زياد حديدي.. ضوء "المدن" منطفئ

المدن - مجتمع

الإثنين 2021/04/05

شاب بكامل هيبته هوى. لحظة هدوء بعد ظهر أمس الأحد، حاضناً أسرته.. طفلتيه، ليا وهيا. ثم أتت تلك السكتة الغادرة. مات زياد حديدي، مهندس "المدن" بلا كلل، ليلاً ونهاراً، يحرس موقعها وصفحاتها، ينشرها بدأب، يمنحها حياتها الافتراضية، يصونها من غزوات إلكترونية، يحميها من الأخطاء والدخلاء، يرعاها كلمة وصورة.

كل ما نعمله، محررين وكتاباً ومصورين، ينتهي أمانة بين يديه الخبيرتين وعينيه اليقظتين. هو كهرباء "المدن" وضوؤها وصورتها وناشرها الحذق.

الشاب الطيب، الذي يجعله ذكاؤه يحرك رأسه مبتسماً وبأقل عدد من الكلمات، حين نكون ضاجين باجتماعاتنا، كان يستوعب صخب العمل كما يليق بمهندس انترنت، ومصمم مواقع إعلامية، وخبير صفحات التواصل الاجتماعي وخباياها.
زياد حديدي، منذ الصباح وحتى الفجر، يتابعنا ويرشدنا بحدسه وفطنته: هكذا يكون العنوان، هكذا ننتقي الصورة، هكذا ننتقي وقت النشر، هكذا نصمم الصفحات.

"الساهر" والمواظب، الجوّال في العوالم الافتراضية الذي لا يهدأ عن إرسال والتقاط كل خبر وكل حدث، كما لو أنه فرقة استطلاع في الميدان الشاسع للصحافة والميديا.
بعد ظهر اليوم الاثنين، يوارى الثرى في جبانة الشهداء، لنودع زميلاً لا يُعوّض.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024