أحمد عبدالله يرسم بالشوكولا

نيكول طعمة

الثلاثاء 2018/10/23

مزج حياته العملية بموهبة فريدة وحوّل الشوكولا إلى لوحات فنيّة جميلة. هذه الرسومات لا يخطّها فنان بريشة تقليدية أو قلم خاص، ولا تُنقش أفكارها على الجدران، إنما تحرّكها أنامل ساحرة تُنتج رسومات "لذيذة" تطفو على سطح صحون الحلويات.

الشوكولا حلو المذاق، أما الرسم بواسطة الشوكولا فحلوٌ مثله لا بل أكثر.. عن هذا الإبداع الخاص، يتحدث الشاب الموهوب أحمد عبدالله، ابن الـ34 عاماً، في دردشة مع "المدن"، يقول إنه من بلدة طيردبا الجنوبية، يعمل منذ سنوات في أحد مطاعم مدينة صور ويتولى تحديداً إعداد أنواع عصائر الكوكتيل وتزيين أكواب المشروبات الساخنة والرسم على الحلويات. ويوضح: "باشرت الرسم والتزيين على أكواب النسكافيه والكابوتشينو، ثم طوّرت أسلوبي واتجهت إلى الرسم بالشوكولا على الصحون وقوالب الحلوى".

أحبّ عبدالله مهنته، وذهب في مخيلته الواسعة إلى أبعد من الرسم العادي، "رسمت على أكواب المشروبات الساخنة أشكالاً مثل وردة، سفينة، حيوانات، حروف، معالم سياحية ورسومات خاصة بصور متحرِّكة، وتوصلت إلى رسم وجوه شخصيات مهمة ومشهورة".

من الرسم على الأكواب وتزيينها، أبدع عبدالله في نحت الشوكولا بتحويلها إلى وجوه شخصيات سياسية وفنية معروفة، مستخدماً عود تنظيف الأسنان المعروف لغوياً بالمسواك. أراد تحقيق عمل فني فريد بطريقة غير تقليدية، فكان له ما أراد. اجتهد وثابر مكتشفاً أن فناناً يقطن في داخله.

المواد التي يستخدمها عبدالله في الرسم بالشوكولا هي مكوّنات من الشوكولا، كراميل من لون البشرة، سوائل كالفريز لتلوين الشفاه، النعناع وسواها لتلوين العيون وما شابه. عن ذلك يوضّح: "الفكرة التي أُركّز عليها في رسوماتي أن تكون جميع المواد أو المحتويات التي أستعملها صالحة للأكل ولا أثر سلبياً لها على الصحة، بخلاف قوالب الحلوى أو صحون الحلويات التي تحتوي بغالبيتها مواد مصنّعة وحافظة". يضيف: "كانت زوجتي أوّل شخصية أنحتها على الصحن، وبعدها كرّت السبحة، وأنا لا أتوانى عن تقديم ما يتمناه رواد المطعم ورسم ما يشاؤون في طلباتهم بالشوكولا الشخصية المُحبّبة لديهم".


كثيرون نراهم يعملون، لكن قليلين يُبدعون ويُمتعون ويتمتّعون بعملهم. واللافت في الأمر أن الشاب الفنان لم يتعلّم أصول الرسم وتقنياته في أي معهد متخصّص بذلك، بل اكتفى باستعمال عود الأسنان والمواد الطبيعية الموجودة أصلاً في المطعم لتنفيذ لوحاته الشيّقة. وبفضل أفكاره الذكيّة وأعماله الجميلة، صار عبدالله يقصده أبناء بلدته والجوار، "لاحظت إقبالاً منهم على رسم صورهم أو صور أحبائهم على صحن أو على قالب حلوى في مناسبات مختلفة مثل أعياد الميلاد وغيرها أكثر من السابق، علماً أنه لا يختلف مبدأ طباعة الصورة على قالب الحلوى عن الفكرة التي أعتمدها سوى من حيث التنفيذ يدوياً لا إصطناعياً، وهذا ما يميّزني عن غيري من الفنانين، فضلاً عن أنني لم أتجه إلى الرسم على الورق أو القماش، بل كان اختياري للرسم على الصحون والأكواب أسلوبي الذي أنفرد به وقد نال اعجاب الناس بشكل لم أكن أتوقعه".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024