كورونا الأربعاء: 333 حالة وست وفيات.. ويغزو الحدث وزغرتا

المدن - لبنان

الأربعاء 2020/03/25
أعلنت وزارة الصحة، يوم الأربعاء 25 آذار، عن ارتفاع عدد الحالات المثبتة مخبرياً إصابتها بفيروس كورونا إلى 333 حالة، بزيادة 29 حالة عن يوم الثلاثاء. لكن الخطير في بيان الوزارة تأكيدها وجود 50 حالة تم تشخصيها في مختبرات غير مرجعية، وتنتظر إعادة فحصها في مستشفى رفيق الحريري. وهو ما يرشّح ارتفاع الأرقام ويهدّد المزيد من اللبنانيين وخطر انتشار الوباء.

وعلى هذا الصعيد، انضمّت اليوم بلدية الحدث، أكبر بلدات قضاء بعبدا، إلى لائحة المناطق التي طالها الوباء، فأكدت السلطات المحلية فيها نقل المصاب إلى المشفى للعلاج، وعزل أهله ومن خالطوه منعاً للاختلاط. كما جاء تأكيد شركة الزعني في زغرتا إصابة موظفين من موظفيها بكورونا ليوسّع رقعة انتشار الفيروس، فعمدت الشركة إلى إيقاف عملها لمدة أسبوعين بهدف إحصاء حالات جديدة. ونتيجة ذلك، بات بالإمكان التأكيد على أنّ كورونا تفشّى في مختلف المناطق اللبنانية، خصوصاً أنّ نتائج إعلان التعبئة العامة وإجراءاتها تظهر نهاية الأسبوع الجاري.

الحريري وسيدة المعونات
أفاد التقرير اليومي لآخر المستجدات حول فيروس الكورونا، في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، عن وصول مجموع الحالات التي ثبتت مخبرياً إصابتها بفيروس الكورونا والتي عزلت في منطقة العزل الصحي في المستشفى 69 حالة، من ضمنها 9 حالات نقلت من مستشفيات أخرى.

إضافة إلى امتثال 4 إصابات بفيروس الكورونا للشفاء، ليبلغ مجموع الحالات التي شفيت تماماً من فيروس الكورونا منذ البداية إلى 20 حالة شفاء.

وتم تسجيل حالة وفاة لمصاب بفيروس الكورونا في وحدة العناية الفائقة الخاصة بمرضى الكورونا.

أما وضع المصابين بالكورونا مستقر، ما عدا ثلاث حالات وضعها حرج.

ومع إعلان مستشفى سيدة المعونات عن وفاة مريض مصاب بكورونا، يصل عدد حالات الوفاة بسبب الفيروس إلى ست. 

والمتوفي السادس بفيروس كورونا في لبنان يدعى بيديك أوغغاسيان، وهو يملك محلاً في برج حمود. وكان يعاني من مشاكل صحيّة عدّة أدّت الى تفاقم حالته بعد إصابته بالفيروس. ويبلغ المتوفي السادسة والأربعين من العمر وهو أب لابنة (14 عاماً) ولصبي (10 أعوام).

"انطلاق قطار التجهيز"
وأعلن وزير الصحة، حمد حسن، أنّ الوزارة باشرت بتنفيذ خطة للعمل في مختلف المستشفيات في المناطق والأقضية والمحافظة، مشيراً إلى أنّ "الرهان دائماً على المستشفيات الحكومية والآن نطلق قطار تجهيزها". وأكد حسن أنّ المرحلة الأولى اقتضت بتجهيز مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي "وفي المرحلة الثانية نحضّر المستشفيات الأخرى"، مع العلم أنه تم تسليم مستشفى بعلبك الحكومي جهاز فحص كورونا ومن المفترض أن يباشر العمل بهذا المشفى خلال الأسابيع المقبلة.

تمديد التعبئة العامة
وطغى فيروس كورونا على المواقف الرسمية بمناسبة عيد البشارة، فدعا رئيس الجمهورية ميشال عون اللبنانيين إلى التكاتف والتمسّك بالوحدة والعيش معاً. كما أعرب رئيس الحكومة، حسان دياب، عن أن "يكون عيد البشارة بشارة قريبة بخلاص لبنان من أزماته وأن يزول كابوس وباء كورونا عن اللبنانيين بمساعدة اللبنانيين أنفسهم. نتضرّع إلى الله أن يمنحنا بشارة خير". وتأتي هذه المواقف قبيل ساعات من تمديد مجلس الوزراء تطبيق إعلان حالة التعبئة العامة، حيث من المفترض اتّخاذ قرار التمديد في الجلسة الحكومية المقرر عقدها يوم الخميس.

تشديد الإجراءات
وبانتظار هذا القرار تستمر القوى المسلحة والأمنية بتطبيق إجراءات التعبئة العامة للحدّ من التجوّل والتجمّعات. وفي هذا الإطار، أصدرت قوى الأمن الداخلي تعليمات جديدة للتنقل في السيارات العمومية والخصوصية والشاحنات والدراجات، فأشارت إلى أنه بخصوص السيارات العمومية والخصوصية يسمح بثلاثة أشخاص والسائق ضمناً، وعليه ارتداء كمامة. لكن تستثنى الآليات التي تنقل مصابين بالوباء بموجب تقرير طبي. أما في ما يتعلق بشاحنات نقل الخضار والمواشي والمواد الغذائية والشاحنات المبردة لنقل الحليب والألبان والأجبان وشاحنات نقل البضائع الزراعية، فيسمح بشخصين: السائق ومعاون له، مع وجوب ارتداء كمامة وقفازات. كما أكدت القوى الأمنية في إجراءاتها أنه يحصر عمل شركات نقل الأموال من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثالثة، ويسمح لآلياتها نقل أربعة أشخاص والسائق ضمناً، وأنه لا يسمح لأصحاب الدرجات النارية نقل أي شخص غير السائق.

استعدادات المستشفيات الخاصة
وبينما استمرّ الالتزام العام بإجراءات التعبئة العامة، بشكل شبه كامل في مختلف المناطق اللبنانية، أكد المركز الطبي في ​الجامعة الأميركية​ في ​بيروت​ أنه أنجز بـ"أقل من عشرة أيام تجهيز قسم خاص لاستقبال إصابات الفيروس في مبنىً منفصل تماماً عن باقي المباني في المركز الطبي هو المبنى 56". وأكد المركز عزل القسم بالكامل وتجهيزه ليتناسب مع التقنيات الخاصة بالفيروس، مؤكداً التواصل والتنسيق الكامل مع وزارة الصحة ومستشفى رفيق الحريري. وعلى الصعيد نفسه، أعلنت إدارة ​مستشفى قلب يسوع "انتهاء العمل بتجهيز القسم الخاص باستقبال ​حالات​ ​كورونا​، وهو مفصول كليا عن باقي الأقسام، وجهز لوجستياً وتمريضياً وطبياً". وناشدت، في بيان صادر عنها، الجهات الرسمية والخاصة "إمداد المستشفى بالمستلزمات الضرورية لمكافحة كورونا"، حماية لطاقمها الطبي والتمريضي وتطويراً لقدرات استقبال المصابين بالفيروس. 

جهاز التنفس الاصطناعي
ومن جهة أخرى، أعلنت ​جامعة القديس يوسف​ في ​بيروت​ و​مستشفى​ ​أوتيل ديو​ الجامعي تبنيهما نموذجاً (Prototype) لجهاز تحكم بالتنفس الاصطناعي، قدمته شركة "آي نتورك أوتوميشن" (I.Network Automation) لمؤسسها وصاحبها المهندس كسرى صقر. وأضاف البيان الصادر عن الجهتين إلى أنّ كلفة تصنيع هذا الجهاز لا تتعدّى الألفي دولار أميركي وأنه "من المتوقع أن تستغرق مرحلة الاختبارات أسابيع، بعدها يصبح بالإمكان تصنيع الجهاز واستخدامه طبياً". فينضمّ هذا الجهاز إلى مجموعة من المبادرة القنية التي تم إطلاقها بهدف تأمين أجهزة التنفس الاصطناعية لمعاجلة مصابي كورونا، في ظل قلق من مستمر من الحاجة إلى هذه الأجهزة غير المتوفرة بأعداد كبيرة في المستشفيات اللبنانية. مع العلم أنّ وزارة الصحة أعلنت استدراج عروض أسعار للمرحلة الأولى (المدى ​القصير​)، من عملية تأمين التجهيزات الطبية اللازمة لمكافحة ​فيروس كورونا​ المستجد، فطلبت من جميع المهتّمين التقدم بعروض أسعار مستعجلة لسبيع جهاز تنفص اصطناعي في مهلة أقصاها يوم الثلاثاء. 

تعقيم مخيمات اللاجئين
وعلى صعيد آخر، أعلن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام في بيان اليوم، أنّ المديرية "تابعت لليوم الرابع على التوالي عمليات تعقيم مخيمات النازحين السوريين للوقاية من انتشار وباء كورونا، وقامت دوريات من المديرية - دائرة الأمن القومي - بالتنسيق مع عدد من البلديات وهيئات المجتمع المدني بالإشراف على أعمال تعقيم 119 مخيماً وعدد من التجمعات السكنية للنازحين (اللاجئين) السوريين". وأشارت المديرية في البيان نفسه إلى أن عمليات التعقيم شملت مناطق مختلفة منها البقاع (23 مخيّماً) والشمال (23 مخيماً و7 تجمعات) والجنوب (3 مخيمات، إضافة الى كافة التجمعات المنتشرة على طول الطريق العام الممتد من بلدة دير قانون رأس العين، القليلة، مفرق السماعية).

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024