جمهور النجمة.. حلم الأندية الأخرى

عباس سعد

الأربعاء 2016/12/28
لا يخفى على أي متابع أخبار كرة القدم في السنتين الماضيتين، أن الملاعب اللبنانية في حال أفضل بكثير مما كانت عليه في فترة حظر الجمهور عنها، حتى لو أنها لاتزال خجولة اليوم بالمقارنة مع ما كانت عليه في أواخر التسعينات وبداية الألفين.


زخم

شغل نادي النجمة وقاعدته الجماهيرية الحيّز الأكبر في اللعبة، خصوصاً بعد نجاحات الموسم الماضي، نظراً للمشاهد التي أعادتها جماهير النادي إلى الملاعب. لكن مع بداية الموسم الجديد في أيلول 2016، كانت توقعات جماهير النادي ورابطته وإدارته تتخطّى الوضع الذي يقبع فيه الآن. فبعد خسائر مني بها الفريق مع بداية الموسم، أقال النجمة مدرّبه الصربي وعين مكانه الكابتن جمال الحاج، ابن النادي، الذي أعاد الهيبة للفريق بعدما صعد به من ذيل الترتيب إلى المركز السادس حالياً، بفارق خمس نقاط عن الأنصار المتصدر.

لكن بغض النظر عن النتائج، ومن دون التقليل من أهميتها، تبقى الاجتماعيات الرياضية التي يضخها نادي النجمة محوراً يجدر الكلام عنه مهما كان مركزه في الدوري.

"نتائج الفريق هي التي تعطي الزخم، وكذلك توقيت المباريات يؤثر على عدد الحضور"، يقول محمد الربعة، المعروف بأبو هاني، وهو رئيس رابطة جماهير النجمة منذ عشرين عاماً. أما هيثم تنير، مسؤول العلاقات العامة في الرابطة، فيضيف إلى كلام ربعة: "مع فوز الفريق بثلاث بطولات العام الماضي (كأس لبنان، كأس السوبر وكأس النخبة)، ومع جدولة الاتحاد اللبناني بعض المباريات بتوقيت التاسعة مساءً هذا الموسم، زاد الحضور الجماهيري رغم الوضعية غير المقنعة في جدول الترتيب حالياً".

ويتفق الإثنان على أن عودة ملعب المدينة الرياضية هذا الموسم، وهو الملعب الذي يعتمده نادي النجمة عادة، أعطى "حافزاً للرابطة من أجل حشد جمهور أكبر، نظراً لسعة الملعب التي تبلغ 45 ألفاً". أما في العام الماضي "فكانت مشاهد ملعب برج حمود جميلة جداً، نظراً للذكريات التي يملكها النادي هناك. لكن الأعداد كانت قليلة"، وفق أبو هاني.

يرى كل من أبو هاني وتنير أن استرجاع الأجواء الجماهيرية في الملاعب اللبنانية لا يقتصر على نادي النجمة فحسب، بل هو مسؤولية روابط الأندية الأخرى أيضاً. فهذه الأخيرة، حتى لو كانت أعداد جماهيرها أقل بكثير من جماهير النجمة، إلا أنه يفترض بها العمل على استقطاب الجماهير إلى الملاعب. فـ"الجماهير تعطي مردوداً مالياً مهماً جداً"، وفق تنير. وفي الدوري اللبناني، صاحب الأرض يأخذ مردود بيع البطاقات، وغالباً ما تنتظر الفرق الأخرى اللعب ضد النجمة لتحصد مزيداً من الأموال، نظراً لارتفاع عدد البطاقات المباعة.

نحن جمهور المنارة
يطلق أبو هاني على نادي النجمة "نادي الوطن"، ويتغنى بشعار جماهيره "نحن جمهور المنارة، نحن رمز الحضارة". ونادي النجمة في تأسيسه ليس طائفياً، وزمنه الجميل في أوائل السبعينات لم يكن طائفياً، فـ"عراقة النادي وفكرة تأسيسه جعلتاه النادي الوحيد الذي يضم إدارة وجماهير من كل الطوائف". والنجمة، وفق تنير، هو "الوحيد الذي يضم جمهوراً من طائفة وإدارة من طائفة أخرى، في حين أن الأندية الأخرى يكون جمهورها وإدارتها عادة من طائفة واحدة".

ويرى أبو هاني أن الشغب وإطلاق بعض العبارات الجارحة، التي تصدر عن الجمهور أحياناً، هو "أمر طبيعي" في حالات الاستفزاز والأخطاء التحكيمية. لكن يبقى جمهور النجمة "جمهور كرة قدم لا غير. وفي كل ناد هناك مشاغبون. لكن عدد جمهور النجمة الكبير يجعل من المشاغبين بارزين أكثر". وتتبع الرابطة منذ مدّة مبدأ أن "نحمي أنفسنا من أنفسنا"، أي أن تعمل مع الجماهير على إطفاء الغضب، لأن القوى الأمنية لا تكفي وحدها.

"نعمل على احترام خصوصية كل منطقة ووضعها الطائفي"، يقول تنير الذي أكد أن العلاقة مع الأنصار كانت في تحسن، لولا بعض العبارات التي استفزت جماهير النجمة في نهائي كأس النخبة. أما العهد فـ"هناك محاولات تواصل لوقف الحديث عن خلاف بين الناديين، منها ظهور رئيس النادي صلاح عسيران في برنامج غول على قناة المنار، التي يقاطعها النادي منذ نحو عام"، وفق تنير. ويقول أبو هاني إن "كل نادي يتمنى استقطاب جمهور النجمة، لكن على نادي العهد أن يعرف أن جمهور النجمة رياضي، وليس طائفياً".

تبدو مساعي رابطة نادي النجمة جدية جداً نحو تعزيز الأحوال الرياضية على صعيد النادي والبلد ككل. لكن العقبة المادية موجودة دائماً. فالنوادي في لبنان، كما يقول أبو هاني، "مملوكة في معظمها من أشخاص، وليس هناك شركات داعمة مادياً. ما يجعل تمويل الأندية مسألة متقلبة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024