فوز 14 آذار في اليسوعية (هوفلان)

فيرينا العميل

الأحد 2019/10/06

بعد حملاتٍ انتخابية حامية دامت لأكثر من اسبوع، تجلّى يوم الديمقراطية الطلابية يوم السبت 5 تشرين الأول في جامعة القديس يوسف (اليسوعية). وكانت "أشرس" المعارك الانتخابية هي التي شهدها حرم العلوم الاجتماعية (هوفلان).

هو المشهد عينه يتكرّر في كلّ سنة. ففي كلّية إدارة الأعمال تبارت لائحتان، إحداها لحلف 8 آذار، الذي يضمّ كلّ من التيار الوطني الحرّ، حزب الله، حركة أمل، المردة، والأخرى لحلف 14 آذار المكونة من حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.

أمّا في معهد العلوم السياسية، فقد فازت لائحة "طالب"، التي تتبنى شعار العلمانية، العدالة الاجتماعيّة، الديموقراطية التشاركيّة والمحافظة على البيئة، ونالت ثمانية مقاعد بالتزكية.

وفي ما خصّ كليّة الحقوق، فقد شهدت منافسة بين ثلاث لوائح: لائحة "طالب" برئاسة داليا قوتلي، لائحة 8 آذار برئاسة نديم ناصيف، ولائحة 14 آذار برئاسة أنطوني خوري. والمشاريع الانتخابية في اللوائح الثلاث متشابهة تقريباً، وهي خاصّة بالكليّة وبتسهيل حياة الطالب في حرم هوفلان، وقد ركّزت لائحة "طالب" كما حلف 8 آذار على بعض البرامج الخاصة بالمحافظة على البيئة. لكن مشروع إعادة تأهيل المصلّى في الجامعة أثار الجدل مجدداً بين طلاب الجامعة.

منذ يوم الجمعة علت المنابر بأصوات التحريض الطائفي والحزبي بين قطبي 8 و14 آذار على خلفية نشر فيديو على حساب القوات اللبنانية وتبعه آخر للتيار الوطني الحر بعد ساعة، وذلك خرقاً واضحاً منهما للصمت الانتخابي. وقد تقدمت لائحة المستقلين بشكوى أمام الإدارة على هذه المخالفة راجين اتخاذ التدابير المناسبة في هذا الشأن.

توقّع الجميع يوم السبت مشهداً تقليدياً من الإشكالات أو حتى التشابك بالأيدي. لكن، وبفضل الإجراءات الأمنية الجديدة، والقرار بالتهدئة من قبل قيادات الأحزاب، انتهى يوم الانتخابات بطريقة سلمية، وإن لم يخلُ من العنف اللفظي بين الحين والآخر.

كان من الصعب التنبؤ بالنتيجة قبل الإعلان عنها، إلا أنها أتت لمصلحة حلف 14 آذار الذي حصل على رئاسة المجلس الطلابي من خلال فوزه بستة مقاعد في كلية الحقوق مقابل خمسة للائحة 8 آذار ومقعدين للمستقلين في حركة "طالب". أمّا في كليّة إدارة الأعمال فقد فازت لائحة 14 آذار بثمانية مقاعد مقابل سبعة للائحة 8 آذار.
لكن قوى 8 آذار استطاعت التعويض بفوزها بانتخابات كلية الطب العام وطب الأسنان.

تقارب قوّة التمثيل الطلابي بين القطبين التقليديين غالباً ما يقود إلى الاحتقان وتصاعد النعرات، فهل سيفلح الفائزون من الجانبين (مع المستقلين بحركة طالب في كلية الحقوق) في العمل بانسجام وبتفاهم الحد الأدنى في المجالس الطالبية، باذلين جهودهم في سبيل تحقيق مطالب الطلاب؟

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024