فراس أبيض: عاصفة كورونا ستضرب لبنان.. الإقفال التام مجدداً

المدن - مجتمع

الجمعة 2020/07/10
بعد اكتشاف 66 إصابة جديدة بالفيروس، يوم أمس الخميس، وما حمله الرقم من إعادة انتشار لوباء كورونا، غرّد مدير عام مستشفى رفيق الحريري، فراس أبيض، محذراً من إمكانية ارتفاع كبير بعدد الإصابات هذا الأسبوع. 

ووصف أبيض الوضع أنه مقلق جداً لأن عدد الإصابات اليومية يواصل ارتفاعه، متوقعاً تخطي عدد الإصابات خلال الأسبوع الجاري الـ200، وهو الرقم الأعلى منذ بداية الأزمة، إذ لم يتم تسجيل هذا العدد من الإصابات في أسبوع واحد. 

وعزا هذا الارتفاع إلى عامليْن: الانتشار المحلي ووصول وافدين مصابين بالفيروس.

وقال أن عدد الفحوص التي أجريت كان قياسياً، إذ بلغ 4260 فحصاً، وإنّ نسبة الفحوص التي جاءت موجبة قُدّرت بـ1.55 في المئة، وهي نسبة أعلى بالمقارنة مع نسب سابقة. واعتبر أن هذا الارتفاع بعدد الإصابات حقيقي وليس نتيجة عملية ترصد أفضل للوباء، من خلال رفع عدد الفحوص. 

واستعرض ملاحظاته من خلال ما شاهده من ارتفاع عدد الإصابات وحجم المجموعات المصابة وتوسع نطاق الإصابات، حيث بلغت مناطق مختلفة (الإصابة الأولى في حاصبيا) بما في ذلك المناطق الكثيفة سكانياً (الغبيري) والمخيمات.

وتطرق إلى تعب اللبنانيين والمقيمين من إقفال البلد في الفترة السابقة، تماشياً مع التعبئة العامة وعدم التزامهم بالإجراءات الوقائية، لافتاً إلى التراخي الذي حصل مؤخراً مثل إقامة حفلات ودعوات إلى عشاء (فاريا)، محذراً من مخاطر الالتزام بالتباعد الاجتماعي بحدوده الدنيا في أماكن العبادة، إذ تم تسجيل بؤر إصابات جديدة (أكثر من 20 إصابة) بفيروس كورونا بعدما شارك هؤلاء في عزاء.

إلى ذلك، سلّط أبيض الضوء على معاناة المستشفيات، نتيجة التأخير في الحصول على مستحقاتها وارتفاع التكاليف وتدني مخزون الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، مؤكداً أنّ هذه العوامل تضع المستشفيات أمام تحد خطير. كما كشف عن تسجيل إصابات بكورونا في أوساط الطواقم الطبية في 4 مستشفيات، في الأيام الأخيرة. 

ولفت أبيض إلى أنّ المطار لم يفتح أبوابه وفق المخطط، وذلك بسبب عدم خضوع جميع الوافدين لفحص كورونا قبل وصولهم إلى لبنان. وتابع قائلاً إنّ التطبيقات الإلكترونية التي هدفت إلى تتبع الوافدين لم تعمل بشكل جيد. وأوضح أنّ بعض الوافدين امتنع عن الالتزام بالحجر ونشر الفيروس، وهذا ما جرى في منطقة صور.

وحذّر أبيض من أنّ لبنان يتجه نحو عاصفة جديدة متسائلاً عن قدرة المستشفيات في حال تحوّل هذه السيناريو إلى حقيقة.

وسأل أبيض إذا كانت الحكومة ستُضطر إلى فرض إغلاق عام آخر، قائلاً: "هل ما زلنا قادرين على تغيير المسار وتفادي طفرة جديدة في عدد الإصابات؟ نعم، نحن قادرون، إلاّ أنّ هذه المسألة لن تتسم بالسهولة". وقال إنه يتعين على السلطات القيام بأداء أفضل لجهة فرض الإجراءات الوقائية وتحميل الشركات والأفراد المسؤولية في حال التراخي، مقترحاً إقفال الشركات غير الملتزمة. كذلك، دعا أبيض إلى إجراء حملات توعية متواصلة وتقديم الدعم الكامل للقطاع الطبي. 

على مستوى الأفراد، شدّد أبيض على ضرورة قيامهم بتغيير سلوكهم وتحمّلهم المسؤولية، مشيراً إلى أنّ الالتزام بوضع الكمامات انخفض ليبلغ 25 في المئة. 

واعتبر أبيض أنّ السلطات والأفراد عكس رغبتهم يسيرون باندفاع باتجاه فرض إغلاق عام جديد، خالصاً إلى القول: حرية العمل والعيش لها ثمن، فهل نلتزم؟

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024