آلية تلقيح فايزر عبر القطاع الخاص: الجرعتان بـ24 دولاراً؟

وليد حسين

الخميس 2021/04/29
لم توضع الآليات النهائية لكيفية مشاركة القطاع الخاص في توزيع لقاح "فايزر"، الذي حصر استيراده وتوزيعه عبر وزارة الصحة. فالعمل جارٍ لوضع الأسس التي ستعتمد، والتي هي بطبيعة حال مختلفة عن مشاركة القطاع الخاص باستقدام لقاحي سبوتنيك الروسي أو سينوفارم الصيني. فبينما يقوم الأخير باستيراد اللقاحات وإنشاء منصة خاصة لجمع بيانات المؤسسات الراغبة بشراء اللقاحات للموظفين، واختيار مراكز التلقيح، سيكون دور القطاع الخاص مع لقاح فايزر مقتصراً على مساعدة الوزارة في توزيع اللقاحات على القطاعات المهنية (شركات، مصانع، نقابات..إلخ). أي تسريع عملية التلقيح للقطاعات غير الراغبة بانتظار أولويات الخطة الوطنية.  

آليات التعاون
وقد أمنت وزارة الصحة 750 ألف جرعة من فايزر للقطاع الخاص، سيذهب الجزء الأكبر منها للجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية. والباقي سيتم توزيعه عبر وكيلي شركة فايزر في لبنان، أي مجموعة فتال وشركة مكتّف للأغذية والأدوية (أف.دي.سي).

مصادر وكيليّ الشركة أفادت "المدن" بأن تفاصيل آلية التعاون مع الوزارة لم تكتمل بشكل نهائي. وهناك فريق عمل يتابع مع الوزارة. فالوكيل لن يشتري اللقاحات مثلما هو الحال مع الشركات الخاصة التي اشترت اللقاحات الروسية والصينية. فقد وصلتهم طلبات عدة وسلموا البيانات للوزارة، لكن لم توضع الآلية التنفيذية النهائية بعد.

تسريع العملية 
لكن وفق مصادر "المدن" في وزارة الصحة، سيبقى هذا اللقاح محصوراً بالوزارة. بمعنى أنه لن يباع عبر القطاع الخاص. إنما سيقوم وكيلا فايزر بجمع كل البيانات من المؤسسات والقطاعات الخاصة (نقابات ومؤسسات..) الراغبة بتلقيح أفرادها، وإرسالها إلى الوزارة. وكذلك سيتلقى الوكيلان ثمن اللقاحات، ووضعها في حساب الوزارة في مصرف لبنان. وبدورها تعود وزارة الصحة وتلقح المعنيين في المراكز المعتمدة. ولا دخل للوكيلين بهذا الشأن. أي سيقتصر دورهما على تسريع عملية التلقيح من خلال جمع بيانات المؤسسات والقطاعات وثمن اللقاح وحسب. 

ثمن اللقاح
ووفق مصادر الوزارة، ستصل هذه الجرعات في نهاية شهر حزيران، ليبدأ توزيعها على القطاعات المسجلة. أما ثمن اللقاحات فلم يحدد بعد. والوزارة هي التي ستحدده وليس الوكيل. وسيكون موازياً للثمن الذي تشتري به الوزارة اللقاح من "فايزر".

وكانت مؤسسات وقطاعات تواصلت مع وكلاء فايزر في لبنان لشراء اللقاح. ووصلتهم طلبات كثيرة. فتقرر أن يكون دور الوكيلين مساعدة الوزارة لوجستياً، لتسريع تلقيح موظّفي هذه القطاعات التي لا تريد انتظار الأولويات الموضوعة وفق الخطة الوطنية.

ووفق معلومات "المدن"، سيشتري مصرف لبنان لقاحات فايزر وسبوتنيك لموظفيه، الحاليين والسابقين. وخيّرهم في حال أرادوا إضافة أسماء أفراد عائلاتهم، أي الذين ليسوا على عاتقهم، تسديد كلفة أولية بـ38.5 دولاراً نقداً لجرعتي سبوتنيك، و24 دولار لجرعتي فايزر.

الجامعات والقطاعات
على مستوى الجامعات، وفيما وقّعت الجامعات الخاصة (الأميركية واليسوعية والعربية وغيرها) اتفاق تعاون مع الوزارة، لشراء نحو 350 ألف جرعة فايزر ستخصص للهيئات التعلمية والطلاب والموظفين، حجزت الجامعة اللبنانية خمسين ألف جرعة لأهل الجامعة. ودفعت الجامعة اللبنانية ثمنها من الوفر المتأتي من فحوص كورونا، التي تجريها الجامعة لصالح الوزارة على المعابر البرية والبحرية وغيرها. وستخصص للطلاب والموظفين والأساتذة الذين يقل عمرهم عن ثلاثين عاماً، أو يزيد عن 65 عاماً. وستصل هذه الجرعات في نهاية شهر حزيران. فالجامعة لا تستطيع الانتظار وفق الشرائح العمرية المحددة في الخطة الوطنية، كما أكد مصادر رئاسة الجامعة لـ"المدن". 

أما الجرعات المتبقية والتي تصل إلى نحو 350 ألف جرعة، فستخصص للقطاع الخاص في إطار التعاون بين الوزارة ووكيلي فايزر في لبنان. فجمعية الصناعيين اللبنانيين حجزت نحو 60 ألف جرعة لقطاعتها. وأكد نائب رئيس الجمعية زياد دكاش أن الجمعية حجزت الكمية من وزارة الصحة عبر شركة الأف. دي. سي. وكانت الجمعية قد بدأت بالتلقيح باسترازينيكا، لكن حيال خوف وتمنع العديد عن تلقيه، حجزت هذه الكمية من فايزر، ووضعت الاعتمادات المالية في مصرف لبنان لصالح وزارة الصحة. 

ولفت دكاش إلى أنه كان يفترض أن تبدأ الجمعية بتلقي الدفعات الأولى منه الأسبوع الفائت، لكن يبدو أن الموضوع سيتأخر قليلاً، كما قال.  

من ناحيته، أكد نقيب المهندسين جاد ثابت لـ"المدن" أن النقابة تعمل على وضع مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة، للحصول على نحو 70 ألف جرعة من فايزر. وستقوم النقابة بتخصيص صندوق خاص لجمع التبرعات كي تسدد ثمن هذه اللقاحات. أي لن تلزم المهندسين بدفع ثمنها من جيبهم الخاص بشكل مباشر. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024