تظاهرات وسط بيروت: يسقط حكم الأزعر

وليد حسين

الجمعة 2019/10/18
بعد ليلة الغضب والشغب والفوضى التي انفجرت في وسط العاصمة بيروت، حيث تجمع مئات المواطنين المطالبين بإسقاط النظام، عادت في العاشرة من صباح اليوم الجمعة الاعتصامات إلى وسط المدينة.  

تجمع مئات الشبان والصبايا، ففاق عددهم الألفي شخص في ساحة رياض الصلح، وساروا في تظاهرة إلى شارع الحمراء مرددين هاتفين: "يسقط، يسقط حكم الأزعر، ثمانية وعشرين وميّة كلن قرطة حراميي، وثورة ثورة، ودعوس يا شعبي دعوس ع الحكومة وع المجلس، والشعب يريد اسقاط النظام".

بدا لافتاً في هذه التظاهرة الجيل الشبابي والنسائي الطاغي. وباستثناء بعض الأشخاص المعتاد حضورهم في التظاهرات، كان لافتاً طغيان الوجوه الجديدة غير مألوفة في التظاهرات التي ينفذها المجتمع المدني والأحزاب اليسارية. صبايا وشباب جلهم من طلاب الجامعات والمدارس، لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً. وبدا لافتاً الحضور النسائي أيضاً. وبينما راح المتظاهرون يهتفون في الشارع "طاق، طاق طاقية كلن قرطة حراميي"، و"يلّي واقف ع البلكون انزل انزل شعبك هون"، راح المواطنون الذين تجمعوا على الشرفات والطرق يحمسون المتظاهرين ويلتقطون الصور.

التفّت المسيرة الشبابية في وسط شارع الحمراء، وكان يتقدمها شبان يقودون الدرجات، وعادت من جديد إلى ساحة رياض الصلح، حيث كان في انتظارهم مئات المتظاهرين.

بعد أكثر من ساعتين من الهتاف الداعي لإسقاط الحكومة والنظام.. ورياض سلامة، وطالت الهتافات جميع المسؤولين والوزراء وقوى 8 و14 آذار. لم يسجل أي تصادم مع القوى الأمنية المنتشرة بكثافة أمام السرايا الحكومي. ثم قرر المتظاهرون تحريك اعتصامهم بدعوة المواطنين إلى التجمع في ساحة رياض الصلح للانطلاق بتظاهرة إلى قصر بعبدا، لإسقاط رئيس الجمهورية، على وقع هتافات يسقط يسقط رئيس الجمهورية.

وكانت الاحتجاجات المسائية في وسط بيروت قد استمرت حتى الساعة الثالثة والنصف صباحاً، إذ أقدمت القوى الأمنية على تفريق المتظاهرين بالقوة. فقد تم حشرهم بين طلعة السرايا الحكومي وشارع المصارف وانهالت عليهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، ووقعت إصابات عدة في صفوف المتظاهرين. ثم حصل كر وفر في شوارع بيروت حتى الساعة الخامسة صباحاً وسط انتشار أمني كثيف وعمدت القوي الأمنية على التدقيق بجميع هويات المارين وحصلت اعتقالات. وكان المعتصمون قد صبوا جام غضبهم على بعض الأبنية الحديثة الإنشاء وأضرموا النار فيها وحطموا زجاجها وزجاج الآرمات.  

وفي الصباح أعيد فتح الطرقات بشكل جزئي بين بشارة الخوري وساحة الشهداء، حيث تكدست مستوعبات النفايات والصخور وبقيا الإطارات المشتعلة، وحطام الزجاج في بعض الأبنية، في وسط الشوارع، حيث سجّلت حركة مرور خفيفة وانتشار أمني قليل.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024