مضاعفات ما بعد كورونا خطرة..وحدة متخصصة بأوتيل ديو لعلاجها

وليد حسين

الأحد 2021/02/14
مع بدء حملة التلقيح في لبنان اليوم الأحد في 14 شباط، وفي ظل تأخر اللبنانيين في الإقدام على تسجيل أسمائهم لتلقي اللقاح، يستمر وباء كورونا في حصد المزيد من الأرواح وتسجيل عدد كبير من الإصابات. لكن مخاطر هذا الفيروس تتكشف يومياً، ليس في المضاعفات التي يحدثها لدى فئات عمرية محددة، بل في أن أضراره غير متوقعة ومعروفه.

أعراض متباينة
لهذا الوباء خاصية تجعل الفيروس "غير متوقع" ويصعب معرفة الأمراض التي يسببها، لأن المصاب به يعاني من أعراض مختلفة عن المصاب الآخر، ويترك أعراضاً مختلفة بعد الشفاء منه، كما يقول البروفسور موسى رياشي، رئيس قسم أمراض الرئة والإنعاش الطبي في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس.

فمن مخاطر هذا الفيروس أن نحو 20 في المئة من المصابين الذين يدخلون إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بسبب المضاعفات التي تطرأ عليهم، لا يعودون إلى حياتهم الطبيعية بعد الشفاء من الفيروس. بل يستغرق الأمر أشهر عدة. هذا فضلاً عن أنه يترك أعراضاً متعددة لدى المصابين العاديين، سواء تنفسية أو نفسية أو حتى فقدان جزئي للذاكرة، ولا تنتهي بتساقط الشعر، كما أكد رياشي لـ"المدن"، في معرض شرحه آليات العمل في "وحدة إعادة التأهيل الرئوي التابعة لقسم أمراض الرئة والإنعاش الطبي"، التي أطلقها المستشفى مؤخراً.

معاناة ما بعد الشفاء
ووفق رياشي يدخل الأشخاص الذين يصابون بأعراض قوية إلى المستشفيات، وخصوصاً العناية الفائقة، ولا يستطيعون العودة إلى حياتهم الطبيعية بالسرعة المطلوبة بعد شفائهم من الفيروس. بل تستمر معانتهم لفترة طويلة لأشهر من آلام مختلفة ومن مشاكل في جهاز التنفس وعدم تناسق عمل أعضاء الجسم. وهناك قسم آخر من المصابين الذين يعانون من أعراض طفيفة خلال الإصابة، يعانون بعد الشفاء من تعب وعدم انتظام عام في الجسم. ويظهر الأمر من خلال المجهود الكبير الذي يبذلونه لآداء أي وظيفة، ويعانون غالباً من دقات قلب مرتفعة، تجعلهم يشعرون بالتعب وغير قادرين على إكمال أي عمل.

وأضاف أنه عندما يضرب كورونا الجهاز العصبي، تتراوح أعراضه من فقدان حاستي الشم والذوق وصولاً إلى المعاناة من النسيان وتساقط الشعر. لكن ليس من معلومات كافية إذا كانت الذاكرة تعود كما كانت من دون تدخل. فهي ربما تكون نتيجة الضغوط النفسية خلال الإصابة. ولا علاجات للنسيان أو فقدان الذاكرة إلا بإعادة تدريب الشخص على تشغيل الذاكرة من خلال فروض معينة.

وحدة إعادة التأهيل
ولفت إلى أن "الوحدة" التي أطلقها المستشفى هي الأولى في الشرق الأوسط، مخصصة لإعادة تأهلي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية بعد شفائهم من كورونا. فجهود الدول انصبت على علاج المرضى والتخلص من الفيروس، بينما في "الوحدة" الاهتمام ينصب على كيفية عودة الأشخاص إلى حياتهم الطبيعية بعد الشفاء من الفيروس.

وأوضح أن العلاجات لها مستويات أربع مختلفة. وتتم من خلال اخصائيين في العلاج الفيزيائي لإعادة تأهيل عضلات الجسم، ومن خلال مدربين للعلاجات التنفسية لإعادة تنظيم عمل الرئتين والقلب، وأخصائيين في التغذية، لإعادة تنظيم الغذاء بعد فقدان الوزن خلال العلاج في المستشفيات، وأخصائيين بالعلاج النفسي، لإعادة تأهيل المرضى نفسياً بعد الضغوط والهلع التي يصاب بها مرضى كورونا، الذين غالباً ما يشعرون أنهم باتوا على حافة الموت.

وأكد أن العلاج لا يتم من خلال الدواء، بل من خلال برامج وتدريب وآلات متخصصة. ويخضع المرضى إلى ست جلسات وصولاً إلى عشرة، بحسب كل حالة تدرس على حدا. ومدة كل جلسة نحو ساعة لثلاث مرات في الأسبوع.

ونوه بأن كل مريض يخضع لبرنامج علاجي خاص بعد الكشف عليه لمعرفة كيفية معاناته ما بعد الشفاء من كورونا. ويتخلص المريض من تداعيات كورونا بنحو ثلاثة أسابيع، بعد جلسات إعادة التأهيل، بدل بقائه أشهر عدة في المعاناة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024