"اعتكاف" سياسي يرمي بلدية طرابلس في المجهول!

جنى الدهيبي

الجمعة 2019/07/19

مثلما كان متوقعًا، لم يكتمل نصاب جلسة انتخاب رئيس بلدية طرابلس، برئاسة محافظ الشمال رمزي نهرا، في سراي طرابلس، صباح الجمعة في 19 تموز2019.

وقد حضر عشرة أعضاء من فريق الرئيس المنزوعة الثقة عنه، أحمد قمر الدين، ومرشح الرئيس ميقاتي عزام عويضة، فيما غاب عن هذا الفريق "الموالي" المؤلف من 12 فردًا عضوان هما نور الأيوبي وأحمد المرج.

وفقدت الجلسة نصابها بغياب أعضاء الفريق المعارض، وهم 11 عضوًا، لا يؤيدون قمر الدين ولا ترشيح عويضة لهذا المنصب، فيما هم يرشحون الدكتور رياض يمق، الذي لا يحظى بأي دعم أو غطاء سياسي.

وبينما تسود بين الأعضاء أجواء التوتر، وانعدام الثقة، والتشكيك وتقاذف الاتهامات المتبادلة بالتعطيل والتآمر.. يبدو أنّه لا يوجد حتّى اللحظة أيّ قرار سياسي فاعل وجدّي لحسم مصير مجلس بلدية طرابلس ورئاستها، لا سيما في ظلّ التباين الواضح بين تيار العزم وتيار المستقبل الذي يدعم بقاء قمر الدين. هذا، ولا تزال الخلافات تتمدد حول منصب "نائب الرئيس"، الذي يشهد بازاراً ومقايضات وابتزاز لم يسبق أن شهدها من قبل، على قاعدة "إذا بتعطيني نائب الرئيس بصوّت لهيدا الرئيس"!

وحتّى الساعة، تتقدّم لعبة الأسماء على المشهد. والمرشحون لمنصب الرئيس هم: مرشح ميقاتي عزام عويضة، وهو يتمسك بترشحه لأبعد حدّ. مرشح تيار المستقبل وإن بطريقة غير مباشرة هو قمرالدين. مرشح الفريق المعارض رياض يمق. بالإضافة إلى الدكتور صفوح يكن، الذي انفصل عن الفريق المعارض، بسبب عدم إجماعهم على ترشحيه، وهو يسعى لإيجاد فريق من الداعمين لوصوله على قاعدة "الرئيس الحلّ"!

في هذا الوقت، تسود طرابلس أجواء مربكة ومشحونة، وهناك حملات من اللوم والغضب على أداء الأعضاء، الذين لم يظهروا أي حسّ بمسوؤليتهم تجاه المدينة أو جدية في واجباتهم تجاه أهلها، في ظلّ انشغالاتهم بمصالحهم الشخصية، بينما البلدية متروكة لمصيرها المجهول. وهي حاليًا وقانونيًا بيدّ المحافظ نهرا، الذي يمسك أيضًا ببلدية المنيّة المنحلة.

وبعد انتظار أكثر من نصف ساعة لاكتمال النصاب من دون جدوى، رفع نهرا الجلسة وحدد موعداً جديداً يوم الخميس في 25 تموز 2019 عند الساعة الواحدة ظهرًا، إفساحًا في المجال لمشاروات تمهد لتسوية مرضية بين الفريقين. وقد تكون مستحيلة راهناً!

فهل مصير بلدية طرابلس سيكون الإنحلال باستقالات جماعية، بعد توالي جلسات غير مكتملة النصاب؟!

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024