صباح العسكريين المتقاعدين يحاصر بيروت

المدن - مجتمع

الخميس 2019/06/27

نفذ العسكريون المتقاعدون ما توعدوا به، وقاموا منذ ساعات الصباح الأولى بقطع الشرايين الأساسية لحركة المواصلات.

وتعبيراً عن احتجاجهم وسخطهم لما تضمنه مشروع الموازنة لعام 2019، من بنود تطال حقوقهم ومكتسباتهم، بدأت حوالى الخامسة صباحاً، ما يشبه "عملية عسكرية" منظمة، تولاها مئات من العسكريين المتقاعدين، ونفذوا قطعاً للطرقات بالإطارات المشتعلة والعوائق، فتم إقفال الأوتوسترادات الشمالية والجنوبية، المؤدية إلى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى طريق ضهر البيدر الذي يربط بيروت والجبل بسهل البقاع.

وتسبب هذا العمل بتعطيل حركة المرور لعدة ساعات، وازدحاماً خانقاً في كل الاتجاهات، وإرباكاً كبيراً لعشرات الآلاف من المواطنين المتوجهين إلى أعمالهم في العاصمة، بما يشبه الحصار الذي يشل الحركة الاقتصادية ودورة العمل.  

قيادة الجيش
طوال أربعة ساعات تقريباً، استطاع العسكريون المتقاعدون تعطيل الحياة العامة وحركة السير الأساسية التي تربط أرجاء لبنان، إلى أن صدر بيان لقيادة الجيش، عند الساعة التاسعة صباحاً، جاء فيه: "إن قيادة الجيش، إذ تؤكد تضامنها الكامل مع المطالب المحقة للعسكريين المتقاعدين، باعتبارها ترتبط مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم وكرامة عائلاتهم، تدعوهم إلى عدم الاستمرار في قطع الطرقات، والتجاوب مع القوى الأمنية وتسهيل أمور المواطنين وإعادة الأمور إلى طبيعتها".

وعلى إثر البيان، قام العسكريون المتقاعدون بفتح أوتوستراد طبرجا بالاتجاهين. وبعد دقائق، فُتحت أيضاً طريق ضهر البيدر، حيث اعتصم العسكريون المتقاعدون ورفعوا الاعلام اللبنانية وشعار الجيش، وسط إجراءات أمنية لمخابرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وحضور للصليب الأحمر اللبناني، وافترش العسكريون الأرض وغابت مظاهر حرق الإطارات المشتعلة عن الطريق الدولية.

وبعد أن غطى الدخان الأسود منطقة خلدة وصولاً إلى الناعمة، بسبب كثافة الإطارات المشتعلة، بدأت تنقشع السماء بعد إزالة الحرائق، وتبددت زحمة السير، بعد فتح الطريق بعد التاسعة صباحاً.

كلمات التحذير والمطالب
وكان تحدث باسم المعتصمين العميد محمود طبيخ ، وتوجه إلى الحكومة ومجلس النواب بالقول: "اتركوا العسكريين وفتشوا عن المصادر الأساسية في الهدر والفساد، فتشوا عن الأملاك البحرية، والمؤسسات الرسمية المستأجرة. وعندما تحاولون المس بأي حق من حقوق العسكر فأنتم تمسون بالوطن بأكمله. نتمنى من السلطة أن تبحث عن مكامن الهدر لتغذية الخزينة، ووقفتنا اليوم هي وقفة تحذيرية، فالجيش والمتقاعدين خط أحمر".

أما العميد حسن حسن فقال: "هذه السلطة استباحت حقوقنا، ونحن نعتصم على الطرق دفاعا عن حقوقنا، ولن نتراجع عن هذه الحقوق، ولن نقبل بدفع الخوات، فأولاد الشهداء يجب ان تؤمن لهم فرص التعليم مئة في المئة اسوة بأبناء شهداء الأحزاب". واعتذر من المواطنين المحتجزين على الطرق، محذرا من "خطوات تصعيدية أخرى، في حال لم تلب مطالبهم، وخصوصاً البنود المتعلقة بالحصار المادي على القوى العسكرية والموظفين في لبنان".
وتحدث المقدم رفيق ياغي فقال: "إن صرختنا اليوم هي صرخة كل مواطن. نحن احتلينا مرافق في بيروت التي تنتج المال وتعود للسياسيين وليس للمواطن". ودعا المواطنين إلى النزول معهم إلى الشارع "لأن المطالب واحدة، وهذا حق". وختم: "تضامنوا معنا ضد هذه الدولة الفاسدة".

البيان رقم 3
ومع انتهاء الاعتصام وفتح الطرق، صدر عن حراك العسكريين المتقاعدين البيان الآتي:

عطفا على البيان رقم 2، والذي قضى بإقفال الطرق الرئيسة التي تصل ما بين المحافظات والعاصمة بيروت اقفالا تحذيريا، يعلن حراك العسكريين المتقاعدين ما يلي:
- أنه وبناء لتمني قيادة الجيش، وحيث أن الرسالة وصلت، فقد أعيد فتح الطرقات، في تمام الساعة التاسعة من صباح تاريخه.
- نعتذر من أهلنا وإخواننا في الوطن عن بعض الازعاج الذي سببناه لهم والذي فرضته السلطة بمشروع موازنة لحكومة إفلاس الوطن.
- لقد تعمدنا قطع الطرق في أماكن لا تؤثر كثيرا على حركة المواطنين وتركنا لهم ممرات جانبية حرصا منا على حفظ حقوقهم لأنهم تحت الظلم الذي نرزح تحته وإياهم.
- نحذر السلطة من تنفيذ بنود مشروع الموازنة خاصة فيما يتعلق برواتب العسكريين الفعليين والمتقاعدين وتعويضاتهم، حراكنا سيستمر وسنصعد من اجراءاتنا، طالما لم تسحب من مشروع الموازنة، كافة البنود المخالفة لكل القوانين العسكرية المرعية الاجراء. قوتنا باتحادنا".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024