كنائس بيروت وبيوتها ترحب بثوار المناطق ومساجدها ترفضهم

المدن - مجتمع

الإثنين 2020/02/10
في ظل الحصار الأمني الذي قررت السلطة السياسية والأمنية ضربه على العاصمة بيروت، تحضيراً لانعقاد جلسة مجلس النواب، والحؤول دون وصول المحتجين، لمنع انعقاد الجلسة النيابية لمنح الحكومة الثقة نهار الثلاثاء 11 شباط الجاري، بدأ الناشطون في بيروت بتنظيم حملات لاستقبال الثوار القادمين من المناطق في بيوتهم. بيد أن الأهم هو طلب الناشطين من رعاة كنائس العاصمة ومساجدها، فتح أبوابها لاستقبال محتجي المناطق، في ظل الطقس البارد. 

ووفق معلومات خاصة بـ"المدن"، فإن راعيي كنيستين في العاصمة تجاوبا مع طلب الناشطين لاستقبال الثوار القادمين من المناطق البعيدة، ليبتوا ليلتهم فيها. ويجري التفاوض مع رعاة آخرين لفتح كنائسهم أيضاً. لكن المصادر رفضت الإفصاح عن اسم الكنائس منعاً للإحراج، وتوالي الضغوط على رعاة الكنائس. وأكد ناشطون لـ"المدن" أن بعض الناشطين يتولون التفاوض مع بعض المرجعيات المسيحية الرفيعة، لفتح المزيد من الكنائس ويأملون خيراً.


وللمفارقة، لفتت المصادر إلى رفض قاطع من دار الإفتاء فتح المساجد لاستضافة المحتجين القادمين من البقاع وإقليم الخروب. ووفق المعلومات، رحب مشايخ بصفتهم الشخصية فتح الجوامع لاستقبال الثوار والمبيت فيها، خصوصاً أن البرد القارس يحول دون صمود الثوار في خيم الاعتصام. لكنهم رفضوا فتح الجوامع بسبب تمنع دار الإفتاء، ورفض المفتي عبد اللطيف دريان التجاوب معهم. لذا، تعمل بعض القوى الإسلامية على تنظيم صلاة قيام الليل اليوم الإثنين في بعض جوامع بيروت، ودعوة الثوار إليها للصلاة والمبيت فيها.

إلى هذه المبادرات، تتوالى عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات المحادثة الفورية دعوات من ناشطين في بيروت إلى الناشطين في المناطق، ليأتوا يوم الإثنين 10 شباط إلى العاصمة، ويباتوا ليلتهم في بيوت أقرانهم المقيمين في بيروت، تهيؤاً لإقفال الطرق المؤدية إلى البرلمان في صباح الثلاثاء الباكر، منعاً لانعقاد جلسة الثقة بالحكومة. وهذا بعدما تواردت معلومات عن إقفال قوات الأمن والجيش مداخل العاصمة، لمنع متظاهري المناطق من الوصول إلى وسط العاصمة، للتظاهر ومنع النواب من الدخول إلى البرلمان الثلاثاء. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024