وليد حسين
ولمزيد من الشفافية أبلغت إدارات المؤسسات التعليمية ذات الصلة وجوب الطلب من أهالي الطلاب تعبئة استمارات خاصة لإرسالها إلى قسم التعاون الثقافي، في السفارة الفرنسية، لدرس الطلبات. علماً أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أعلن من مدرسة الكارمل في المشرف، عندما زار لبنان في آخر شهر تموز، أن الحكومة الفرنسية خصّصت 15 مليون يورو لمساعدة القطاع التربوي في لبنان وللمدارس الفرنكوفونية، لأن فرنسا لن تسمح بانهيار التعليم الفرنكوفوني.
بعد درس الطلبات في السفارة، والتي استغرقت نحو عشرة أسابيع، بدأت المدارس تتلقى المساعدات في الأيام القليلة الفائتة. وستصل المساعدات إلى باقي المدارس في الأيام المقبلة. وأكدت مصادر السفارة الفرنسية لـ"المدن" أن هذه المساعدات خصصت للطلاب وفق معايير كثيرة، وليست لجميع الطلاب. ودور المدارس كان وسيطاً لتلقي طلبات الأهل، وليست هي من يفرز الطلبات وينتقي منها. وبالتالي، قد يكون بعض الأهالي شعر أنه مظلوم لعدم تلقي المساعدات، بينما البعض الآخر حصل عليها. لكن البرنامج كان واضحاً منذ البداية، بأن المساعدات ستذهب لمن هم أكثر حاجة. لذا، فإن ما يتداوله بعض الأهالي لا يعدو كونه نقصاً في المعلومات حول طبيعة هذه المساعدات والجهات المستفيدة منها.
دراسة الطلبات
ووفق السفارة الفرنسية في بيروت، خصصت فرنسا 5 ملايين يورو للمدارس الفرنكوفونية التي لديها توأمة مع مدارس فرنسية، وعددها 45 مدرسة في لبنان. وتلقى مكتب التعاون الثقافي 19 ألف طلب من المدارس. ودرس فريق المكتب كل هذه الطلبات بشكل دقيق، وفق المعايير الموضوعة. وخلص إلى تحديد 9 آلاف تلميذ لمساعدة أهلهم بتسديد الأقساط، بنسب تراوحت بين 30 و100 في المئة. ولفتت المصادر إلى أن المساعدة لم تكن "دوغما" لجميع الطلاب أو المدارس. بل كانت وفق المعايير التي على أساسها تم اختيار هؤلاء الطلاب، ومنها وضع الأهل المادي ونوعية وظائف الأهل والأملاك التي بحوزتهم والمدرسة التي اختاروها للأولاد. فبعض المدارس أقساطها مرتفعة وتفوق العشرة ملايين ليرة، بينما مدارس أخرى تصل أقساطها إلى خمسة ملايين فقط. ودور المدارس كان وسيطاً وحسب ولا علاقة لها بتحديد الطلاب المستفيدين.
إلى ذلك، تداول أهالي الطلاب شائعات عن ذهاب المساعدات إلى غير المستحقين، أي أهالي الطلاب الميسورين، والذين يحتلون وظائف رفيعة المستوى، وليسوا بحاجة لأي مساعدة، بينما عدم تلقي المحتاجين للمساعدات دفعهم إلى ترك المدرسة والانتقال إلى مدارس خاصة بديلة. وهنا تشدد المصادر أنه ربما يكون استفاد بعض غير المستحقين في حال تلاعبوا بالمستندات المطلوبة. وهذا الأمر لا يؤثر على باقي الطلاب المستحقين. لكن السفارة الفرنسية لم تتلق أي شكاوى بهذا الخصوص. وفي حال حصل هذا الأمر ستجري تحقيقاً لتتخذ الإجراءات المناسبة.