إبراهيم سلطاني طالب يرسم على الليرة: "خليها ترجع تحكي"

نيكول طعمة

الإثنين 2018/10/08

"خللي الليرة ترجع تحكي"، انطلاقاً من هذا الشعار وبفن رسم الوجوه الذي يُتقنه، ابتدع الشاب إبراهيم سلطاني فكرة لم يسبقه إليها رسّام، في لبنان، بتحويل العملة الورقية اللبنانية إلى لوحات فنيّة لشخصيات ومشاهير.

ما الغاية من رسم وجوه شخصيات على العملة الورقية؟ يستهل سلطاني حديثه إلى "المدن" بالقول إنه احترف رسم الوجوه منطلِقاً بأسلوبه الخاص في ابتكار لوحات تعكس وجوه فنانين لبنانيين على الليرة اللبنانية بمختلف فئاتها.

سلطاني (21 عاماً)، في سنته الخامسة من اختصاص الهندسة المعمارية في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU بيروت، يشرح اختياره هذا النوع من الرسم، قائلاً: "أشعر أنني وُلِدت وبي ولعٌ في رسم الوجوه الذي أعتبره من أصعب الفنون، لاسيما الشخصيات اللامعة التي نفتخر بها، في لبنان والعالم".

يسعى الشاب الموهوب إلى أن تستعيد العملة الورقية اللبنانية قيمتها من طريق رسم عمالقة الفن اللبناني، أمثال فيروز، وديع الصافي، صباح وملحم بركات، وغيرهم، مُطلِقاً على أعماله شعار "خللي الليرة ترجع تحكي". وقد رسم سلطاني حتى الآن نحو 17 وجهاً لمغنّين وممثلين ورياضيين وغيرهم ممن أبدعوا في مختلف المجالات وحققوا انجازات فيها، على سبيل المثال، المخرجة نادين لبكي، الفنانين جورج خبّاز وعادل كرم، الرياضي فادي الخطيب ومصمّم الأزياء إيلي صعب وغيرهم.

قد يستغرق رسم وجه الشخصية ساعات طويلة، "أقلّه بين 4 و5 ساعات"، يقول سلطاني، "إذ تحتاج اللوحة أحياناً إلى رسم طبقات عدة على العملة، خصوصاً إذا ما كان الورق النقدي جديداً". ويستخدم لهذه الغاية مواد الغواش والحبر الأسود ويستعين بثلاثة ألوان فقط، هي، الأسود، الأبيض والرمادي.

وعن رأي عائلته بأعماله، يجيب: "شجّعتني والدتي لأن جدّي كان رساماً، وهي تزوّدني باستمرار بمواد الرسم. أما والدي، فقد اعترض في البداية على رسومي، لأنها تستنفد نقودي، ولكنني اليوم أبيع لوحاتي وبأسعار مقبولة".

بريشته المطواعة بين أنامله الطريّة، مارس سلطاني الرسم منذ الرابعة من عمره. انغمس في رسم الشخصيات على الورق العادي، واستطاع تطوير أسلوبه قبل سنة ونصف السنة ليتمكّن من استخدام العملة النقدية بفئات الألف ليرة، الخمسة والعشرة آلاف ليرة لبنانية، ليرسم عليها وجوه المشاهير المحبّبة لديه.


لماذا اختار سلطاني العملة النقدية للرسم عليها؟ يجيب: "ثمة أسباب عديدة دفعتني إلى اختيار عملتنا الورقية للرسم عليها، أولاً، لأني رغبت في التفرّد بأسلوبي الخاص الذي لا يشبه أسلوب أحد من الرسامين، خصوصاً أنني قد أكون من الأوائل الذين يُنفذون الرسم على العملة الورقية، وثانياً لأنني من الشغوفين بجمع العملات الورقية والمعدنية القديمة والمتداولة". ويشير إلى أن الفنانة فيروز كانت أوّل شخصيّة رسمها، تلتها الشحرورة صباح، فوديع الصافي وزياد الرحباني. "وبعدما أُعجِب الناس من حولي بالفكرة بالرسوم التي نفذّتها، رحت أتفنّن بطريقة الرسم وكيفية التعامل مع كل عملة ورقية لناحية نوعية طبقتها".

إصرار سلطاني على الرسم على العملة اللبنانية يجعله راغباً في رفع قيمة الليرة بالحفاظ عليها وإبرازها بأسلوب فني "بعدما كثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن تراجع قيمتها".


لا يخفي الشاب أنه يتلقى تشجيعاً من البعض، وفي الوقت نفسه، انتقاداً من البعض الآخر: "ألقى دعماً من الأصدقاء والمحيطين بي، وأتعرض لانتقادات من آخرين يقولون لي: "إنني لن أستطيع التداول بالعملة، وبالتالي قد أخسرها ولا أُفيد منها شيئاً"!

يعرض سلطاني لوحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً على صفحته في انستغرام على العنوان: @paintedeyibrahim. ويخطط في المرحلة المقبلة إلى تنظيم معرض لرسوماته المتنوّعة، فيتمكّن من إظهار أعماله من جهة، ويعيد الثقة بقيمة عملتنا اللبنانية من جهة أخرى.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024