انتبهوا: هذه أعراض كورونا بعد الشفاء.. وسبل علاجها

وليد حسين

السبت 2021/02/20
رغم مرور وقت طويل على ما يعرف "بمضاعفات ما بعد كورونا"، ما زالت الدراسات حولها نادرة والأرقام متفاوتة، بعد مرور أكثر من سنة على الجائحة العالمية. لكن بات مؤكداً أن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفيات، هم الأكثر عرضة لهذه المشاكل التي تحصل بعد شفائهم من الفيروس.

اختلاط الأعراض
يعاني أشخاص كثر من مشاكل تنفسية وفي الأذن والحنجرة والذاكرة، فضلاً عن الإرهاق وآلام مختلفة في الجسم. وهي تستمر أشهراً حتى بعد الشفاء من الفيروس. بعض هذه الأعراض شبيه بتلك التي تحصل خلال فترة حضانة الفيروس ومضاعفاته، لكن أشخاصاً كثراً يصابون بها بعد الشفاء من الفيروس.

وفي لبنان ارتفع عدد من تصيبهم أعراض ما بعد الشفاء من الفيروس عقب الموجة الثانية التي ضربت البلاد في نهاية الصيف الفائت. وذلك بسبب ارتفاع عدد المصابين. وهذا ما أكده طبيب جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى كليمنصو الطبي فراس فرحات لـ"المدن". وفرحات متخصص في جراحة هذه الأعضاء في الجامعة الأميركية في بيروت، وأنجز دراسات عليا في جراحة الجيوب الأنفية وأسفل الرأس من جامعة جورجيا الطبية في أميركا، وهو عضو في الجمعية الأميركية والجمعية الأوروبية لجراحة الأنف والجيوب.

ويؤكد فرحات أنه يعاين حالياً مرضى أصيبوا بكورونا خلال تلك الفترة. ولاحظ في كشفه السريري على مرضى مصابين بطنين في الأذن والتهاب في الأذن الوسطى أو ضعف في السمع مثلاً، أنهم مصابون بكورونا، بعد إجراء الفحوص. ولم تظهر عليهم أي أعراض أخرى شائعة لدى المصابين بكورونا. ومثل هذه الأعراض تظهر أيضاً على أشخاص عاينهم بعد شفائهم من كورونا.  

وأضاف أن بعض الأشخاص قالوا إنهم أصيبوا بالرشح وتطور إلى مشاكل في الجيوب، لكن تبين أنها التهابات ناجمة عن كورونا. فثمة افرازات تظهر بالتنظير في منطقة "جورة الشم" في محيط عصب الشم، وتؤدي إلى الالتهابات يحدثها كورونا.  

بعد الشفاء
وحول الأعراض التي يعاينها المرضى بعد شفائهم من كورونا، لفت فرحات إلى أنها مختلفة. فبعضها يظهر في  التشخيص السريري أو التنظير أو صور الأشعة. وأكثرها شيوعاً ارتفاع الإفرازات الأنفية السميكة، والشعور بالانسداد الأنفي، واحتقان في الجيوب الأنفية، وضغط بين العينين، والإحساس برائحة كريهة، بمعزل عن الشيء الذي يشمه الشخص. وهناك أيضاً السعال المزمن وإفرازات البلغم وضعف في السمع وطنين في الأذن، واحتراق أو تهيج العصب الأنفي.

وعما إذا كانت هذه الأعراض مزمنة وتستمر على المدى الطويل، أوضح فرحات أن ليس في لبنان دراسات حولها. فأعراض الشم والمشاكل الأنفية قد تمتد من أسبوع إلى ستة أشهر. حتى أن بعض المرضى يفقدون حاسة الشم لثلاثة أشهر وأكثر.

وحول العلاجات أكد أن بعض الأعراض يشفيها مذيب للبلغم أو الإفرازات الأنفية. وفي بعض الحالات يستخدم الكورتيزون والفيتامينات. لكن قد يحتاج أشخاص آخرون إلى علاج بالمضادات الحيوية، عندما تتحول الإفرازات إلى التهابات بكتيرية.

أما أعراض الطنين في الرأس فهي شبيهة بأعراض الارتجاج في الدماغ، والتي تحصل بعد التعرض لحادث سير، وتؤدي إلى ما يعرف بالكهرباء في الرأس. ويقول إن بعض الأطباء يعالجون هؤلاء الأشخاص بأدوية الصرع. وهو يتفهم هذا الأمر، لكنه يفضل الاستمرار بنظام دوائي قائم على بعض الفيتامينات.

الكورتيزون علاجاً
وكان فرحات أول طبيب لبناني يصف نظاماً دوائياً يتضمن حقنة كورتيزون للمصابين بكورونا. فحيال الهلع والرعب الذي دب في نفوس اللبنانيين من كورونا في بدايات الجائحة، طمأن مرضاه عبر فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وطلب فيه من الذين يعانون من التهابات حادة في الحلق والحنجرة أن يتناولوا حقنة ديكساميثازون، وأدوية أخرى. وأحدث هذا الأمر جدلاً وانتقادات من أطباء متخصصين. وذلك بعدما نشرت دراسة في فرنسا عن مغبة تناول الكورتيزون الذي يضعف جهاز المناعة.

واستمر فرحات حينها على موقفه. فهذا النظام العلاجي لم يكن عن عبث، كما قال. بل سبق له وأجرى أبحاثاً منذ أكثر من 16 عاماً على هذا الدواء، وتبين له أنه فعال ضد الالتهابات الحادة الناجمة عن الإصابة بفيروسات متعددة، في الحلق والحنجرة. ويقوم العلاج على تناول جرعة واحدة من ديكساميثازون لأنه يعمل كمضاد للالتهابات ويخفض الحرارة، ويكسر حدة المرض، ولا يؤدي إلى خفض المناعة. وتبين لاحقاً في دراسات كثيرة مدى فاعلية هذا الدواء في التخلص من الالتهابات التي يحدثها كورونا، وأنه فعال في علاجهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024