إدارة الجامعة اليسوعية ومعضلة "النادي العلماني"

المدن - مجتمع

الإثنين 2018/12/03
شهدت فترة تظاهرات آب 2015، وفترة ما قبل الانتخابات النيابيّة، نشاطاً وصعوداً غير مسبوق للنوادي العلمانية في الجامعات، تجلّى ذلك في نتائج الانتخابات الطلابية، لاسيما في الجامعتين الأميركية واليسوعية.


تاكسي السبت
في الانتخابات الأخيرة، تقهقرت النجاحات في الناديَين. ويرجّح البعض السبب في ذلك إلى "خيبة الأمل" ما بعد الانتخابات النيابية، وفقدان الإيمان بامكانية خرق حصون زعماء المناطق والطوائف، و"حيتان" المال.. بل وفقدان الإيمان بالانتخابات نفسها. 

إلى جانب محاولة سدّ النسمة التغييرية في الخارج (خارج إطار الجامعة)، واجه النادي العلماني في الجامعة اليسوعية صعوبات من الداخل، من حرم الجامعة ومن جهة الإدارة. 

الضربة الأولى، كانت بتعيين يوم الانتخابات نهار السبت، وليس ضمن أيام الدراسة الجامعية. ما صبّ في مصلحة الأحزاب، على نحو استطاعوا بوسائل الضغط، التي يمارسونها على ناخبيهم، من حشدهم وجلبهم إلى صناديق الاقتراع، ولو عبر التعاقد، في بعض الأحيان وفي بعض الكلّيات، مع شركات تاكسي.. لتسهيل أمر جلب الطلاب من بيوتهم. في المقابل، لم تكن من "شيم" النادي ولا بمقدوره ممارسة هذا النوع من التعبئة. فمناصريهم الذين يعيشون ضمن منطقة جغرافية بعيدة عن نطاق الجامعة، أو من يذهب منهم إلى قريته، في عطلة نهاية الأسبوع، لم يتكبدوا عناء المجيء إلى الاقتراع، على الرغم من تأييده المطلق للنادي ولأفكاره وللائحته. 

الضربة الثانية أتت، حين لم تُحسم شرعية لائحة النادي العلماني، إلا قبل أربعة أيام من الانتخابات الطلابية، لأنّ جهة إدارية غير مختصّة زعمت وجود خطأ منهجي شكلي (غير موجود وعن غير وجه حق) يحول دون اعتبار اللائحة شرعيّة. لكنّ الإدارة المختّصة، عادت ونفت وجود أيّ شائب يمسّ اللائحة. لكنّ ذلك أتى قبل أربعة أيام فقط من الانتخابات. وهنا كان التحدّي الأكبر الذي واجهه النادي في خوض الانتخابات، بعدما كان قد علَّق حملته انتظاراً لقرار الإدارة المختصّة. 

التهديد بالإغلاق
بعد الانتخابات، أبلغ قسم شؤون الطلاب في الجامعة اليسوعية رؤساءَ النادي العلماني، بإمكانية صدور قرار إداري يمنع النوادي في الجامعة من التعاطي في الأمور السياسية والانتخابية، تحت طائلة الإغلاق. الأمر الذي يُفرغ النادي العلماني من فحواه وجوهره. 

وأخيراً علم رئيس النادي بالقرار، الذي سمح للنوادي التعاطي في الأمور السياسية، لكن من دون أي تدخّل مباشر أو غير مباشر في الانتخابات الطلابيّة.  

فهل يحترم النادي العلماني القرار ويبتعد عن خوض المعركة الانتخابية تاركاً الساحة حكراً على الأحزاب أو يخاطر بوجوده الرسمي ويخالفه؟  

مجلس إدارة النادي العلماني أكد لـ"المدن": "قد يخرجون النادي العلماني من السياسة في الجامعة، ولكنهم لن يفلحوا في إخراج السياسة من النادي العلماني. نحن سنتقدّم بتاريخ 15 كانون الأوّل بطعنٍ أمام الإدارة التي نحترمها ونأمل استجابتها وتعاونها المعهود".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024