الأحزاب تتآمر بصفقة صندوق "الجامعة اللبنانية" التعاضدي

وليد حسين

الإثنين 2020/09/14
تنتهي في آخر شهر أيلول صلاحية مجلس صندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية. ويفترض بالإدارة المركزية تعيين بدلاء عن ثلاثة أعضاء في الصندوق وعضواً عن الأساتذة المتقاعدين. وتتم العملية عبر رفع الهيئة التنفيذية في رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية ست أسماء إلى الإدارة المركزية وتقوم الأخيرة باختيار ثلاثة أعضاء منهم أصلين وثلاثة أعضاء رديفين. 

التدبير بالكتمان
هذا العام، جرى التوافق بين الأحزاب المسيطرة على الهيئة التنفيذية للرابطة، لفرض المرشحين من دون العودة لرئيسها يوسف ضاهر ولا للهيئة التنفيذية مجتمعة، وفق ما أكدت مصادر "المدن". فالهيئة التنفيذية، التي تتقاسمها الأحزاب، لم تبادر إلى الإعلان لأستاذة الجامعة الراغبين بالترشح لهذه المناصب لتقديم سيرهم الذاتية، كي يصار إلى تقييمها واختيار الأعضاء الستة. بل أبقت الأحزاب المهيمنة على الهيئة التنفيذية الأمر طي الكتمان. 

وفق المصادر، يعد الأمر بمثابة "طبخة" حزبية لفرض الأعضاء الستة واختيارهم في اللحظات الأخيرة، والتصويت لهم بالأغلبية عبر ممثلي الأحزاب في الهيئة التنفيذية، فارضة على رئيس الهيئة ضاهر أمراً واقعاً. 

يقف على رأس الأحزاب التي تريد تمرير "طبخة" تعيين أعضاء صندوق التعاضد، تيار المستقبل، مدعوماً من أخصامه في الشارع حزب الله وحركة أمل، وبالتوافق مع الإدارة المركزية، كما قالت المصادر.

في اللحظات الأخيرة
ووفق المصادر، فهذا الأمر لا يعد حرماناً لأساتذة الجامعة من الترشح والإطاحة بمبدأ الشفافية في اختيار الأكفاء فحسب، بل ضرباً للأسس النقابية التي قامت عليها رابطة الأساتذة، من خلال اختيار الأحزاب للأساتذة المحظيين وفرضهم عبر ممثليهم في الرابطة. فالأحزاب الثلاثة التي توافقت على تمرير الترشيحات في اللحظات الأخيرة لانتهاء ولاية أعضاء الصندوق الحالية، تشكل أغلبية أعضاء الهيئة التنفيذية: أربعة أعضاء لتيار المستقبل وعضوان لحزب الله ومثلها لحركة أمل، من أصل 15 عضو يشكلون الهيئة التنفيذية في الرابطة. وفيما لم تحدد القوات اللبنانية الممثلة بعضوين وحزب الكتائب الممثل بعضو موقفها من هذه "الطبخة" بعد، لفتت المصادر إلى إمكانية حصول توافق مع التيار الوطني الحر، غير الممثل في الهيئة التنفيذية. 

وثمة أعضاء حزبيين في الهيئة لديهم موافق نقابية مخالفة لأحزابهم، مثل العضو الممثل لتيار العزم وأحد عضوي حزب الله، اللذين اتخذا مواقف مغايرة لأحزابهم العام الفائت، خلال إضراب الأساتذة الذي استمر لأكثر من خمسين يوماً. لكن إلى حد الساعة جميع ممثلي الأحزاب يلتزمون الصمت على هذه الفضيحة لتمريرها خلسة، كما قالت المصادر. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024