لا تقلقوا من كورونا: ارسلوا أطفالكم إلى المدارس!

المدن - مجتمع

الإثنين 2020/09/14
في ظل استمرار عداد إصابات وباء كورونا على معدلاته اليومية المرتفعة، وتحضيراً لبدء العام الدراسي، الذي تقرر أن يكون مدمجاً، بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وخوف الأهل على أولادهم من التقاط العدوى، ثمة دراسات كثيرة حول هذا الوباء تثبت أن الأطفال لا ينقلون العدوى إلى كبار السن، بسبب ضعف مستوى الفيروس عندهم. حتى أن العام الدراسي في فرنسا بدأ مؤخراً كتعليم حضوري لجميع الصفوف. وقد أصدر المجلس العلمي في فرنسا توصية بخفض فترة الحجر المنزلي من 14 يوماً إلى سبعة أيام، بعدما تبين أن فيروس كورونا ينتقل من المصاب إلى أي شخص آخر في الأسبوع الأول للإصابة. 

وقد حددت وزارة التربية التعليم المدمج لجميع الصفوف، باستثناء الروضات. هذا في وقت بات أهالي الطلاب قلقين كيف سيكون مصير العام الدراسي عن بعد. 

مستوى الفيروس أقل
وفي هذا الإطار شرح رئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء ورئيس دائرة طب الأطفال في كلية الطب في الجامعة اليسوعية، الدكتور برنار جرباقة، أن الشرائح العمرية بين الحديثي الولادة ومرحلة المراهقة يحملون كمية الفيروس أقل من الكبار، وتنتقل إليهم العدوى بشكل خفيف، ومشاكلها محدودة مع هذه الشريحة العمرية. 

وقال في حديث للوكالة الوطنية للإعلام أن عدم إصابة الأطفال بنسبة كبيرة بفيروس مرده أن الطفل محمي إجمالاً، لأنه يتعرض لأنواع عديدة من الفيروس، إن في دور الحضانة أو في المدرسة. وذلك يساعد على كسب مناعة ذاتية تقوي جهاز الدفاع في جسمه، الذي ينمو ويتطور مع كل فيروس يصاب به. لذلك يتجاوب جهاز المناعة عند الاطفال أفضل بكثير من البالغين. قد يصاب الطفل بكورونا ويشفى منه من دون ظهور أي عوارض عليه. كما أن نسبة الوفيات والدخول الى غرفة الإنعاش والأعراض المرضية قليلة في هذه الفئة العمرية، عالمياً وفي لبنان.

أعراض كورونا
وأوضح أن عوارض كورونا عند الأطفال إجمالاً هي الإسهال والحرارة والألم في الحنجرة والعضل وتشنج في الجسم وحاجة إلى النوم والراحة. لذلك ينصح الأهل بعدم إرسال ولدهم إلى الحضانة أو المدرسة، إذا كان يعاني من الحرارة، وإن لم تكن مرتفعة، لأنه قد ينقل العدوى إلى غيره، بل مراقبته في المنزل حتى يشفى تماماً. 

أما الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية كضعف في المناعة أو مشاكل في القلب وفي الرئتين، والمراهقون الذين لديهم مشاكل صحية الموجودة عند البالغين، مثل الوزن الزائد ومشاكل رئوية أو غيرها، فقد يتعرضون لمضاعفات عديدة خطيرة، في حال إصابتهم بالفيروس، تماما مثل البالغين.

تشجيع العودة إلي المدرسة
وعن بدء العام الدراسي والخوف من "كورونا"، شجع جرباقة أهالي الطلاب لإرسال أولادهم وكيفية التأقلم مع الفيروس، لأنه لا بد للحياة أن تتابع مسيرتها ولا بد للتلاميذ أن يعودوا إلى صفوفهم ومتابعة المنهج الدراسي. كما انه لن يتمكن طلاب لبنان كلهم من الدراسة عن بعد لأن العديد منهم لا يملك حاسوباً الكترونياً وليس في استطاعتهم شراءه، وفي مناطق أخرى لا تتوفر الكهرباء والإنترنت لمتابعة الدروس من المنزل. فمن الناحية العلمية، حين تفتح المدارس أبوابها في نهاية شهر أيلول، يجب أن يعود كل التلامذة إلى صفوفهم والأطفال إلى دور الحضانة، ومن يعاني من مشاكل صحية يبقى في منزله ويتابع دروسه بشكل منظم، كما قال.

ونصح بتخفيض البرنامج الدراسي لهذه السنة وإعطاء اللازم فقط، وتقسيم الصفوف وتوزيع عدد التلامذة بشكل يتناسب والتباعد الاجتماعي، واتخاذ كل سبل الوقاية من قبل إدارة المدرسة وأهالي الطلاب، وتدريب الطلاب على تفادي المخالطة ولبس الكمامة وغسل الأيدي بشكل دوري.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024