هيفا وهبي قاطيشا

عاصم بدر الدين

الجمعة 2017/05/19

هيفا وهبي قاطيشا. هذه نكتة تقريباً، ومعروفة. لكن، كل يوم، هناك من يكتشفها للمرة الأولى. ويقول لنفسه، ولمن حوله، عندما ينطقها، أنه مهضوم. وهذا أقرب إلى السحر. تقول شيئاً لا يستحق أن يقال، لكنه يملك غرائبيته. إنه السحر حتماً.

هيفا وهبي قاطيشا. قد نجد من يضحك على هذه النكتة. الحياة لم تخل بعد ممن لايزالون يلتزمون بالضحك على المفارقات السريعة. كأن تعطي جملة من 3 كلمات، أي هيفا وهبي قاطيشا، معنيين مختلفين. ويُقال إنها لن تخلو أبداً.

هيفا وهبي قاطيشا. أو جوليا بطرس حرب. لا فرق. تركيب بسيط، لكنه يلمع في الدماغ، بعد سماعه بأجزاء من الثانية. هذه المفارقة. نكتة بايخة، يمكننا أن نقول. لكننا فكرنا بها. اشتغل الدماغ، على ما لا فائدة منه، بسبب النهاية غير المتوقعة. أو قل النهايتين غير المتوقعتين، لـ"هيفا وهبي" و"وهبه قاطيشا"، كصورتين منفصلتين.

هيفا وهبي قاطيشا. كأنه لعب رديء بالكلام. أو الجزء الأسوأ منه. صيغة محفوظة منه. لا نعرف متى بدأوا، هم، بتداولها. إذ لا يمكن لواحدنا أن يحصرها في زمن محدد. في المدرسة قيلت. في الجامعة. البيت. المقهى. العمل. ومرة سمعتها في السرفيس. وإلى آخره. نسأل من دون هدف، كلما سمعناها، من اخترع هذه النكتة؟

هيفا وهبي قاطيشا. بسبب هذه النكتة صرت مضطراً إلى التفكير في التنكيت. كيف يحصل؟ لماذا نضحك على ما يفترض أنها نكتة، ولا نضحك على أخرى؟ القائل هو السبب؟ مكانته؟ لماذا، أصلاً، في حكينا اليومي هناك نكت يجب أن تُقال؟ إلى آخره.

هيفا وهبي قاطيشا. في آخر الأمر، هذا كلام بكلام. لن يقدم ولن يؤخر. يمكن لواحدنا أن يقول ما يشاء. لكنه كلام ليس بلا معنى. بالتالي، ليس بلا مدلولات. إنها دعوة صريحة للقتل، طالما أننا لن نجد جواباً لسؤال عما فكر به من قالها. مثلاً، هل رأى جسدا هيفا وهبي ووهبه قاطيشا يخرجان من بعضهما باتجاهين مختلفين؟ جسد برأسين؟ صورتان دمجتا؟ شو؟

هيفا وهبي قاطيشا. هذه أقوى نكتة في العالم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024