النقابات والاتحاد العمالي في "يوم الغضب".. تنفيسة

المدن - مجتمع

الأربعاء 2020/10/14
نفذ الاتحاد العمالي العام اليوم الأربعاء ما أسماه رئيسه، بشارة الأسمر، "يوم الغضب والتحذير". لكنّ التحركات، وعلى الرغم من توزعها الجغرافي في كل المناطق، أظهرت مدى تراجع الاتحاد على المستوى الشعبي، بعدما اقتصرت المشاركة على سائقي الآليات الكبيرة والباصات والسائقين العوميين، وهي نقابات كفيلة بإقفال الطرق وإحداث زحمة سير. لكنّ "الجميع"، أي الشعب اللبناني، الذي دعاهم الأسمر إلى "المشاركة في هذه التجمعات والاعتصامات" لم يحضروا ولم يعتصموا. بل اقتصر الأمر على بعض اتحادات النقابات المنضوية في "الاتحاد" وعمال وموظفين في القطاع الرسمي. فشهدت مختلف المناطق اليوم حركة اعتصامات وقطع طرق، تأكيداً على رفض الواقع الاقتصادي الصعب، بقيت في إطار التحذير وانحصرت بين الثامنة والعاشرة صباحاً.

هامش حركة الأسمر
كان لافتاً هامش حركة رئيس الاتحاد العمالي العام، بشارة الأسمر، خلال "يوم الغضب والتحذير" الذي نفّذته قطاعات نقابية وعمالية اليوم. الأسمر، انتقل بين مطار رفيق الحريري الدولي، مصرف لبنان في بيروت، مستشفى الجامعة الأميركية وشكا وطرابلس وبرهن على ليونة كبيرة في إمكانية التحرّك والتفاعل على أرض الاحتجاج. غاب الأسمر والاتحاد العمالي العام عن عام كامل من الاحتجاجات التي شغلت بيروت وكل لبنان، منذ تشرين الأول 2019 إلى تشرين الأول الجاري، ليطلق اليوم حملة التحذير والغضب من سوء الأوضاع الاقتصادية والأزمة التي حطّت رحالها في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن خلفيات تحرّك الاتحاد العمالي، قبيل انطلاق الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة ومع جلسة المفاوضات الأولى مع العدو الإسرائيلي في الناقورة. ليكون "يوم الغضب" المحقّ والطبيعي والمنطقي، في هذا التوقيت تحديداً، هدفه سياسي لتوجيه الضغط على الكتل النيابية في عملية تشكيل الحكومة من جهة، وحرف الأنظار عن اجتماع الناقورة. ويأتي ذلك في تكريس جديد لتوظيف السلطة سيطرتها على الاتحاد العمالي، منذ عقود. 

لاءات الأسمر
في بيروت، نظّمت سلسلة من التحركات الاحتجاجية التي انطلقت من مستشفى الجامعة الأميركية ومطار بيروت ودوّار السفارة الكويتية واجتمعت أمام مصرف لبنان. فتم قطع الطرق لبعض الوقت من دون أي احتكاك مع قوى الأمن. وأكد الأسمر خلال هذه التحركات على سلسلة لاءات، "لن نرضى برفع الدعم، لن نرضى بضرب الصناديق الضامنة ولن نرضى ببيع أملاك الدولة مع مسؤولين فاسدين، ونقول كفى". وشدّد، خلال مشاركته في اعتصام اتحاد النقل الجوي أمام قاعة المغادرين في مطار رفيق الحريري الدولي، على الدعوة "لتأليف حكومة قادرة على معالجة هذا الوضع الاقتصادي الصعب"، محذراً من وجود مافيات لتهريب للدواء والبنزين والمازوت.

أمام المصرف
ومن أمام مستشفى الجامعة الأميركية، تجمّع ممثلون وأعضاء نقابات الضمان، إدارة حصر التبغ والتنباك، عمال ومستخدمي الجامعة الاميركية في بيروت، اتحاد المصالح المستقلة، وقطاع النقل البري. وسأل الأسمر عن مصير الأموال الاحتياطية في مصرف لبنان وعن "مصير السارقين والناهبين وأصحاب الثروات من خلال المناقصات غير الشرعية". فدعا إلى محاكمة جماعية لجميع المسؤولين من دون استثناء، رافضاً أن ينسب تحرّك اليوم لأي جهة سياسية. ثم انتقل المحتجّون إلى أمام مصرف لبنان، حيث أشار رئيس اتحاد النقل البري، بسام طليس، إلى أنّ "السياسة المعتمدة بموضوع الدواء والبنزين والمواد الغذائية لن تمر".

تحركات جبل لبنان
وانضمّت إلى التحرّك أمام مصرف لبنان، نقابة سائقي السيارات العمومية، التي كانت قد نظّمت تجمّعاً على المسلك الغربي لأوتوستراد صربا، وانطلقت باتجاه بيروت. كما نظّم سائقو الشاحنات والباصات وقفة احتجاجية عند مستديرة الدورة، حيث توقّف السير لبعض الوقت، وعادوا وتوجّهوا إلى مصرف لبنان في خطة سير مرّ من الكرنتينا-الصيفي وبلدية بيروت، فبرج المر وصعوداً إلى الحمرا. وفي عاليه، عمد محتجوّن من قطاعات مختلفة على قطع السير بالاتجاهين عند مستديرة عاليه. وحمل المحتجّون شعارات "يوم الغضب"، داعين المسؤولية إلى تحمّل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم لوقف النزيف الحاصل.

تحرّكات البقاع
وبقاعاً، قطع أصحاب الفانات في منطقة بعلبك، المدخل الجنوبي للمدينة عند محلة دوار دورس بالاتجاهين. ووسط إجراءات أمنية اتخذّها الجيش، أوضح نقيب أصحاب السيارات العمومية في بعلبك- الهرمل، محمد الفوعاني، إلى أن "هذا الإعتصام التحذيري الذي دعونا إليه هو خطوة أولى للتعبير عن أوجاع المواطنين، ونحذر من مخاطر رفع الدعم عن المواد الغذائية والمحروقات، وإعفاء المركبات والآليات من رسوم السير لعام 2020 أو 2021 والغرامات المرتبطة بها، لتكون بصيص أمل لدى المواطنين". وفي شتوره، قطع محتجّون الطريق العام أمام مبنى الجمارك، كما شهدت مستديرة المنارة في زحلة اعتصاماً تخلّله أيضاً قطع الطريق لبعض الوقت.

اعتصامات الجنوب
وفي صيدا، نفّذ سائقو السيارات العمومية والفانات اعتصاماً عند ساحة ‏النجمة في المدينة، رفضاً لرفع الدعم عن المواد الغذائية والطبية والبنزين ‏والقمح. ‏ووضع المعتصمون على سياراتهم لافتات تطالب باعفائهم من الرسوم الميكانيكية، معبّرين عن معاناتهم في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع اسعار قطع غيار السيارات ومستلزمات المهنة اليومية. وبينما نفّذ عمال ومستخدمو منشآت النفط في الزهراني اعتصاماً أمام المصفاة استجابة لـ"يوم الغضب"، قطع محتجّون السير عند مستديرة البص في صور. وتحركت في المدينة، النقابات والاتحادات العمالية كافة من مصلحة المياه والكهرباء والسائقين العمومين، حيث اعتصم العمال أمام مراكزهم فيما اعتصم السائقون العموميون أمام دوار البص. كما أقفل الضمان الاجتماعي فيما أضرب موظفو شركة "أوجيرو". كما نظّمت الاتحاد العمالية في مختلف القطاعات اعتصاماً تحذيرياً أمام مصرف لبنان فرع صور، تخلّله كلمات شدّدت على الإصلاحات وتقديم الضمانات الصحية والاجتماعية اللازمة للمواطنين.

..وفي طرابلس والشمال
وشمالاً، نفذ اتحاد العمال والمستخدمين في الشمال، اعتصاماً عمالياً في ساحة جمال عبدالناصر- التل في طرابلس، رفضا لسياسة رفع الدعم. وأكد رئيس الاتحاد، النقيب شعبان عزت بدرة، خلال الاعتصام على "وحدة الصف النقابي والعمالي والكادحين وذوي الدخل المحدود"، مشيراً إلى أنّ "التحرك اليوم، إنذار للدولة ويشكّل المدخل لدعم المطالب المحقة والعادلة والمشروعة لكل اللبنانيين". وعمد عمال وسائقون عموميون وممثلون عن قطاعات النقل البري واتحادها على قطع الطريق على أوتوستراد البالما، بالاتجاهين. كما نفذ عمال وأجراء مرفأ طرابلس وقفة تضامنية أمام مقر النقابة في حرم المرفأ، رفضاً "للواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي وسياسة تجويع الناس المتمثلة برفع الدعم عن المواد الأساسية لاسيما المحروقات والدواء والقمح". وفي عكار، التزمت مؤسسة كهرباء لبنان-دائرة حلبا الاضراب وتوقف موظفو مركز "أوجيرو" ومركز التنظيم المدني ومصلحة المياه عن العمل لغاية العاشرة صباحاً.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024