اعتصام "الحراك الشعبي للإنقاذ".. لم يكن شعبياً هذه المرة

المدن - مجتمع

الخميس 2019/06/27
يعمل "الحراك الشعبي للإنقاذ"، الذي يضم أحزاباً وحركات يسارية ومجموعات مدنية، على تشكيل "تحالف سياسي-اقتصادي-اجتماعي لمواجهة السياسات الحكومية"، خصوصاً أن القضية بالنسبة إليهم "أصبحت قضية انقاذ شعب وإنقاذ وطن، ولم تعد قضية مطلبية تخصّ هذا القطاع أو ذاك". وبهذا الدافع، نظّم "الحراك" اعتصاماً في ساحة رياض الصلح يوم الأربعاء في 26 حزيران، وذلك بالتزامن مع انعقاد الجلسة العامة للمجلس النيابي. شارك فيه نحو مئتي شخص من مواطنين وعسكريين متقاعدين وأساتذة في الجامعة اللبنانية. وانضم إليهم عشرات الطلاب، على وقع هتافات "خبز، حرية، عدالة اجتماعية"، كانوا في تظاهرة انطلقت من شارع الحمراء وصولاً إلى رياض الصلح، بدعوة من تكتل الطلاب المستقلين في الجامعة.

الأساتذة والطلاب
رفع المعتصمون لافتات تندد بسياسيات الحكومة والضرائب التي تعمل على فرضها في موازنة العام 2019، وأعلنوا فيها عن "رفض املاءات مؤتمر سيدر"، وأخرى تستنكر عدم تحصيل الضرائب من المصارف، وأخرى غيرها دعت "لمواجهة سياسات سلطة المحاصصة والفساد والتبعية". كما رفع الطلاب والأساتذة في الجامعة اللبنانية لافتات لدعم الجامعة وتعزيز استقلاليتها. وفي مشهد يعبّر عن استياء الطلاب من السياسات الضريبية، ارتدى أحد الطلاب ثياباً رثّة وممزّقة وقناع ذئب، وحمل صندوقة تبرّعات كتب عليها "للمسؤولين المحتاجين".

إلى ذلك رحّب الطلاب بالوقف المؤقت للإضراب المفتوح في الجامعة، معتبرين أن ما حققه الأساتذة من مطالب، وعلى رأسها عدم تخفيض ميزانية الجامعة، كانت ثمرة تحرّكاتهم إلى جانب الأساتذة، ولم تأت منّة من السلطة. وكان للطلاب كلمة ألقتها نيكول عبّود اعتبرت فيها أن الإضراب كان عبارة عن معركة بوجه نظرة الدولة للجامعة اللبنانية وإهمالها المتعمّد لها، والذي يقع في صلب ضرب التعليم الرسمي المجاني لصالح تجار الجامعات الخاصة. وشدّدت على أن قضية الجامعة لم تعد تقتصر على الطلاب، بل تمسّ كل مواطن لبناني.

موازنة القهر 
كما ألقت سمر مغنية كلمة "الحراك" طالبت فيها ببناء دولة مدينة ديموقراطية تتأمن فيها ظروف العيش الكريم. وانتقدت سياسات التقشف التي تعتمدها الحكومة وتحميل الطبقات الفقيرة والشعبية تبعاتها. وأوضحت أن "الحراك" موجّه ضد سياسات الحكومة الخاضعة لإملاءات الخارج، داعية إلى تشكيل تحالف اجتماعي سياسي واسع لإنقاذ الوطن واستعادة الأموال المنهوبة. 

بدورها ألقت سمر أدهم كلمة باسم أساتذة الجامعة عبّرت فيها عن تضامنهم مع جميع المتضررين في البلد ووقوفهم في وجه من تاجر وساهم في انهيار البلد. وإذ سألت عما قدمه المسؤولون غير الهدر والفساد، أعلنت أن الأساتذة لن يسكتوا بعد اليوم، داعية إلى اسقاط الموازنة الظالمة وتوحّد جميع المتضررين في مسيرة واحدة للإصلاح. 

كما كان كلمة للعسكريين المتقاعدين ألقاها العميد المتقاعد سامي رمّاح، أعلن فيها وقوف العسكريين ضد موازنة القهر والإذلال التي تحاول الحكومة الفاسدة إقراراها. وإذ شدّد على أن جميع اللبنانيين في مركب واحد، حذّر من أنهم لن يدفعوا فاتورة فساد المسؤولين، منتقداً تحاصص مؤسسات الدولة على أساس طائفي، تهدر الأموال من دون حسيب أو رقيب منذ التسعينيات إلى اليوم.

عريضة غريبة 
على عكس الاعتصامات السابقة التي نظمها "الحراك"، كان الحضور طفيفاً في هذا الاعتصام، ولولا انضمام الطلاب بشعاراتهم وهتافاتهم، لكان الاعتصام سيمرّ بصمت مريب على اعتاب إقرار الموازنة. حتى أن حضور العسكريين المتقاعدين بعددهم الضئيل جلب معه إشكاليات تمّ تلافيها. إذ حاول العسكريون تلاوة عريضة (بدت للمنظمين غريبة وغير متفق عليها) باسم الشعب اللبناني كتبها (كما قيل) محامون وأساتذة وأطباء ومهندسون، توجهوا بها إلى نواب الأمة للتوقيع عليها وإعلان رفضهم لموازنة العار والعمل على عدم إقرارها في المجلس النيابي. لكن تمّ منعهم من قبل المنظمين، خصوصاً أن التوقيع الأول والوحيد عليها أتى باسم النائب شامل روكز، الذي ينتمي إلى تكتل لبنان القوي (التيار الوطني الحر).

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024