يوم كارثي: كورونا يجتاح لبنان... وفاة جديدة والإصابات تنتشر

المدن - لبنان

الأربعاء 2020/03/11
على الرغم من الإعلان عن أول حالة شفاء من كورونا (بعد ظهر الأربعاء) بات لبنان على بعد ساعات من إعلان حالة طوارئ عامة نتيجة انتشار فيروس كورونا. فقد أعلنت وزارة الصحة تسجيل ثاني حالة وفاة بغضون الساعات الـ24 الأخيرة، وارتفاع عدد المصابين إلى 61 شخصاً، ثلاثة منهم حالتهم حرجة. لكن الكارثة الفعلية تجسّدت في إعلان مستشفى سيدة المعونات في جبيل عن إصابة 10 من طاقمها الطبي بالفيروس، معلنة حجر المصابين ومتابعة حالاتهم في قسم عزل خاص. وما يدعو للخوف في هذا الإطار، أنّ بيان المستشفى أكد أنّ المصابين العشرة لم يظهروا أياً من عوارض المرض. وبالتالي، أصبحت مواجهة كورونا أشبه بمحاربة شبح لا لون ولا طعم ولا رائحة ولا عوارض له، الأمر الذي يُنذر بتكاثر الحالات وانتشارها من دون معرفة حاملي الفيروس. ومع ما سيحمله البيان اليومي عن مستشفى رفيق الحريري ووزارة الصحة ومقررات الاجتماع الطارئ للجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، يمكن القول إنّ الفيروس اجتاح لبنان. مع العلم أنّ الأجواء الرسمية توحي باتجاه اتخاذ تدابير مؤقتة، لكن حاسمة، لجهة إقفال الدوائر الرسمية والمطاعم والمقاهي وإلزام المؤسسات الخاصة على الحد من الاختلاط.

تقرير مستشفى الحريري: خمس إصابات جديدة

صدر التقرير اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس الكورونا المستجد في مستشفى رفيق الحريري الجامعي وجاء فيه:
-العدد الإجمالي للحالات التي تم استقبالها في الطوارىء المخصّص للكورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية: 133 حالة، احتاجت 14 حالة منها إلى دخول الحجر الصحي، فيما يلتزم الباقون الحجر المنزلي. 
- العدد الإجمالي للفحوصات المخبرية: 125
النتائج السلبية: 120
النتائج الإيجابية: 5
- غادر المستشفى 16 شخصاً كانوا متواجدين في منطقة الحجر الصحي، بعد أن جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية.
- يوجد حتى اللحظة 18 حالة في منطقة الحجر الصحّي.
- العدد الإجمالي للحالات الإيجابية داخل المستشفى 36 حالة.
- وضع المصابين بالكورونا مستقر، ما عدا حالتين وضعهما حرج، وجميعهم يتلقون العناية اللازمة في وحدة العزل.
- سجلت ثاني حالة وفاة لمريض مصاب بفيروس الكورونا المستجد من الجنسية اللبنانية والذي كان قد نقل إلى المستشفى بحالة حرجة.
- امتثال أول مصابة بفيروس الكورونا للشفاء بعد أن جاءت نتيجة فحص ال PCR سلبية في المرتين وتخلصها من كافة عوارض المرض."

أرقام وزارة الصحة
أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها عن فيروس كورونا عن وفاة ثانية نتيجة فيروس كورونا لمصاب في العقد السادس من العمر، كان يعاني من أمراض مزمنة، مشيرة إلى ارتفاع عدد الحالات المصابة المثبّتة إلى 61. وتطرّقت الوزارة في بيان صادر عنها إلى تحليل الحالات الموجودة في لبنان، فأشارت إلى أنّ "37 في المئة من الحالات وافدة من الخارج (مصر، المملكة المتحدة، إيران، وسويسرا)، 58 في المئة من بين المخالطين للحالات المثبتة (13 من بين المخالطين لحالة وافدة من مصر، 5 من بين المخالطين لحالة وافدة من المملكة المتحدة، 5 من بين المخالطين لحالات وافدة من إيران)، بالإضافة إلى 3 حالات قيد التقصي وهي تشكّل 6 في المئة من مجمل الحالات". وتراوحت نسبة الحالات بحسب الفئات العمرية وفق الآتي: 11% دون العشرون، 77% من عمر 20 إلى 59 سنة، و10% من عمر 60 سنة وما فوق.

... والمستشفيات الخاصة
وفي هذا الإطار نقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنّ أربع إصابات سجلت في مستشفى سيدة المعونات (جبيل) وأربع أخرى في مستشفى "أوتيل ديو" (بيروت)، الأمر الذي يؤكد أنّ الفيروس اجتاح لبنان ولا رادع له. ومن جهتها أكدت رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في ​مستشفى الجامعة الأميركية، ​سهى كنج، أنّ المستشفيات الخاصة "تستعد على قدم وساق لاستقبال مرضى كورونا، ومنها مستشفى الجامعة والروم وأوتيل ديو وغيرها". وأشارت كنج إلى أنّ هذه الاستعدادات مستمرة على الرغم من كون مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي يستقبل جميع الحالات حتى اللحظة.

مقررات اتحادات ونقابات
قرر المجلس التنفيذي لنقابة مستخدمي صندوق الضمان الاجتماعي التوقف عن العمل وعدم الحضور إلى المكاتب أيام الأربعاء والخميس والجمعة ومطالبة الإدارة "بتعقيم المكاتب كافة خلال الأيام المذكور، على أن يلتزم المستخدمين المنازل، وتبقى اجتماعات النقابة مفتوحة لمتابعة كل التطورات". كما طلبت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري أنه "حرصاً منها على سلامة المواطنين، الذين يستعملون المركبات العمومية، ومن أجل الحد من انتشار كورونا، من مسؤولي ومديري المواقف العمومية في جميع المحافظات والمناطق، البدء باعتماد الإجراءات المقررة والالتزام بالتعاميم الصادرة عن وزارة الصحة، لجهة الحفاظ على النظافة، واستعمال المعقمات لجميع الوافدين، والمغادرين في هذه المواقف".

كما أعلن نقيب أصحاب المطاعم، طوني الرامي، إقفال المؤسسات المطعمية تجنباً لانتشار كورونا متمنياً من "كافة القطاعات الحيوية أن تواكبنا في هذا التدبير حفاظاً على الأمن الوقائي والسلامة العامة". وأشار الرامي في بيان صادر عنه إلى أنّ هذا القرار أتى "بعد لقاءات عديدة مع وزير السياحة وبالتشاور مع أعضاء مجلس النقابة"، مؤكداً على شمولية هذا القرار جميع الأراضي اللبنانية وعلى أن لا يشمل خدمات التوصيل (الديليفيري).

وفي الإطار نفسه، أعلنت نقابة المعلمين إقفال أبوابها حتى يوم الأحد المقبل حفاظاً على سلامة الموظفين والعاملين في مراكزها. كما علّقت نقابة الأطباء وقف التجمّعات والندوات والمؤتمرات "بصورة مؤقتة وحتى إشعار آخر على أن تبقى أبواب النقابة مفتوحة لمراجعات الأطباء والمعاملات اليومية والروتينية".

هذا، وشددت المديرية العامة لتعاونية موظفي الدولة على ضرورة التقيد بالاجراءات التالية في كل من المراكز المركزية والفروع والمكتاب التابعة لها، في ظل الظروف الصحية التي تمر بها البلاد، وحرصاً على سلامة الوافدين والعاملين في التعاونية:

- عدم الحضور إلى التعاونية إلا في الحالات الطارئة والضرورية، أو لاستلام أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية.
-وضع كمامة وقفازات لليدين عند الحضور إلى أي مركز من مراكز التعاونية.
-اعتماد إرسال طلبات المساعدات المرضية والاجتماعية، على اختلاف انواعها، عبر بريد ليبان بوست.
-الالتزام بالتعليمات الوقائية المتخذة داخل مقرات التعاونية.

هلع البلديات
وعملت معظم البلديات في لبنان، على اتّخاذ إجراءات وقائية ونفذت عمليات تعقيم للمكاتب والأماكن العامة حرصاً على الحد من انتشار فيروس كورونا، كما عمدت بعض البلديات إلى إقفال بعض الحدائق العامة تفادياً لتجمّع المواطنين فيها ما يزيد من مخاطر كورونا. لكن اللافت أيضاً تعميم تسجيل صوتي لرئيس بلدية عمشيت، أنطوان عيسى، يؤكد فيه على ضرورة التنبّه من انتشار الفيروس كاشفاً عن وجود 15 حالة مصابة بكورونا في منطقة جبيل. وأكد عيسى في التسجيل نفسه إقفال أبواب البلدية والمقار العامة والحد من التجمّعات.

الأوقاف الإسلامية: مكابرة
وفي واحدة من الأمثلة الفاضحة على المكابرة، والاستخفاف بصحة المواطنين، وبدل اللجوء إلى الإجراء الضروري، اكتفت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية في لبنان، بإصدار تعميم  لجميع أئمة وخطباء المساجد، لاختصار خطبة الجمعة على "ألا تتجاوز العشر دقائق وإرشاد المصلين الى الوقاية من فيروس كورونا". وهذا أمر يجب على وزارة الصحة أن لا تسمح به، وأن تتدخل فوراً لدى دار الإفتاء كي لا تكتفي بهكذا تعميم، ينكر خطورة التجمعات في المساجد.

إذ "تمنّت" الأوقاف على "كل مصلٍّ من لديه الاستطاعة أن يحضر معه سجادته الخاصة وان يتوضأ في بيته أو عمله زيادة في الوقاية، وعلى المرضى من المصلين أن يصلي الظهر في بيته ولا يحضر صلاة الجمعة حرصا على صحة إخوانه.

واتخذت الأوقاف الإسلامية في كل المساجد إجراءات حين الدخول إليها بأن يعقم الداخل يديه بالمواد الموضوعة المخصصة على مداخل المساجد ووضع كمامات حرصا على السلامة العامة".  

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024