة، يصبح بالامكان القيام بالتمرين 3 مرات متقطعة، مدة دقيقة في كل مرة تليها استراحة توازي مدة التمرين.

وتحذر المعالجة من أن محاولة تمديد الفترة بشكل سريع قد تسبب التعضيل. ولدى تمكن الفرد من بلوغ المدة المطلوبة، يمكن تصعيب التمرين عبر إضافة الأوزان او تثبيت المتمرن على أشياء غير ثابتة، او استخدام بالون. وتذكر الحاج حسن أن المدة القياسية في ممارسة البلانكس سجلها رجل، وبلغت 10 ساعات. فيما بلغت أقصى مدة سجلتها امرأة 3 ساعات ونيف.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024