إيطالي "قاتل مأجور" خطط لتفجير قرب مطار بيروت

المدن - مجتمع

الثلاثاء 2019/10/15

قضت المحكمة العسكرية في لبنان، بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدة ثلاث سنوات، بحق كريم حسن بشري، وهو إيطالي من أصول مغربية، وجرّدته من حقوقه المدنية، وأدانته كـ "قاتل مأجور"، خطط للقيام بأعمال إرهابية في لبنان.

واعترف الموقوف الإيطالي خلال استجوابه أمام المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، أنه "حضر من إيطاليا إلى لبنان، وباشر التخطيط لتنفيذ عملية أمنية، عبر تفجير وإحراق هنغار صناعي قرب مطار بيروت الدولي، بواسطة المتفجرات والمواد الحارقة، ولدى قيامه بتصوير الهنغار تمهيداً لتفجيره، تمّ الاشتباه به وإلقاء القبض عليه، ولم تنفّذ العملية لأسباب خارجة عن إرادته.

القتل مقابل المال
وكان "القاتل المأجور" أحيل على المحكمة العسكرية بالاستناد إلى قرار اتهامي، تحدث عن أدوار خطيرة اضطلع بها هذا الشخص، الذي "كان يجوب الكثير من دول العام لتنفيذ مهمات القتل الموكلة اليه من "الزبائن" مقابل المال". وكشف القرار أنه "بعد تنفيذ مهمات في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية والبوسنة والهرسك، حطّ كريم بشري الذي يحمل الجنسية الايطالية، رحاله في لبنان حيث زاره مرتين، وذلك بهدف تنفيذ مهمة حسّاسة كلّفه بها "الزبون"، وكان مسرحها طريق المطار قرب ملعب العهد، تقضي بإحراق "هنغار" صناعي أو تفجيره".

الشبكة السوداء
حتى خلال استجوابه أمام هيئة المحكمة العسكرية، وفي جلسة علنية عقدت بحضور ممثلين عن السفارة الإيطالية وبحضور مترجم من السفارة، اعترف كريم بشري أنه اتخذ من القتل مقابل أجر مهنة له لكسب المال، إلى جانب مهنته الأساسية وهي تجارة الكلاب في ايطاليا حيث ترعرع فيها، وذلك بعد أن أتقن عمله كـ"قاتل محترف" من خلال "الشبكة السوداء"، وبمجرد أن يكتب "قاتل محترف" على تلك الشبكة، حتى يتلقى عروضاً من "الزبائن"، من دون معرفة أحدهما بهوية الآخر.
ولم يخف الشاب الإيطالي أنه "جنى من خلال هذا العمل مبالغ طائلة باليورو، لكنه نفى أن يكون نفّذ أي جريمة قتل، بل كان يحتال على الزبائن، بحيث كان يسافر بالفعل إلى البلد المنوي تنفيذ المهمة فيه، ويكتفي بالتقاط صور وفيديوهات للمستهدفين ويرسلها إلى الزبون، لإيهامه بانه في طور التخطيط، الممهّد لتنفيذ العملية".
 
الذعر والهلع
يذهب المحكوم عليه أبعد من ذلك في اعترافاته، ويؤكد أنه "كان يتلذّذ برؤية الاشخاص عندما يصابون بالذعر والهلع، عندما يخبرهم عن مخططاته، ومن بين هؤلاء سائق تاكسي لبناني رافقه في جميع تنقلاته خلال زيارتيه إلى لبنان، الأولى في مطلع العام 2018 حين حضر من ايطاليا لتنفيذ مهمة لصق اعلانات على باب متجرين في بيروت وجونية، والثانية في شهر آذار (مارس) من العام نفسه لتنفيذ مهمة إحراق الهنغار، وقد تقاضى مقابل ذلك 12500 يورو"، جازماً بأنه لا يعرف الهوية الحقيقية للشخص أو الجهة التي كلّفته بالمهمتين، مؤكداً أنه "كان يستحصل على احداثيات الهداف المنوي ضربه من الزبون نفسه، عبر تطبيق الـ"غوغل مابس"، ليعود المتهم في الوقت نفسه ويقول اثناء استجوابه امام المحكمة العسكرية "إن هدفي كان الحصول على المال، ولم أفكر بحجم الضرر أو الاذى الذي قد يصيب الشخص المستهدف".
 
القتل في باريس
أما بما خصّ مهماته الخارجية، فقد كلّف بشري بقتل ثلاثة أشخاص في باريس، ويوضح "عادة ما يكون أحدهم شريكاً سابقاً للزبون، لكنني استطعت إقناع الأخير بقتل شخص واحد وهو الشريك، وبالنتيجة فإني لم أنفّذ المهمة، ورغم ذلك تقاضى مبلغ 20 ألف يورو من الزبون، بعد أن اكتسبت ثقته، عبر تزويده بصور للشخص أو المكان المستهدف، وكنت أضطر للسفر إلى مكان تواجد الهدف لتصل بي سفراتي الى البوسنة".
 
سياحة وتفجير
وعن محاولة تفجير "الهنغار" قرب مطار بيروت، يعترف بشري أنه استطلع المكان الذي نقله إليه سائق التاكسي، الذي اقترح عليه تصوير داخله عبر طائرة "درون"، وذلك بعدما تجرأ على إخبار الأخير عن مخططه لأنه لم يكن يأخذ العملية على محمل الجد، كما لم يذهب بعيدا في عملية التحضير لتفجير "الهنغار" أو إحراقه، بعدما تبين أن بداخله جرار زراعي، اما سبب طلب الزبون منه تنفيذ هذه المهمة فيجيب بشري: "تنافس في مجال الأعمال"، لكنه في النهاية لم ينفّذها بسبب إلقاء القبض عليه. ويشير المحكوم عليه إلى أنه قام بجولات سياحية على مناطق لبنانية رائعة منها قلعة بعلبك، ثم كانت له زياراته إلى جونية و"زيتونة باي"، ومعلم مليتا في جنوب لبنان، بعد أن اطمأن إلى أن مبلغ الـ 12500 دولار بات في جيبه.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024