آلاف طلبات فحوص PCR يومياً.. هيستيريا فعلية تنهك المستشفيات

المدن - مجتمع

الإثنين 2020/07/27
مع ارتفاع معدّل الإصابات بفيروس كورونا، والوفيات الناجمة عنه، واجتياحه لمختلف المناطق والقطاعات، انتهت مرحلة "لا داعي للهلع" وبدأت مرحلة "اهلعوا تصحّوا".
جاء موقف وزير الصحة، حمد حسن، اليوم واضحاً من حيث القلق من التفشي المجتمعي للوباء، الذي بات "يأخذ منحىً جدياً وخطيراً". وإن كان عدّاد الإصابات يوضح الهلع الضروري، فإنّ زحمة الناس أمام المستشفيات ومختبراتها تفتح عيناً أخرى على قدرة المشافي على استقبال طلبات فحوص PCR. فقد أصبح واضحاً أن نتائج هذه الفحوص تتأخر لأكثر من ثلاثة أيام، نتيجة الضغط على المختبرات المعتمدة، وتخطي إجمالي الفحوص القدرة الاستيعابية لها. فانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر الحشود أمام المشافي بانتظار الخضوع للفحوص. فما سبق لمستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي أن عاشه قبل أسبوعين، تعيشه اليوم المستشفيات الخاصة. 

ضغط هائل
تواصلت أمس إدارة هيئة أوجيرو مع أحد أكبر مختبرات المشافي الخاصة، لإجراء فحوص PCR لموظفين في الهيئة، بعد ثبوت إصابة أحد العاملين في المركز الرئيسي في بئر حسن. تطلب الهيئة إجراء 600 فحص، وهو عدد ضخم لا يستطيع مشفى واحد تنفيذه، وإن قرّر العمل على هذا الرقم فهذا يعني انشغاله التام ليومين أو ثلاثة كاملين في موظفي أوجيرو فقط. هذا مثال أول على حجم الضغط الذي بدأ يتصاعد على المختبرات المعتمدة إجراء فحوص كورونا. يضاف إلى ذلك، طلبات المسافرين والوافدين من لبنان وإليه، ومئات المؤسسات الأخرى التي تطلب من موظفيها الخضوع للفحوص، من أجل إعادة فتح أبواب مكاتبها، وطبعاً العدوى المجتمعية التي اعترفت بها وزارة الصحة أخيراً. 

هيستيريا كورونا
يشير المسؤول الإعلامي في مستشفى رزق- المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية، سعد الزين إلى أنّ "فحوص كورونا تضاعفت أربع أو خمس مرّات خلال الأيام الأخيرة"، في حين أنّ المستشفى وفريقها الطبي والاستشفائي قادرة على إصدار ما بين 280 إلى 300 نتيجة في اليوم. كما يؤكد الزين أنّ الوحدة النقالة التابعة للمشفى تتلقى مئات الاتصالات يومياً، من بلديات ومؤسسات، لإجراء مئات الفحوص، وهو أمر تعجز هذه الوحدة عن تلبيته: "نعيش في حالة هيستيريا"، يقول الزين. 

الفحوص من المركبات
تؤكد المسؤولة الإعلامية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، عبير سلام، لـ"المدن" أنّ نسبة الإقبال على إجراء الفحص ارتفعت بشكل كبير في الأيام الماضية. ومن المقرّر أن تعمد إدارة "الأميركية" اعتباراً من يوم غد الثلاثاء إلى إطلاق عملية الفحوص من المركبات والسيارات (Drive Thru)، وذلك لتخفيف الازدحام أمام المختبر المخصص لفحوص كورونا.

تثير أزمة الازدحام أمام المختبرات المعتمدة سؤالاً أساسياً، حول عمل وزارة الصحة على تطوير قدرات المستشفيات الحكومية لمواجهة كورونا، خلال فترة الإغلاق العام، بين آذار وحزيران. فللعلم، في محافظة النبطية وأقضيتها، لا مستشفى حكومياً قادراً على إجراء فحوص PCR. فمن الواضح أنّ السلطة السياسية أعادت فتح البلاد في حزيران الماضي من دون وجود جهوزية فعلية للقطاع الطبي والاستشفائي لمواجهة الوباء. في تموز 2020، عدنا إلى آذار 2020، لطرح السؤال نفسه: هل يموت اللبنانيون جوعاً أم بكورونا؟

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024