بكتيريا أوتيل ديو: إنكار وتعهد بالعلاج في ردّ واحد!

المدن - مجتمع

الخميس 2019/09/26
جاءنا من إدارة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس - ردّاً على مقال الزميل وليد حسين "باكتيريا خطرة تستوطن غرفة العناية بالأطفال في أوتيل ديو"، الذي نُشر بتاريخ 23 أيلول 2019 - نص توضيحي، ننشره كما جاءنا حرفياً أدناه، يليه تعقيب المحرر عليه. 


رد المستشفى
"يؤكّد مستشفى أوتيل ديو دو فرانس أنّه لا يوجد أيّ بكتيريا خطرة تستوطن قسم عناية الأطفال بشكل خاص أو أيّ قسم داخل حرم المستشفى بشكل عام.

وفي ما يتعلّق بالحالة المذكورة في المقال، فقد تثبّت المستشفى من أنّها حالة معزولة، حيث أُجري داخل المؤسّسة استقصاء شامل أظهرت نتيجته عدم وجود أيّ مريض آخر مصاب ببكتيريا مماثلة في الأشهر الستة التي سبقت دخول الطفل إلى المستشفى وحتّى تاريخ اليوم، مع العلم أنّه تمّت معالجة الطفل وفقاً لأحدث القواعد والمعايير المهنية منذ ولادته.

تماشيًا مع معايير الجودة المعتمدة في أوتيل ديو، يجري فحص كلّ إصابة ببكتيريا وفقاً لقواعد منهجية تحت رعاية كلّ من لجنة مكافحة عدوى المستشفيات وقسم النّظافة الاستشفائية­. وبناءً على إنذار من مختبر الميكروبيولوجيا، يتمّ عزل المريض وتحديد مسار العمل للسيطرة على أيّ انتشار محتمل للبكتيريا. وفي هذه الحالة بالذات، تحقّق المستشفى من اتّباع كافّة الإجراءات الصحية والبيئية اللازمة في قسم عناية الأطفال.

إنّ إدارة أوتيل ديو تؤكّد أنّ المستشفى حريص دومًا على اتّباع المعايير الدولية للكشف عن الامراض المعروفة بعدوى المستشفيات، كما أنّه يراقب بانتظام الالتزام بالوسائل الوقائية الحديثة وتطبيقها في كافة اقسام المستشفى.

إنّ مستشفى أوتيل ديو يضمن رعاية هذا الطفل ومتابعته طبّياً ويأخذ على محمل الجدّ صحّة كلّ مريض."

تعقيب المحرر
بعد نشر المقال الذي يعبر عن معاناتي الشخصية والعائلية جرّاء ما أصاب ابني راوي في مستشفى "أوتيل ديو"، اتصل بي مدير الإدارة الطبية في المستشفى الدكتور جورج دَبر، فالتقينا مع الطاقم الطبي والإداري صباح أمس الأربعاء 25 أيلول. وحضر اللقاء طبيب الأمراض الجرثومية المعدية الدكتور ريمون مخايل، الذي تابع حالة راوي في أوتيل ديو وفي مستشفى مار يوسف، فأكد مجدداً أمام الجميع صعوبة الحالة، لأن بكتيريا السيراسيا مستوطنة في جسم راوي وقد تنتج عنها مضاعفات يصعب تقديرها.

بعد تأكيد رئيس الجامعة وجود تلك البكتيريا في المستشفى، وتأكيد أكثر من طبيب أمراض معدية وأطباء أطفال، بعضهم يعمل في أوتيل ديو، أن لا جدال علمياً حول إصابة راوي بها في المستشفى، وبعد اللقاء مع الطاقم الطبي والإداري، الذي تعهّد فيه الطبيب دبر شفهياً بتكفّل المستشفى جميع مصاريف العلاجات المطلوبة لشفاء ابني من هذه البكتيريا، أعتقدُ أن سياسة الإنكار لا تجدي نفعاً، حتى لو كانت مسألة "طبيعية" في لبنان.

أما مسألة عدم تسجيل حالة ثانية في قسم عناية الأطفال، فيعود إلى أن نسبة الأطفال الذين يصابون بهذه البكتيريا عالمياً ضئيلة جداً لا تتجاوز 1.5 في المئة. وعليه، لا يمكن اعتبار هذا الأمر معيارا في هذه المسألة. فانتقال العدوى في المستشفيات أمر طبيعي، ويصنّف إهمالاً طبياً غير مقصود.

على كل حال أشكر إدارة المستشفى على آخر جملة وردت في الرد والتي تعبر عن حسن نواياها: "إنّ مستشفى أوتيل ديو يضمن رعاية هذا الطفل ومتابعته طبّياً وتأخذ على محمل الجدّ صحّة كلّ مريض". 

وإذ أشكر جميع الأصدقاء على تمنياتهم القلبية بشفاء راوي والدعم النفسي الذي قدموه لي ولزوجتي، وكل من تفاعلوا مع هذه القضية العامة التي يعاني منها اللبنانيون مع المستشفيات، أتطلع إلى تنفيذ إدارة المستشفى وعدها بتكفل علاج راوي من مضاعفات هذه البكتيريا على نفقتها الخاصة. وذلك بناءً على كتاب خطي منها، وليس شفهياً، على ما وعد دبر في اللقاء بالكادر الطبي والإداري.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024