أقساط مدرسية بدولارات طازجة.. و"دبّروا حالكم" بالنقليات

وليد حسين

الثلاثاء 2021/09/07
دعت روابط المعلمين في المدارس الرسمية والمهنية، لأوسع مشاركة في الاعتصام الذي سينفذ غداً الأربعاء أمام وزارة التربية، للمطالبة برفع رواتبهم، وتأمين بدل انتقالهم إلى المدارس، وإلا فلن تتراجع عن قرار وقف كل الأعمال المتعلقة بالعام الدراسي الجديد..
في هذا الوقت، تعيش المدارس الخاصة في عالم آخر. فالكثير منها قرر بدء العام الدراسي في نهاية الشهر الحالي، ولم تبلغ الأهل بالزيادة التي ستقوم بها على الأقساط.
لكن، في المقابل، هناك العديد من المدارس أبلغت الأهل بالزيادة المنوي اتباعها، وحددت بدلات نقل للطلاب، وأبلغت الأهل أنها ستكون عرضة لمزيد من الارتفاع، في انتظار المقبل من الأيام وحسب مسار أزمة المحروقات الحالية. 

تساهل بالزيّ والكتب
المدارس التي لم تقرر نسب الزيادة على الأقساط ونقل الطلاب بعد، تنتظر رفع الدعم عن المحروقات كي تتخذ القرار المناسب. وهذا لن يتحقق قبل نهاية الشهر الحالي. 

ومن خلال الرسائل التي تلقاها الأهل في معظم المدارس، سواء الخطية أو الشفهية، يبدو أنها تساهلت في المواضيع المتعلقة بالقرطاسية والزي المدرسي، مراعية الظروف الحالية للأهل في عدم إلزامهم بشرائها من المدرسة مثل العادة. كما تساهلت بشراء الكتاب المدرسي، سواء لناحية الطلب من الأهل الاكتفاء بالضروري منها، وعدم رفع عدد الكتب، أو لناحية جمع الكتب المستعملة واستبدالها بين الأهل. لكن مسألة رفع الأقساط باتت محتمة في كل المدارس ومن دون العودة إلى لجان الأهل، بذريعة ارتفاع الكلفة التشغيلية. وستعتمد المدارس مبدأ دفع القسط شهرياً وليس فصلياً كما كان في السابق، خوفاً من تلاعب سعر صرف الدولار في السوق.  

وفيما رفعت المدارس أقساطها بنسب لم تقل عن الثلاثين بالمئة، وصلت في بعض المدارس إلى أربعين بالمئة، كما فعلت مدرسة الأنطونية الدولية، مبلغة الأهل بأنها ستكون عرضة للمزيد من الارتفاع في حال حصول أي طارئ. وكذلك رفعت مدارس القلبين الأقدسين ومدرسة الكوليج بروتستانت الأقساط بنحو 35 بالمئة. أم مدرسة الشانفيل فتراوحت النسبة بين 15 و35 بالمئة.

الدولار النقدي
لكن ما لم يحسب له أي حساب، أن مدارس عدة غردت خارج سرب رفع الأقساط، ولم تكتف برفعها، بل طلبت من الأهل دفع مبالغ مالية بالدولار النقدي. فمدرسة الشويفات الدولية رفعت الأقساط بنسبة تراوحت بين عشرة إلى عشرين بالمئة، لكن بات الأهل ملزمين بدفع 500 دولار "طازج" عن العام الدراسي الحالي. ومدرسة ملكارت رفعت القسط بـ35 بالمئة وألزمت الأهل دفع مبلغ 250 دولاراً نقدياً. وكذلك الأمر بالنسبة لمدرسة ويل سبرينغ التي رفعت القسط 5 ملايين ليرة، إضافة إلى دفع مئتي دولار نقدي. وهناك مدارس عدة بدأت "تجسّ النبض" لإلزام الأهل بدفع مبالغ بالدولار النقدي، سيكتشف أمرها عندما يتبلغ الأهل رسمياً.  

المدارس الفرنكوفونية تنتظر المساعدات التي قد تأتي من فرنسا. بعضها أبلغ الأهل برفع الأقساط بنحو مليونين ومئتي ألف ليرة، مثل مدرسة الكرمل. أما مدارس البعثة الفرنسية فما زالت في حيرة من أمرها. تبلغ الأهل بأن زيادة ستطرأ على الأقساط، لكن لم يحدد أي شيء بعد، ولا حتى المبالغ المطلوبة للنقل الطلاب. وصلت للأهل معلومات عن أن نسبة ارتفاع القسط سيكون بنحو 30 بالمئة. في المقابل، طلبت من الأهل المساعدة بدفع مبلغ 400 دولار طازج، من القسط، من الذين يستطيعون، ولم تلزم أحد بها.

النقليات
أما بما يتعلق بنقل الطلاب، فد حددت بعض المدارس الأسعار، لكن معظم المدارس ما زالت في حيرة من أمرها. فهي تنتظر ارتفاع سعر المحروقات لتحدد أسعار النقل. وعلى وقع أزمة المحروقات بات الأهل ملزمين بدفع النقليات شهرياً، وسيتحرك السعر على وقع توفر المحروقات في الأسواق. أي سيكون معرضاً للارتفاع مع تغير السعر. 

مدرسة الشانفيل مثلاً، حددت بدلات النقل بنحو تسع ملايين ليرة في السنة. أما مدرسة الانترناشيونال كولدج (IC) فأبلغت الأهل أن النقليات غير متاحة قبل شهر تشرين الثاني. ومدرسة الكرمل لم تحدد السعر بعد، فيما الباصات الخاصة التي كانت تقل الطلاب من صيدا وغيرها من المناطق، تنتظر معرفة سعر المازوت النهائي كي تضع أسعارها الشهرية الجديدة. وكذلك الأمر بما يتعلق بمدرسة إيليت التي أوقفت النقليات وطلبت من الأهل نقل أولادهم. أما الباصات الخاصة فطلبت من سكان المناطق خارج بيروت مليوناً ومئتي ألف ليرة شهيراً. لكن ما بات يتداوله الأهل أن المدارس ستعتمد دفع بدلات النقل شهرياً، حيال أزمة المحروقات، وربما تلجأ بعض المدارس، إلى تقاضي البدلات أسبوعياً. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024