بدء تحركات ذكرى 17 تشرين.. اعتصامات وبيان أممي!

المدن - مجتمع

الجمعة 2020/10/16
استكملت اليوم، في بيروت، استعدادات إحياء الذكرى الأولى لانطلاقة 17 تشرين من خلال وضع اللمسات التنظيمية الأخيرة على المسيرة التي ستجوب مختلف شوارع العاصمة وتتوّقف في محطات أساسية على مداخل وزارات ومؤسسات. فوضع المنظّمون شعلة ثورة 17 تشرين، مقابل مرفأ بيروت. إذ من المقرّر إضاءتها في ختام تحرّك الغد تأكيداً على استمرار الثورة وعلى حق ضحايا جريمة 4 آب. وبينما كانت مختلف المناطق اللبنانية قد شهدت تجمّعات واعتصامات إحياءً للذكرى، صدر عن المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش بيان أكد فيه على دعم المنظمة لحرية التعبير والتجمع السلمي والوقوف إلى جانب لبنان وشعبه والإصلاحات الواجب القيام بها على يد حكومة فاعلة.

كوبيتش والثورة
واعتبر كوبيتش في البيان الصادر عنه أنّ "سلسلة التظاهرات الشعبية الحاشدة جمعت في ذروتها مئات الآلاف، لا بل ملايين من اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد وبشكل عابر للانقسامات والانتماءات الطائفية والسياسية"، تعبيراً عن خيبة أمل عميقة في النخب السياسية الحاكمة والنظام السياسي والإداري الطائفي الذي رسخ الفساد والمحسوبية. فشدّد على المطالب التي رفعتها ساحات 17 تشرين، بالعدالة والشفافية والمساءلة والمساواة في الحقوق والحماية والفرص للجميع، مشيراً إلى أنّ اللبنانيين "زرعوا بذور التغييرات المنهجية، وبعد مرور عام، كفاحهم يستمر". ولفت كوبيتش إلى أنّ "الإصلاحات التي يحتاجها لبنان معروفة، التزمت النخب السياسية الحاكمة مراراً وتكراراً بتنفيذها، دون الوفاء بتعهداتها، الأمر الذي يرسخ الوضع الراهن والشلل"، مؤكداً على أنه "لا يمكن للبلد أن يبدأ في معالجة التحديات المصيرية التي يواجهها دون وجود حكومة فعالة وفاعلة وداعمة للإصلاح ذات قدرة وإرادة وصلاحيات لتطبيق الإصلاحات". كما شدد على التمسك بحريات التعبير والتجمع السلمي المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعلى "دعم الأمم المتحدة الكامل لحق التظاهر السلمي كنوع من حرية التجمع والتعبير التي يجب حمايتها، بغية السماح للناس بممارسة هذه الحقوق بالكامل تحت سقف القانون". وختم بيانه بالإشارة إلى أنّ "الأمم المتحدة ستستمر بالوقوف عن كثب إلى جانب لبنان وشعبه في سعيهم وراء مستقبل عادل وكريم ومزدهر ومستقرّ وسلمي".

تحركات الجنوب
ونظّمت اليوم مجموعات ثورة 17 تشرين في المناطق الدعوات إلى التظاهر والاحتجاج افتتاحاً لتحركات مرور عام على انطلاقة الثورة. جنوباً، نظّم حراك النبطية بعد ظهر اليوم مسيرةّ بعنوان "مكمّلين"، انطلقت من أمام النادي الحسيني في النبطية مروراً بالسوق التجاري ووصولاً حتى ساحة الحراك. وردّد المشاركون خلال التحرّك هتافات رفض التجويع والفساد والنهب، رافعين الأعلام اللبنانية ومؤكدين على استمرار الثورة حتى تحقيق المطالب. وفي صيدا، تجمّع العشرات من المحتجين وسط ساحة إيليا، وقطعوا الطريق بشكل جزئي. كما عمد عدد آخر على قطع الطريق أمام سرايا صيدا حاملين لافتات تؤكد على شعار "كلن يعني كلن مسؤولون عن إفلاس البلد وإفقار الناس" و"الوفاء لارواح الشهداء وعيون الأحرار، مستمرّون بـ17 تشرين". كما انطلقت مسيرة من ساحة إيليا باتجاه شركة الكهرباء.

بعلبك وجونيه
وبينما تجمّع العشرات من الناشطين أمام مدخل سرايا جونية، حاملين لافتات كتبت عليها شعارات "كلكن يعني كلكن" و"شرعيتكم سقطت في 17 تشرين"، نظّمت مجموعة "درابزين-17 تشرين" اعتصاماً في ساحة المطران في بعلبك حيث أكدوا على مطلب "المحاسبة حق للجميع". وباسم المعتصمين، ألقى مهند سلمان كلمة شدد فيها على "مواصلة التحرك من أجل الوصول إلى دولة ديمقراطية مدنية تحقق العدالة لكل مواطن". وقال: "بعلبك هي تاريخ الكرامة والعزة والعنفوان، تجمعنا فيها من المدينة ومحيطها، لنؤكد رفضنا للوضع الاقتصادي والمالي المنهار، والذي يزداد سوءاً كل يوم، نتيجة تراكم 30 سنة من الفساد والذي ما زال مستمراً".

طرابلس وعكار
وشمالاً، نفذت مكونات ثورة 17 تشرين في طرابلس، اعتصاماً شعبيا أمام سرايا المدينة، ثم انطلق المشاركون في مسيرة جابت شوارع المدينة بدأت بوقفة في ساحة النور- عبد الحميد كرامي حيث أدوا النشيد الوطني. وجابت الشوارع مسيرات دعت الناس إلى المشاركة في التحرك وفي المسيرة المقرّر تنظيمها في بيروت غداً. أما في عكار، فأقيم اعتصام أمام السرايا في حلبا احتجاجاً على توقيف ناشطين إثنين من الحراك في قضية حرق مكتب التيار الوطني الحر. وانطلق المعتصمون بمسيرة جابت شوارع حلبا مردّدين الهتافات وتوقفوا في باحة سرايا حلبا منددين بالفساد ومطالبين بالإفراج عن الناشطين الإثنين. ثم عادت المسيرة الى خيمة إعتصام حلبا حيث عقد لقاء تحت عنوان "المواجهة مستمرة"، وسط إجراءات أمنية مشددة للجيش في الشوارع المؤدية إلى خيمة الإعتصام.

رفض الحريري والبزري
وأصدر "تحالف المجموعات الثورية في لبنان"، الذي يضمّ 21 مجموعة من مختلف المناطق والمحافظات، بياناً أكد فيه الناشطون رفض ترشيح زعيم تيار المستقبل الرئيس السابق سعد الحريري ورئيس بلدية صيدا السباق عبد الرحمن البزري لرئاسة الحكومة. وجاء في البيان أنه "بعد الترشيحين المرفوضين لسعد الحريري من السلطة ولعبد الرحمن البزري من متسلقي الثورة، نُدين ونستنكر الحركات واللقاءات المشبوهة التي تديرها حضرة العجوز المتسلقة والاستغلالية ابنة الاقطاعيبن واصحاب القصور حياة إرسلان وكل من يتعاون معها والذين يستغلون تعب ثوار الأرض والشارع المنتفض ليقومون بحماقة لا تغتفر ومرفوضة بشكل مطلق بتسميتهم زلمة الاحزاب والسلطة". فوصف البيان ترشيح البزري بانه صادر عن أشخاص "لا ينتمون إلى الثورة، ونصنفهم بخانة متسلقين واستغلاليين والفاشلين لتحقيق اهدافهم واقطاعهم السياسي ضد الشعب وحقوقه، كما ندين ونرفض الحركة الفاشلة التي تقوم بها السلطة بترشيح اسم المرشح المرفوض والمحروق ثورياً وشعبياً ودولياً سعد الحريري". ودعا البيان إلى المشاركة الكثيفة في تحركات الذكرى الأولى لانطلاق 17 تشرين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024