تظاهرة بيروت: من حمل غير العلم اللبناني ليس منّا

وليد حسين

الإثنين 2019/11/04
في رد واضح وصارخ على التظاهرة الحزبية والفئوية للتيار الوطني الحر، بشقه الباسيلي، احتشد عشرات آلاف المواطنين في ساحتي رياض الصلح والشهداء، أتوا من معظم المناطق اللبنانية، بالرغم من تنفيذ تظاهرات في المحافظات بالتزامن مع تظاهرة بيروت المركزية.

العائلات والمجموعات
وعلى عكس التظاهرات الحاشدة التي شهدتها الساحتين سابقا، انحسر تجمهر المتظاهرين في مجموعات منظمة في ساحة الشهداء لصالح حضور الأفراد والعائلات. بينما بقيت ساحة رياض الصلح والمنطقة الممتدة إلى اللعازارية متسمة بحضور المجموعات بشعاراتها وهتافاتها والتي تفاوتت بين ابتداع أغنيات تحاكي نبض الشارع إلى هتاف إسقاط النظام وحكم المصرف والدولار.

أعاد حضور الأفراد، مواطنون ومواطنات يرفعون العلم اللبنانية والمجموعات التي لم تغادر الساحات طوال الفترة السابقة، التذكير بالتظاهرة الحاشدة يوم الأحد في 20 تشرين الأول، أي قبل إلقاء أمين عام حزب الله حسن نصرالله الحرم الشرعي على جمهوره في التظاهر إلى جانب اللبنانيين في الساحات، ودعوته للانسحاب من الشارع متهما السفارات بالوقف خلف انتفاضة اللبنانيين.

الإصبع الوسطى
إلى ذلك، شهدت ساحة رياض الصلح عودة مكبرات الصوت للمجموعات، رغم أن المشهد العام للتظاهرة بدا أقرب إلى التعبير الفردي عن الغضب اللبناني الجامع في كل الساحات. وفي رد مباشر على ما شهدته الساحتين من اعتداءات ومحاولات جرّ اللبنانيين إلى الاقتتال الأهلي، تمثل في هجوم جحافل حركة أمل وحزب الله على المتظاهرين على جسر الرينغ، عند مدخل الأشرفية.. ابتكر بعض المتظاهرين منصة عبارة عن ثلاثة مشانق، توالى ثلاثة أشخاص على تنفيذها. واحدة للحرب الأهلية وأخرى للطائفية وأخرى أيضاً للسلطة الحالية. إذ كتب أحد الأشخاص الذين نفذوا هذا المشهد الرمزي: "عندما أموت تبرعوا بجميع اعضائي للفقراء لكن إصبعي الوسطى للسلطة".

أعادت هذه التظاهرة إلى الشارع نبضه، وصوته الصادح "كلن يعني كلن". وتوالت الدعوات عبر المنصات إلى إعلان الإضراب العام يوم الاثنين، وسط وعود بقطع جميع الطرق لشل حركة البلد، خصوصاً أن المتظاهرين رأوا أن القوى السياسية ما زالت تماطل في تأليف حكومة جديدة تحاكي تطلعات اللبنانيين.

الرد على باسيل
بات تعداد المتظاهرين تفصيلا في صراع الشعب اللبناني المنتفض مع السلطة السياسية. فرغم سقوط الحكومة في الشارع ما زالت القوى السياسية تتصرف كأن شيئاً لم يحصل في الأسبوعين الفائتين. حتى أن الوزير المقال جبران باسيل عاد وكرر معزوفة المضي بالورقة الإصلاحية التي أسقطها الشارع، في خطابه إلى الجمهور العوني في بعبدا. وسعى جاهداً إلى إقناع المتسمرين أمامه بأن ما يطالب به المتظاهرون في الشوارع يصب في مسيرة "الإصلاح والتغيير"، لكن الرد أتاه من المنصة الوحيدة في ساحة الشهداء: "من حمل غير العلم اللبناني لا يمكنه أن يوهمنا بأنه يحمل مطالبنا.. كلن يعني كلن".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024