وليد حسين
واعتبر سعادة أنه بمعزل إذا كانت مخاطر هذا اللقاح حقيقية أو ناتجة عن صراعات سياسية أو تجارية أو من أي نوع آخر، يوجد مخاوف عالمية وتمنّع كبير عن تلقيه، فهل يعقل أن تجبر أي شخص عليه في لبنان؟
اللقاح مسألة ثانوية
بدوره أكد النقابي في لقاء النقابيين الثانويين حسن مظلوم أن أساتذة كثراً رفضوا هذا اللقاح، بعد اللغط الذي أثير حوله، ولن يقبلوا به. لكن هذا الموضوع ثانوي في الأساس، ويمكن حله بتأمين لقاحات بديلة. فيما الموضوع الأساس هو الوضع الاقتصادي الذي يعيشه اللبنانيون.
ورأى أن الرابطة حشرت نفسها بموضوع اللقاح، لأنها وعدت الوزير بالعودة الحضورية التي لم تكن مرتبطة باللقاح مهما كانت نوعيته، والذي يأتي في الدرجة الثانية بالأهمية.
أما سعادة، فلفت إلى أن استبيان الرابطة، ورغم أن رأيهم به أنه أجري كيفما اتفق، أظهر أن نسبة كبيرة من الأساتذة ترفض هذا اللقاح، بينما الرابطة تصر عليه وتأمرهم بأن يتلقوه. أي أنها تسعى لتأمين مخرج للسلطة للعودة إلى التعليم الحضوري غير الآمن.
العيش بكرامة
يعتقد سعادة ومظلوم أن الأساتذة يرفضون تلقي هذا اللقاح، وأن الحل يجب أن يكون بتأمين لقاح آخر لمن يريد، وترك الخيار لمن يرغب بتلقي استرازينيكا. لكن مظلوم استغرب كيف أدخلت الرابطة نفسها بهذه القضية الطبية، فيما عليها الاكتفاء بالطلب بلقاح آمن والاهتمام بالعمل النقابي لتحصيل الحقوق الاقتصادية والمعيشية للأساتذة. واستنكر أن المكاتب التربوية للأحزاب باشرت بإصدار بيانات كي يتشجع الأساتذة على أخذ هذا اللقاح.
يرى النقابيان المعارضان أن الوضع المالي والاقتصادي لا يمكن تخطيه. فالرابطة تريد العودة بعد تلقي اللقاح، بينما ما يهم الأساتذة العيش بالحدود الدنيا اللائقة للكرامة الإنسانية، أي القدرة على إطعام أولادهم، أقله.
"جريمة" الاستشفاء
وفيما دعا سعادة إلى عدم الاقدام على ارتكاب جريمة بالعودة إلى الصفوف قبل تلقي الأساتذة لقاحاً آمناً، شرح أن هناك مخاطر بإصابة أي أستاذة أو طالب ونقل العدوى للغير. وأضاف أن هناك جريمة ثانية تقوم بها السلطة التي تضع الأستاذ في خطر المرض، ثم ليدبر نفسه بنفسه بعدما بات يتكبد فرق 65 في المئة من فاتورة الاستشفاء على عاتقه، والرابطة صامتة ولا تحرك ساكناً.
ويتفق مظلوم وسعادة على أن فرق فاتورة الاستشفاء على "التعاونية" بات يوازي راتب الموظف بعشرات المرات. فالأساتذة يعانون مع تعاونية موظفي الدولة، التي تعتمد فاتورة صحية على أساس 1500 ليرة لسعر الدولار، فيما المستشفيات تسعر فاتورة الاستشفاء على سعر 4 الآف ليرة. وبالتالي يخاف الأساتذة من الإصابة بكورونا أو بأي عارض جانبي لهذا اللقاح، أو حتى في الطبابة الاستشفائية، ودفع هذه الفروق الباهظة من جيبهم الخاص الذي بات فارغاً أصلاً.