بيروت تودّع مبنى ليسيه عبد القادر

المدن - مجتمع

الثلاثاء 2019/06/25
بحسرة وألم ودّع طلاب مدرسة ليسيه عبد القادر، عامهم الدراسي الأخير في المبنى التاريخي، الذي يختزن أكثر من مئة عام من تاريخ العاصمة. وقد صنع التلاميذ مع الأساتذة مجسماً حجرياً صغيراً للمبنى، وُزّع في الحفل الختامي للعام الدراسي، كي يبقى ذكرى في بيوتهم بعد أن عجزوا عن إقناع أصحاب المبنى البقاء والاستمرار فيه. ولم يعدم الأهالي وسيلة ضغط للبقاء في المبنى، باءت جميعها بالفشل.

وكانت بلدية بيروت قد قدّمت هبة بنصف مليون دولار لوزارة التربية، لتأمين انتقال الطلاب إلى مبنى في مجمع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح التربوي، في زقاق البلاط. وأبلغت إدارة المدرسة الأهالي، بهذا الخيار، واعترضوا عليه، انطلاقاً من كونه غير مطابق للمواصفات الفنّية المعتمدة من البعثة الفرنسية.
ووفق مصادر بلدية بيروت باتت قضية استئجار هذا المبنى بين وزارة التربية ومؤسسة الحريري والسفارة الفرنسية. لكن ليس هناك خيارات كثيرة في هذه القضية. وإذ لفتت المصادر إلى أن موضوع انتقال الطلاب إلى المبنى الجديد لم يعد على جدول أعمال المجلس البلدي، أكّدت أن الهبة التي قدمتها البلدية أعيدت إليها لتحديد نوعها والمقابل الذي ستحصل عليه البلدية منها. 

يُذكر أن مبنى الليسيه مملوك من هند رفيق الحريري، وبيع لرجل الأعمال وسام عاشور لصالح إقامة "مول" تجاري عليه. وبعد ضغوط سياسية وإعلامية وضعت وزارة الثقافة المبنى الأثري (الفيللا) في العقار على لائحة المباني التراثية. وبالتالي، لن يُهدم. لكن قد يتمّ "دمجه" ضمن المول التجاري المزمع تشييده. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024