أساليب النظام بمنع السوريين من العودة من لبنان

المدن - مجتمع

الخميس 2020/09/10
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر يوم أمس الأربعاء إن النظام السوري يمنع مئات المواطنين السوريين من العودة من لبنان إلى وطنهم، مشيرة إلى تسجيل 62 حالة اعتقال واختفاء قسري من بين العائدين من لبنان منذ بداية 2020.

وأوضح التقرير أن الظروف القاهرة التي يمرُّ بها بعض اللاجئين في دول اللجوء دفعتهم نحو العودة، كما حصل مع عدد من اللاجئين السوريين، إثر التداعيات الاقتصادية التي وقعت على لبنان بعد انفجار ميناء بيروت في 4 آب المنصرم، وأكَّد التقرير أنه على الرغم من الظروف المأساوية التي يعيشها كثير من اللاجئين السوريين في لبنان، فلا تزال الغالبية العظمى منهم يرفضون العودة.
ورصد التقرير حرمان النظام السوري مواطنين سوريين من دخول بلدهم ما لم يقوموا بتصريف 100 دولار أميركي أو ما يعادلها من العملات الأجنبية، وفق سعر الصرف الذي يحدده البنك المركزي، مشيراً إلى قيام النظام السوري باعتقال وإخفاء ما لا يقل عن 37 مواطناً سورياً عادوا من لبنان منذ كانون الثاني 2020 حتى الآن. وهنا نص التقرير:

أولاً: الظروف القاسية في بلدان اللجوء تجبر بعض اللاجئين السوريين على العودة إلى مناطق النظام السوري غير الآمنة: 
أدت الانتهاكات والمخاطر في سوريا التي توسّعت بشكل كبير بعد تحول الحراك الشعبي الـذي طالب بالتغيير السياسي إلى نـزاع مسلح داخلي، أدى إلى تشريد قرابة  13 مليون مواطن سوري ما بين نازح ولاجئ، ويعتبر النظام السوري أكثر الأطـراف ممارســة للانتهــاكات، التــي بلـغ كثيـر منهـا حد الجرائم ضـد الإنسـانية، والتـي اسـتخدم فيهـا العديـد مـن مؤسسات الدولـة السـورية التـي يسـيطر عليهـا ويتحكـم بهـا. 

بفضـل التدخـل الروسـي والميليشـيات الإيرانيـة اسـتعاد النظـام السـوري العديـد مـن المناطـق التـي كانـت قـد خرجـت عـن سـيطرته علـى مـدى السـنوات الماضيـة، مثـل: داريـا، مخيـم اليرمـوك، الغوطــة الشــرقية، المنطقــة الجنوبيــة وغيرهــا، وعلــى الرغــم مــن أن بعــض هــذه المناطــق قــد اســتعادها النظــام منــذ أزيــد مــن عاميــن إلا أنها حتــى اليــوم شــبه خاليــة مــن ســكانها الذيــن إما نزحـوا أو لجـؤوا، والسـبب الرئيسي وراء عـدم عـودة سـكان هـذه المناطـق هـو الرعـب مـن الأجهـزة الأمنيـة التـي تقـوم بعمليـات اعتقـال بربريـة تخلـو مـن أيـة صفـة قانونيـة، وتتـم علـى نحـو أقرب إلـى عمليـات الخطـف المافيوية.

وقــد تدفــع الظــروف القاهــرة بعــض اللاجئين نحــو العــودة، كمــا حصــل مــع عــدد مــن اللاجئين الســوريين اثر التداعيــات الاقتصاديــة التــي وقعــت علــى لبنــان بعــد انفجــار مينــاء بيــروت فــي  4 آب المنصـرم، وعلـى الرغـم مـن الظـروف المأسـاوية التـي يعيشـها كثيـر مـن اللاجئين السـوريين فـي لبنـان فمـا يـزال الغالبيـة العظمـى منهـم يرفضـون العـودة، ونقـدر نسـبة الذيـن عـادوا بقرابـة 12 % مـن إجمالي اللاجئين السـوريين فـي لبنـان، وهـي الأعلـى بيـن الـدول التـي عـاد منهـا لاجئون سـوريين، أمـا النسـبة الإجماليـة للعائدين مـن كافـة دول العالـم فهـي لا تتجـاوز 7 % غالبيتهـم مـن لبنـان ثـم الأردن. 

فـي هـذا التقريـر نرصـد قيـام النظـام السـوري بحرمـان مواطنيـن سـوريين مـن دخـول بلدهـم مـا لـم يقومـوا بتصريـف  100أمريكـي أو مـا يعادلهـا مـن العمـلات الأجنبيـة، وفـق سـعر الصـرف الـذي يحـدده البنـك المركـزي، ومـن ناحيـة مقابلـة نشـير إلى قيـام النظـام السـور ي باعتقـال/ إخفاء مـا لا يقـل عـن 37 مواطنـًا سـوريًا عـادوا مـن لبنـان منـذ كانـون الثانـي2020حتـى الآن. 

ثانيا: منهجية التقرير:
يعتمــد التقرير بشكل رئيسي علــى قاعدة بيانات المعتقلين والمختفيــن قســريا لــدى الشــبكة الســورية لحقــوق الإنســان، الناتجــة عــن حــالات المراقبــة والتوثيــق اليوميــة المســتمرة منــذ عــام 2011 حتـى الآن لحـوادث التعذيـب والاعتقـال والاختفـاء القسـري، ونقـوم دائما بعمليـات تحديـث مسـتمرة عليهـا، وجميـع الإحصائيات الـواردة فيهـا مسـجلة بالاسـم والتاريـخ والمـكان وظـروف الاعتقــال والجهــة المسؤولة عــن الاعتقــال والإخفــاء القســري والتعذيــب، والتــي تشــمل فيمــا يخــص هــذا التقريــر حــالات الاعتقــالات التــي اســتهدفت العائدين مــن لبنــان الذيــن عبــروا الحــدود بشـكل نظامـي، أو عبـر طـرق التهريـب.

إنمـا ورد ذكـره فـي هـذا التقريـرُ يمِّثـلا لحـَّد الأدنـى مـن الانتهـاكات التـي تمكَّنـا مـن توثيقهـا، ونؤكد أن الإحصائيات الحقيقيـة أكبر مـن ذلـك بكثيـر.

إضافة إلى ذلـك فقـد أجرينا عـددًا مـن اللقـاءات مـع أشخاص مـن الذيـن لـم يسـمح لهـم بدخـول بلدهــم، وظلــوا عالقيــن علــى الحــدود اللبنانيــة الســورية، ومــع أشخاص مــن الذيــن تمكنــوا مــن العــودة، ومــع عائلات الأشــخاص الذيــن تعرضــوا للاعتقــال والاختفــاء القســري مــن العائدين مــن مختلــف المحافظــات الســورية، وقــد أجرينا هــذه اللقــاءات عبــر الهاتــف أو برامــج الاتصــال المختلفــة نظــر ًا للمخاطــر الأمنيــة العاليــة المترتبــة علــى لقائهم أو زيارتهــم بشــكل مباشــر فــي أماكن وجودهــم، ونســتعرض فــي هــذا التقريــر خمــس روايــات، مــن مجمــل الأشــخاص الذيــن تحدثنـا معهـم، وقـد اسـتخدمنا فـي بعضهـا أسماء مسـتعارة حفاظـا علـى خصوصيـة الشـهود ومنـع تعرضهـم للمضايقـات أو الملاحقـة الأمنيـة، لـم يحصـل الشـهود علـى أي تعويـض مـادي أو وعـود مقابـل إجرائهم المقابـلات، وقـد أخبرنا جميـع مـن التقينا بهـم بهـدف التقريـر، وحصلنا علـى موافقتهـم فـي اسـتخدام المعلومـات التـي أدلـوا بهـا بمـا يفيـد أهـداف التقريـر وعمليـات التوثيـق، وكل ذلــك وفــق البرتوكولات الداخليــة لدينــا والتــي نعمــل بموجبهــا منــذ ســنوات، ونســعى دائما لتطويرهـا لتواكــب أفضل مســتويات الرعايــة النفســية للضحايــا.

ثالثـا: النظـام السـوري يغلـق الحـدود فـي وجـه المواطنيـن السـوريين الذيـن فقـدوا أعمالهم فـي لبنـان بسـبب جائحة كوفيـد-19 ممـا شـكل تهديـدا جديـا علـى حياتهـم:
تسـَّببت جائحـة كوفيـد فـي فقـدان مئـات مـن اللاجئين السـوريين العاملين في لبنـان لأعمالهم، والغالبيــة العظمــى مــن هــؤلاء هــم مــن الطبقــات الأشــد احتياجــا، ولــم يكــن أمامهم مــن خيــار سـوى العـودة إلـى سـوريا حيـث بإمـكان الكثيـر منهـم الإقامـة فـي منـازل أهلهـم أو أقربائهم علـى أقـل تقديـر، لكـن النظـام السـوري فـي 22 آذار 2020 أصـدر قـرارا تعسـفيا بإغلاق المعابـر البريـة بيـن لبنـان وسـوريا، ومنـع المواطنيـن السـوريين مـن العـودة إلـى وطنهـم، وقـد رصدنـا اكتظـاظ وتكــدس المئات مــن المواطنيــن الســوريين ومــن ضمنهــم نســاء وأطفــال، لأســابيع طويلــة فــي آذار 2020، وتكــرر الأمــر ذاتــه فــي حزيــران 2020، وهــذا القــرار التعســفي أجبــر العشــرات مــن المواطنيــن الســورين وبعــد انتظــار لأيــام طويلــة علــى دخــول وطنهــم بطريقــة غيــر نظاميــة عبــر عمليـات التهريـب بيـن الحـدود، الأمـر الـذي شـكل خطـرا علـى أمنهـم وحياتهـم.

وقــد اســتغل بعــض الضبــاط المشــرفين علــى المعابــر، وبعــض حــرس الحــدود هــذه القــرار التعســفي، وقامــوا بابتــزاز اللاجئين الراغبيــن بالعــودة إلى وطنهــم عــن طريــق الســماح لهــم بالدخــول بشــكل شــرعي أو تســهيل تهريبهــم مقابــل مبالــغ ماليــة ضخمــة.

فــي 21 نيســان 2020 نشــرت الســفارة الســورية فــي لبنــان علــى حســابها فــي موقــع التواصــل الاجتماعــي فيســبوك شــروط ًا محــددة للســماح بالعــودة لفئة قليلــة مــن الســوريين المقيميــن فـي لبنـان، أو القادميـن إلى سـوريا عبـر لبنـان، وحصـرت ذلـك بمـن يحمـل إقامات رسـمية فقـط، وبمــن خــرج فــي مهــام رســمية، وبهــذا القــرار التعســفي تكــون الســلطات الســورية قــد حظــرت دخـول الغالبيـة العظمـى مـن اللاجئين السـوريين فـي لبنـان الذيـن فـروا إليه أو دخلـوه بشـكل غيـر نظامــي، وهــم بالتالي لا يمتلكــون إقامات أو أوراق رسمية، وتتناسى السلطات الســورية أنهــا المتسـبب الرئيسي فـي تهجيـر المواطنيـن السـوريين إلى لبنـان وإلى مختلـف دول العالـم.

يـوم الجمعـة 8 أيـار 2020 تجمـع نحـو 250 شـخص بينهـم نسـاء وأطفال مـن اللاجئين المقيمين فـي لبنـان فـي المنطقـة الفاصلـة بيـن معبر المصنـع وجديدة يابوس، وذلك بعد أن تجـاوزوا المعبر الحـدودي اللبناني، وقـد وثقنـا أنهم قـد ظلـوا لأسـابيع عـدة منتظريـن السـماح لهـم بالمـرور مـن قبـل السـلطات السـورية، ضمـن ظـروف إنسانية غايـة فـي القسـوة والسـوء. وبعــد عــدة أسابيع ســمح النظــام الســوري بعبــور الأشــخاص الذيــن يحملــون جــوازات ســفر، ورفـض إدخال البقيـة، ولا بـَّد مـن التذكيـر أن النظـام السـوري قـد فـرض رسـومًا جائرة هـي الأعلـى فـي العالـم مقابـل اسـتخراج جـواز سـفر، وتتـراوح مـا بيـن 300 إلى 800 دولار أمريكي، ممـا يجعـل جــواز الســفر الســوري هــو الأغلــى فــي العالــم، والمواطــن الســوري مــن بيــن أفقر الشــعوب فــي العالــم، وقــد تحدثنــا فــي تقريــر موســع عــن اســتخدام النظــام الســوري رســوم اســتخراج جــواز السـفر كأداة لتمويـل الحـرب، ويظهـر كيـف يسـتخدم مؤسسات الدولـة وأجهزتها للحفـاظ علـى السـلطة.

وقـد بقـي هؤلاء المواطنيـن السـوريين عالقيـن حتـى نهايـة أيـار 2020، حيـث سـمح لهـم بالدخـول، وقــد رصدنــا قيــام ســلطات المعبــر بتكديســهم بشــكل جماعــي فــي غــرف الحجــر داخــل مراكــز الحجـر، وبشـكل ينافي ابسط المعاييـر الوقائية مـن وبـاء كوفيـد-19.

تحدثـت الشـبكة السـورية لحقـوق الإنسـان مـع السـيد محمـد السـلامة1، مـن أبناء مدينـة حمـص وكان احد العالقيـن علـى الحـدود اللبنانيـة السـورية فـي نيسـان 2020 واخبرنا "بقيـت مـع زوجتـي وطفلتــي البالغــة مــن العمــر عاميــن اثنيــن عشــرة أيام قــرب الشــريط الحدودي فــي جديــدة يابوس، وكنـا ننـام بيـن الأشـجار ونشـتري الطعـام والمـاء مـن المهربيـن، وبقينـا علـى هـذه الحــال ننتظــر الســماح لنــا بالدخــول، إلى أن جــاءت دوريــة ســورية وطلبــت مبلــغ 5000 ليــرة ســورية عــن كل شــخص ســيدخل ودفعــت المبلــغ، ولكــن الدوريــة ذهبــت ولــم تعــد وعندمــا حاولنـا الاقتـراب مـن الحـدود قامـوا بإطلاق النـار نحونا، كان الجـو بـاردا فـي الليـل وتسـاقط المطــر، حينهــا اتفقــت مــع احد المهربيــن للعبــور وفعلا دخلــت وعــدت إلى مدينتي". 

أخبرنا محمــد أن حركــة تنقله فــي المدينــة محــدودة جــدا خوفا مــن تعرضــه للاعتقــال، بعد أن علم أن مخاتيـر الأحياء تـزود الأمـن الجنائي بأسماء جميـع مـن عـادوا إلى مناطقهـم بشـكل غيـر نظامـي؛ للتحقيـق معهـم.

رابعـًا: انفجـار مينـاء بيـروت
أرغم الانفجار مئات اللاجئين السـوريين على العودة والقـرار التعسـفي بتصريـف 100 دولار إلى الليـرة السـورية يتسـَّبب فـي تكديـس مئات المواطنيـن علـى الحدود: 

اصـدرت رئاسة مجلــس الــوزراء العاملــة لــدى النظــام الســوري، فــي 8 تمــوز 2020، قــرارا يلزم جميـع السـوريين العائدين إلى سـوريا بصـرف مبلـغ 100 دولار امريكـي او مـا يعادلهـا من العملات الأجنبية وفقا لنشـرة اسـعار صـرف الجمـارك والطيـران، علـى أن يبدأ تطبيـق ذلـك مطلـع شـهر آب. 

إن هــذا القــرار التعســفي يشــكل عمليا قـرار سـطو بالقــوة والإجبــار علــى أموال المواطنيــن الراغبيـن فـي العـودة إلى بلدهـم، ولا يمكـن لأي نظام أو حكومـة أن يفـرض غرامـة أو ضريبـة علـى مجــرد رغبــة المواطــن فــي دخــول بلــده، هــذا القــرار ينتهــك العديد مــن مبــادئ حقــوق الإنسان الأساســية، وُيشــرعن عمليــة نهــب الأموال، وذلــك  لأن القيمــة الفعليــة فــي الأسواق وفــي المعامــلات علــى ارض الواقــع تزيــد عــن ضعــف ســعر الصرف المحدد مــن المصرف المركزي، وهــذا يعني خسارة المواطن السوري لمــا يعــادل 55 الى 60 دولار لصالــح النظــام الســوري.

لـم يكتفـ النظـام السـوري بـكل ذلـك، بـل إن المواطـن السـوري عندمـا يقـوم بتسـليم 100 دولار إلى إدارة المعبــر الحــدودي فإنه يحصــل علــى إشعار صــرف، وهــذا الإشــعار صالــح للاســتخدام خـلال مـدة أقصاها سـت سـاعات فقـط مـن تاريـخ اسـتلامه، وفـي حـال لـم يتمكـن المواطـن مـن صرفـه فسـوف يفقـد قيمـة المئة دولار كاملـة.

تواصلـت الشـبكة السـورية لحقـوق الإنسـان مـع السـيد فـادي مـن أبناء مدينـة حلـب وهـو عامـل بنـاء يقيـم فـي لبنـان منـذ عـام 2013. أخبرنـا فـادي "بعـد أن قـررت العـودة إلى سـوريا مـع عائلتي بسـبب الظـروف الاقتصاديـة الصعبـة قمـت بإجراء فحـص PCR لي ولزوجتي، وكانـت كلفـة الفحــص الواحــد 150 الف ليــرة لبنانيــة، وقمــت بالتنســيق مــع احد سائقي التكســي ليقلني إلى معبـر المصنـع الحـدودي، ومـن هنـاك سنسـتقل سـيارة أجرة ثانية إلى سـوريا كونـه لا يوجــد خــط ســير مــن لبنــان إلــى ســوريا بشــكل مباشــر” أضــاف فــادي “كانــت معــي الأوراق والثبوتيـات الرسـمية، ولـدى وصولنـا الجانـب السـوري مـن المعبـر قمنـا بتصريـف 200 دولار عنــي وعــن زوجتــي، وكانــت معاملتهــم سيئة ولــم يســمحوا لابنــي ســامي البالــغ مــن العمــر 14عامــًا بالمــرور، بذريعــة أنهم يريدون أن يبحثــوا عن اســمه في مــا إذا كان مطلوبــًا لأحــد الأفـرع الأمنيـة، وسـاوموني بقولهـم (يمكنـك دفـع 20 دولار ويدخـل سـامي معـك أو سـيبقى لدينـا ولـه مـكان فـي السـجن عندنـا)، ودفعـت المبلـغ بشـكل علنـي وأمام جميـع الموظفيـن وسـمحوا لـي بعـد ذلـك بالعبـور".

لقـد تسـَّبب الانفجـار المـروع الـذي وقـع فـي مينـاء بيـروت فـي 4 آب الماضـي بتداعيـات اقتصاديـة كارثيــة علــى الدولــة اللبنانيــة، وبــكل تأكيد فان اللاجئين هــم مــن اكثر الفئات هشاشــة فــي المجتمـع، وقـد انعكـس ذلـك بشـكل واضـح علـى اللاجئين السـوريين حيـث فقـد المئات منهـم أعمالهم، وقســم كبيــر منهــم كان قــد تأثر سابقًا بســبب جائحة كوفيــد-19، وقــرر المئات مــن اللاجئين السـوريين بعـد انفجـار مينـاء بيـروت العـودة إلى وطنهـم، والغالبيـة العظمـى مـن هؤلاء هـم مـن فئة مـن يعملـون بنظـام السـاعة أو اليـوم، وليـس لديهـم مدخـرات تصـل إلى 100 دولار أمريكي، كمـا أن مبلـغ الــ100  دولار هـو عـن كل فـرد مـن أفراد العائلة فـوق الــ18عامـًا مـن العمـر.

تســَّبب بالتالــي دخــول قــرار النظــام الســوري التعســفي حِّيــز التنفيــذ بدايــة شــهر آب، ثــم وقــوع انفجــار مينــاء بيــروت، واضطــرار مئات المواطنيــن الســوريين إلى العــودة إلى وطنهــم، وعــدم مقدرتهـم علـى تصريـف مبلـغ 100 دولار، تسبب كل ذلـك فـي تكـر او تكـدس عشـر ات المواطنيـن السـوريين علـى الحـدود اللبنانيـة السـورية منذ 1 آب حتـى اليـوم، وفـي ظـِّل أوضـاع إنسـانية مزريـة.

وحـول مصيـر هـؤلاء أو مـن يرغـب بالعـودة إلـى وطنـه، صـرح مديـر إدارة الهجـرة والجـوازات فـي مركــز جديــدة يابـوس الحــدودي اللــواء ناجــي النميــر فــي لقــاء علــى قنــاة Ninar FM فــي 2 أيلــول 2020 بانه لا يمكنهــم الدخــول مــا لــم يقومــوا بتصريــف 100 دولار أمريكي أو ما يعادلهــا مــن العمـلات الأجنبيـة، أو أن يأتي ذووهـم أو أصدقاؤهم إلى المعبـر لقومـوا بالدفـع بـد ًلا عنهـم، ومـن ثـم يتـم إدخالهم.

وبحســب أكجمــال ماجيتموفــا ممثلــة منظمــة الصحــة العالميــة فــي ســوريا، فان 90 % مــن الشــعب الســوري هــم تحــت خــط الفقــر.

خامسـًا: عمليـات اعتقـال تعسـفي تحـول بعضهـا إلـى اختفـاء قسـري طالــت 62 مواطنا ســوريا عــادوا مــن لبنــان منــذ بدايــة عــام 2020 حتــى الآن:
اضطـر عـدد مـن اللاجئين السـوريين فـي لبنـان إلى اسـتخدام أساليب غيـر نظاميـة للدخـول إلى وطنهــم لتجــاوز العراقيــل التعســفية التــي وضعهــا النظــام الســوري والتــي تفــوق قــدرة غالبيــة اللاجئين، وقـد تحدثنـا عنهـا فـي هـذا التقريـر، وهـذا أدى إلـى قيـام الأجهـزة الأمنيـة بملاحقتهـم، لكـن الاعتقـال فـي سـوريا لا يجـري وفقا لمـا يتصـوره أغلب شـعوب الكـرة الأرضيـة، إنه فـي الحقيقـة أقرب إلى عمليـة اختطـاف، لأن مـن يقـوم بعمليـات الاعتقـال لا يصـرح عـن هويتـه، لا يظهـر مذكـرة اعتقــال، لا يخبــر المواطــن مــا هــي تهمتــه، لا يتمكــن المواطــن مــن إبلاغ أهله أو توكيــل محــام، يتعــرض غالبــًا للتعذيــب والإهانــة، والأسوأ مــن كل ذلــك أنه يتحــول فــي كثيــر مــن الأحيــان إلى مختـف قسـريًا. ٍ

لقــد ســَّجلنا عمليــات اعتقــال اســتهدفت العائدين مــن لبنــان إلى بلداتهــم ومدنهــم، ووجهــت الســلطات الســورية اليهم تهمــًا تتعلــق بالإرهــاب بحجــة تعاملهــم مــع مهربين مطلوبيــن للنظام السوري وإجراء اتصالات معهــم، وبعــد انتــزاع تهــم منهــم تحــت التعذيب تمت إحالة كثيـر منهـم مـن الأفـرع الأمنيـة مباشـرة إلى محكمـة الإرهاب، والتـي هـي أقرب إلى فـرع امن منهـا إلى محكمـة، وقـد اشرنا إلى حـالات الاعتقـال هـذه ضمـن التقريـر الشـهري الـذي يرصـد ظاهـرة الاعتقــال التعســفي فــي ســوريا.

وثــق فريــق الشــبكة الســورية لحقــوق الإنســان منــذ مطلــع عــام 2020 حتــى أيلــول 2020 مــا لا يقــل عــن 62 حالــة اعتقــال قامــت بهــا قــوات النظــام الســوري، اســتهدفت العائدين مــن لبنان إلى مناطـق إقامتهم فـي سـوريا، وقـد افرج النظـام السـوري عـن 25 حالـة منهـا، بينمـا لا يـزال 37 شـخصا قيـد الاعتقـال أو الاختفـاء القسـري فـي مراكـز الاحتجـاز التابعـة لقـوات النظـام السـور ي، وقـد سـجلنا قيـام النظـام السـوري بإعادة اعتقـال عـدد ممـن افرج عنهـم، وإجبارهم علـى الالتحاق بالتجنيـد العسـكري فـي صفـوف قواتـه التـي ترتكـب أسوأ أنواع الانتهـاكات.

تواصلت الشـبكة السـورية لحقوق الإنسـان مع السـيدة فداء الأحمد وهي والدة احد المعتقلين مـن أبناء مدينـة حمـاة، وهـو مـن الذيـن اعتقلـوا مـن قبـل قـوات النظـام السـوري فـي 16 حزيـران 2020 بعـد عودتـه عبـر طـرق التهريـب إلى مدينتـه فـي 25 أيـار 2020، تقـول السـيدة فـداء “بعـد عــدة أيام مــن وصــول ابنــي مــن لبنان إلى المنــزل جــاءت دوريــة تابعــة لفــرع الأمــن الجنائي واعتقلته واقتادته إلى الفــرع، وهنــاك اجبروه علــى توقيــع تعهــد بمراجعتهــم بعــد انتهــاء مـدة حجـره الصحـي، وفعلا ذهـب مباشـرة فـي اليـوم الـذي تنتهـي فيـه مـدة الحجـر إلى الأمـن الجنائي، وهنـاك قامـوا بالتحقيـق معـه حـول دخولـه سـوريا، واخبرهم أنه لا يملك جـواز سـفر وأنه عـاد لأنـه لـم يعـد يحتمـل ضيـق العيـش فـي لبنـان فأخبروه أن عليـه دفـع غرامـة دخـول غيـر شـرعي وسـيبقى فـي الفـرع إلى أن يقـوم بدفعهـا ولكـن فوجئنا بعـد يوميـن بتحويله إلى الأمن العسكري الذي بقي فيه مدة أسبوع ثــم أحالوه إلى ســجن حمــاة المركــزي، وهــو حاليا يخضــع لمحكمــة الارهــاب. قالــت الســيدة فــداء إنها لا تعلــم مــا هــي التهم الموجهة لابنها لأنه حتـى اليوم لم يخضـع لأية جلسـة فـي دمشـق كما أنها لا تستطيع تحمـل الأعبـاء المالية لتوكيل محام وتسريع محاكمته.

تحدثنــا إلى الســيد حســين الرحــال وهــو شــقيق احد المعتقلين مــن أبناء الغوطة الشرقية بمحافظة ريـف دمشـق، وكان قـد اعتقل مـن قبل قـوات النظام السـوري فـي 9 آب2020 بعـد عودته مـن لبنـان إلى بلدته فـي 18 تمـوز 2020 علـى الرغـم مـن إجرائه تسوية لوضعه الأمني، يقـول حسـين “أصـَّر أخـي علـى العـودة علـى الرغـم مـن احتمـال اعتقالـه أو اقتيـاده إلـى الخدمـة العســكرية بســبب تدهــور وضعــه النفســي والمــادي فــي لبنــان، وقبــل عودتــه ذهبــت مــع احد الأصدقــاء الذين لهــم صلة مــع الأمن السياسي فــي بلدتي وسألتهم عن الإجراءات التي علي القيـام بهـا فأخبروني أنهم سـيقومون بتسـوية وضعـه، ودفعـت مبلـغ 300 ألـف ليــرة ســورية مقابل عــدم تعرضه للاعتقال، كما دفــع أخي مبلــغ 100 ألف ليــرة لضابــط فــي المعبــر كي ينظــر إن كان اســمه بيــن المطلوبيــن، ويســمح لــه بالدخــول عنــد وصولــه، وبالفعـل وصـل أخي، وبعـد يوميـن ذهبنـا لتسـوية وضعـه، وفـي الفـرع أجبروه أن يبصـم علـى تعهـد، بعـد أيام مـن وصولـه اعتقلـه حاجـز للأمـن العسـكري عنـد مدخـل بلدتنـا، وعلمنـا فـي البدايـة أن سـبب اعتقالـه هـو أنـه مطلـوب للخدمـة العسـكرية، وأنهم سـيقومون بتحويلـه للشـرطة العسـكرية بعـد أيام ولكـن كانـت مجـرد وعـود” أخبرنا حسـين أنه حتى اليـوم لا يعلـم مصيـر أخيه ولا مـكان اعتقالـه باسـتثناء الوعـود التـي يحصـل عليهـا بيـن حيـن وآخر مـن الوسـطاء الذيـن لديهـم صـلات مـع الأفـرع الأمنيـة بأنهم سـيقومون بتحويله إلى محكمـة قضايـا الإرهـاب بعـد انتهـاء التحقيـق معـه.

تواصلـت الشـبكة السـورية لحقـوق الإنسـان مـع السـيد منصـور الجاسـم مـن أبناء مدينـة درعـا وهـو عامـل بنـاء لاجئ فـي لبنـان منـذ عـام 2014 وأخبرنا "كنـت مسـجلا لـدى مفوضية اللاجئين، لكننـي قـررت العـودة إلى سـوريا بهـدف العـلاج فـي حزيـران2020، وخرجت من لبنان بطريقة التهريب كــون الحدود مغلقــة ولا أملك أوراق إقامة نظاميــة، وبعــد انتهائي مــن العــلاج حاولت العودة إلى لبنــان بالطريقة ذاتهــا، لكنني لــم أنجح، وفــي تمــوز تــم احتجازي عشــر سـاعات فـي فـرع الأمـن العسـكري بدرعـا، ثـم أطلق سـراحي وطلـب منـي بالذهـاب إلى قصـر العـدل فـي مدينـة درعـا ومراجعـة شـعبة التجنيـد فـي غضـون 15 يوما كـي ألتحق بالجيـش".
أخبرنا منصـور أنه يعيـش بشـكل متخـف فـي منطقـة إقامته بدرعا لأنه يرفـض الالتحاق بالخدمة العسـكرية.

سادسًا: الاستنتاجات والتوصيات:
لقــد وضــع النظــام الســوري عراقيــل تعســفية تنتهــك حــق المواطــن الســوري فــي العــودة إلــى بلــده، وإن القوانيــن الصــادرة عــن النظــام الســوري ولــو أسماها مراســيم أو قوانيــن فهــي فــي حقيقتهـا إجراءات قهريـة تسـتند إلى القـوة والتسـلط، لأنهـا تخالـف بشـكل صـارخ مبـادئ حقـوق الإنســان الأساســية وتنتهــك القانــون الدولــي لحقــوق الإنســان، كمــا يشــرعن القــرار رقــم 46  المذكـور فـي التقريـر عمليـة السـطو علـى أموال المواطنيـن، ويحـاول تغليفهـا بغطـاء قانونـي، 

لكـن هـذا القـرار هـو فعـل بربـري، والمـادة13 مـن الإعـلان العالمـي لحقـوق الإنسـان تنـُّص علـى أنـه "لـكل فـرد حـق فـي مغـادرة أي بلـد، بمـا فـي ذلـك بلـده، وفـي العـودة إلـى بلـده"، كمـا أن هـذا القـرار يعـارض المـادة 38  مـن الدسـتور الحالـي علـى كامـل عللـه ومخالفـة العديـد مـن نصوصـه لمبـادئ حقـوق الإنسـان والقانـون الدولـي. إضافة إلى كل ذلــك، فقــد انتهــك النظــام الســوري قــرار مجلــس الأمــن رقــم 2254، الــذي تنص المـادة 14 منـه علـى “الحاجـة الماسـة إلى تهيئة الظـروف المواتيـة للعـودة الآمنـة والطوعيـة للاجئين والنازحيـن داخليـا إلى مناطقهـم الأصليـة وتأهيل المناطـق المتضـررة وفقـا للقانـون الدولــي”، ويؤكد علــى أن النظــام الســوري يعرقــل عــودة اللاجئين عبــر فــرض رســوم تعســفية بربريــة، وعبــر عمليــات الاعتقــال التعســفي والتعذيــب والاخفــاء القســري. أخيرا، فإن النظـام السـوري يسـخر هـذه الأمـوال التـي حصـل عليهـا بالقهـر والاغتصـاب لخدمـة عملياتـه العسـكرية والأمنيـة، فمـا زال يحشـد القـوات فـي إدلـب، وينفـق مئـات ملاييـن الـدولارات علــى قرابــة 120  ألــف عضــو فــي الأجهــزة الأمنيــة المتوحشــة لديــه مــن أجــل قمــع وملاحقــة المعارضيــن والمطالبيــن بأي تغييــر سياســي.

التوصيات: إلى اللاجئين السوريين في لبنان وحول العالم، وكذلك إلى النازحين داخل سوريا: 
عـدم العـودة إلـى المناطـق التـي يسـيطر عليهـا النظـام السـور ي الـذي يسـتمر حتـى الآن بحكـم تلــك المناطــق بعقليــة متوحشــة تــؤدي إلــى ارتــكاب مختلــف أنماط الانتهــاكات مــن اعتقــال أقرب مــا يكــون للخطــف، وتعذيــب، وإخفاء قســري، وتجنيــد تعســفي فــي صفــوف قــوات تمــارس عمليــات قصــف وقتــل غيــر قانونيــة، ونهــب قســم مــن أموالكم وممتلكاتكــم.

إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين:
إشعار اللاجئين بمخاطـر العـودة فـي ظِل عـدم تغيـر النظـام الحاكـم الحالـي في سـوريا، وتنبيه اللاجئين بشـكل دوري إلـى ذلك. متابعــة وضــع اللاجئين الذيــن عــادوا إلى ســوريا والإبــلاغ عــن الانتهــاكات التــي تعرضــوا لهــا، والشــبكة الســور ية لحقــوق الإنســان مســتعدة لتقديــم البيانــات الــواردة فــي هــذا التقريــر كافة.

إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان:
إدانة القــرارات التعســفية الصــادرة عــن النظــام الســوري التــي تعرقــل عــودة المواطنيــن الســوريين وتهــدف إلــى نهــب أموالهم وبشــكل خــاص الفقــراء منهم. إعداد تقريــر خــاص يرصــد ويديــن الانتهــاكات التــي تعــرض لهــا اللاجئون بعــد عودتهــم إلى ســوريا. فضــح ممارســات الحكومــة والنظــام الحالــي فــي عمليــات النهــب المنظمــة التــي يقــوم بهــا ويغلفهــا بقوانيــن ُتشــرعن جريمتــه.

إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة: 
بـذل جهـود حقيقيـة لتطبيـق قـرار الانتقـال السياسـي 2254 ضمـن جـدول زمني صـارم لا يتجاوز 12 شـهر ًا علـى أبعد تقديـر، ممـا يحقـق عـودة آمنة وكريمة وطوعيـة للمواطنين السـوريين. إدانة ممارسـات النظـام السـوري البربريـة التـي تهـدف إلـى منـع دخـول المواطنيـن السـوريين ونهـب أموالهم وبخاصـة الفقـراء منهـم.

المجتمع الدولي:
لقـد فشـل مجلـس الأمـن بشـكل تـام فـي القيـام بـدور جدي في سـوريا وعلـى المجتمـع الدولي الحضــاري خلــق تحالــف خــارج مجلــس الأمــن واتخــاذ كل الإجــراءات الممكنــة لإنقــاذ الشــعب السـور ي، ممـا يسـاهم فـي عـودة 13 مليـون مواطـن سـوري مشـرد ما بيـن نـازح ولاجئ بشـكل آمـن وكريـم. 

إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة COI: 
تخصيــص فقــرة فــي التقريــر القــادم تتضمــن انتهــاكات الحكومــة والنظــام الســوري بحــق اللاجئين الذيـن عـادوا وفضـح القوانيـن التـي شـرعها النظـام السـوري بهـدف نهـب الأمـوال والأراضــي والممتلــكات. 

إلى دول اللجوء:
التوقـف عـن حمـلات التضييـق العنصريـة بحـق اللاجئين السـوريين التـي تدفعهـم إلـى العـودة وبالتالـي خطـر الاعتقـال والإخفـاء القسـري أو التعذيـب حتـى المـوت، وتحمـل مسؤولياتها فـي هـذا الخصـوص. التوقــف عــن إعادة اللاجئين الســوريين بشــكل قســري؛ لأن ذلــك ينتهــك مبدأ عــدم الإعادة القسـري فـي القانـون العرفـي الدولـي وهـو مبدأ ملـزم للـدول كافـة.

الضغــط علــى المجتمــع الدولــي ومجلــس الأمــن لإيجــاد حــل سياســي عــادل ُيحقــق تغييــر الحكومــة والنظــام الحالــي نحــو حكــم ديمقراطــي مســتقر، وهــذا مــا ســوف يضمــن العــودة الطوعيــة للاجئين الســوريين إلــى بلادهــم وأرضهم.

إلى النظام السوري:
التوقــف عــن تشــريع قوانيــن تشــرعن عمليــات النهــب وذلــك عبــر مجلــس الشــعب الــذي تســيطر عليــه الأجهــزة الأمنيــة وتتحكــم بــكل مــا يصــدر عنــه. التوقـف عـن إصدار قـرارات بربريـة مـن السـلطة التنفيذيـة تهـدف إلـى نهـب أموال المواطنيـن الســوريين، ومراعــاة أن غالبيــة الشــعب الســوري قــد أصبح مــن الفقــراء بســبب سياســات النظـام السـوري فـي التعامـل مـع الحـراك الشـعبي - آذار2011.  

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024