العالم السري في AUB

محمد أشرف نذر

الجمعة 2016/12/09

يتميز مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت بحركة أحداثٍ سريعةٍ ونشاطات عابرةٍ للحرم الجامعيّ. يترافق ذلك مع تغطية ومتابعة تواصليّة تؤمّنها الصفحات الالكترونية للطلّاب والإدارة.

لكن في ظلّ هذا الانفتاح، يسأل البعض عن سبب وجود مجموعة فايسبوك خاصّة تحت اسم "AUB GURU"، يدخلها طلاّب الجامعة للتواصل في ما بينهم، كأنّها الوجه الآخر أو المجتمع المقنّع الخاص الذي كوّنوه ليعيشوا فيه، في أوقات غيابهم عن الجامعة، بعيداً من ضوابط الجامعة وقوانينها.

يقول أوليفر جبران، مؤسس المجموعة، التي تضم نحو 16,000 مشترك من طلّاب الأميركية، إن "الفكرة بدأت منذ نحو ست سنوات في فترة تسجيل المواد، حيث تكثر تساؤلات الطلاب الأصغر سنّاً حول المواد والأساتذة، من حيث الصعوبة والمتطلبات الأكاديمية كما أسلوب شرح الأساتذة والعلامات المتوقعة. حينها قرّرت وزميلي جوزيف طراق اتاحة هذه الفسحة التشاركية على موقع فايسبوك لتسهيل مشاركة المعلومات".

في حديثه إلى "المدن"، لا ينفي جبران أنّ هذه المساحة بدأت تأخذ منحى اجتماعياً فعّالاً بعدما كانت قاعدة معلومات تعليمية. بالإضافة إلى الاستخدامات الأكاديمية التي باتت أكثر "عمقاً" نتيجة مشاركة الأبحاث والمعلومات القيمة، وفق تعبيره. فبات الطلّاب يتشاركون الصور والأخبار التي تتحدّث عن اليوميات الجامعيّة والمجتمعيّة عامةً على نحو نقديّ.

تناقضات كثيرة تحملها المجموعة، بين المضحك والمحزن. لكن الأبرز يبقى في النقاشات السياسية الحادّة، خصوصاً بعد الانتخابات الطلابية، أو عند أي مفترق أو قرار يتخذه أو يطالب به أحد أندية الجامعة، فترى تعبئةً واستنفاراً ينتهيان بمقالات من التعليقات.

في مقابل هذه الصراعات، ينظر كثيرون من الطلّاب إلى هذه المساحة التشاركيّة بوجهة بنّاءة. فيشاركون أفكاراً لافتةً ويطالبون بتحسينات مفترضة ومنطقية. كما أنّ عدد المشاركين الكبير يساعد كثيرين من الساعين إلى تحصيل تواقيع على عرائضهم المطلبية للوصول إلى مبتغاهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024