ميريام كلينك عارية

حسن الساحلي

الجمعة 2017/02/03
أبرز أحداث في الأيام الماضي: فتاة عارية من الخلف، على يخت، ترقص وتدخن السيكار. قرب الفتاة قنينة شمبانيا وفي الخلفية مياه البحر. سياق ملائم ربما لظهور فتاة شقراء عارية، فالمشهد كأنه معاد من فيلم، ومكرر حتى الملل. إلا أن تحوله حدثاً بارزاً، كان بسبب هوية الفتاة التي ترقص، والتي تعتبر إسماً معروفاً، فالناس المعروفون يبقون مرتدين ثيابهم كما هو مفترض، أو كما كان مفترضاً.


في إحدى المقابلات مع ميريام كلينك، تقول إن الفنانات الأخريات، يريدن لمؤخراتهن العاريات أن تظهر أمام الناس أيضاً، لكنهن يعجزن عن القيام بالأمر، خوفاً على مصالحهن، فيكتفين بالإستدارة أمام الكاميرا، او ارتداء ثياب ضيقة تبرز مؤخراتهن بدون أن تظهرها. "بس أنا ما بتفرق معي" تقول كلينك "لأنو أنا ما عندي شي اخسروا".

يمكن اعتبار ميريام كلينك أول نموذج مختلف عن هيفاء وهبي. فالأخيرة لا ترقص عارية هكذا أمام الكاميرا، لأنها واحدة من أولئك الفنانات اللواتي قالت كلينك، إنهن يخفن على مصالحهن. لكن كلينك لن تخاف طبعاً. فهي لا تحتاج إلى شركة إنتاج تدفع لها، بل كل ما تحتاج إليه هو فايسبوك أو إنستاغرام، يؤمن لها أرضية، تخولها الظهور أمام فئات أوسع من الفئات التي تصل إليها شركات الإنتاج والتلفزيونات.

ربما لو هيفاء وهبي ظهرت في السنوات الماضية، عوضاً عن بداية الألفية الثالثة، وكانت مصرة على التحول إلى نجمة بدون حيازة أي مهارات، كنا سنشاهد جسدها العاري، وسنتحدث عن مؤخرتها كما نتحدث عن مؤخرة كلينك الآن. لكن هيفاء أخذت الطريق التي تأخذها الفنانات في زمنها هي، وقد أخذته فنانات أميركيات قبلها، عرفن أن الغناء والاستعراض والإغراء طريق يمكن أن تجعلهن نجمات بدون أصوات جميلة.

لكن المميز في هيفاء وهبي أنها كانت أول نموذج عربي من هذا النوع. كلينك حاولت طبعاً في البداية أن تنسخ تجربة وهبي، وتصور فيديو كليب وتصبح نجمة مثلها لكنها فشلت، فالـ"الكار" محتشد بفنانات شبيهات. كان الحل بالنظر أبعد من لبنان، إلى نفس المكان الذي نظرت هيفاء وهبي إليه في بداية الألفية الثالثة. وكان عليها أن تنسخ هذه المرة، نموذج كيم كارداشيان، التي تعتبر أول نجمة سوشال ميديا عالمية. هكذا كان على كلينك لتصبح نجمة مثل هيفا، أن تصبح أول نجمة سوشال ميديا عربية.

هو قدر الفتيات اللواتي يردن التحول نجمات في زمننا اليوم، بدون امتلاك مهارات. القدر يعني أن تستخدم وسيلة الإعلام الخاصة بها، كرصيدها الوحيد، الذي بإمكانها أن تستخدمه لتكون فنانة مثيرة للجدل، تُظهر عليه كل فترة شيئاً يشغل الناس لأيام. تستضيفها التلفزيونات لتجيب عن أسئلة مثل: "شو الرسالة المباشرة اللي عم تحاولي توصليها؟"، وتحاول في كل مقابلة أن تبتكر جواباً جديداً. أن تقول مثلاً: "كي أحارب التطرف"، أو "على كل فتاة أن تكون حرة بجسدها"، وكثير من الأجوبة الأخرى المبتكرة، التي ستقولها في المستقبل أيضاً، عندما تقرر أن تظهر أعضاء أخرى من جسدها.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024