الثورة المدنية تنفجر فرحاً وتنجز استقلال الشعب اللبناني

وليد حسين

الجمعة 2019/11/22
على عكس المعتاد، انزوى أركان السلطة في وزارة الدفاع، لحضور مراسم عيد الاستقلال والعرض العسكري، تاركين قسراً ساحة الشهداء لثوارها ومواطنيها، الذين نزلوا بجميع قطاعاتهم المهنية والأهلية لتنظيم عرض مدني يليق بثورتهم المستمرة للشهر الثاني على التوالي.

هروب "المسؤولين"
هي المرة الأولى التي ينزل فيها الشعب اللبناني ويحتفل بعيد الاستقلال، ويقوم بتنظيم كل احتفاليته من العرض المدني إلى الموسيقى والكلمات والهتافات، بعد أن كان ممنوعاً عليه حتى مجرد المشاركة في احتفال الاستقلال، الذي كان محصوراً بالمسؤولين والمدعوين وبطانتهم، كما قال أكثر من متظاهر لـ"المدن".

نقل أركان السلطة احتفالهم إلى اليرزة، وربما تحججوا بعدم الصدام مع المتظاهرين في تنفيذ العرض العسكري المرافق لعيد الاستقلال في ساحة الشهداء وشارع شفيق الوزان كالمعتاد. لكن هروب المسؤولين إلى خلف أسوار اليرزة أتى بعد أن احتل المواطنون الساحات وهشّموا صورهم وهيبتهم، وقرروا الاحتفال بالاستقلال المستقل عن السلطة المُطالَبة بالرحيل.

بدأ صباح الاستقلال المواطني بحضور المواطنين من جميع المناطق اللبنانية، ومن مختلف القطاعات المهنية والفئات الاجتماعية. وكان لافتاً حضور اللبنانيين من دول الاغتراب للمشاركة في هذا العيد الأول الذي ينظمه الشعب اللبناني.

شعلة الاستقلال
من عكار، ومروراً بطرابلس، وجميع المحطات على الأوتوستراد الساحلي، حيث لاقاهم المواطنون في البترون وجبيل وجل الديب، انطلق موكب "شعلة الاستقلال" لينضم إلى المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح رافعين العلم اللبناني، وينخرطوا جميعاً في العرض المدني الذي أقامه الناشطون. كما حضر المواطنون من البقاع والجنوب بسياراتهم وبحافلات صغيرة لملاقاة الثوار في ساحة الاستقلال.

أما في بيروت فقد انطلق المتظاهرون من أكثر من منطقة. من الحمرا انطلقت مسيرة للموسيقيين. ومن المتحف انطلقت مسيرة لمواطنون ومواطنات تحت شعار "استقلالنا عن استغلالكم" وانضموا إلى مسيرة تجمع مهنيون ومهنيات التي انطلقت من أمام بيت بيروت، في السوديكو وصولاً إلى ساحة الشهداء. وأتت هذه مسيرة تحت شعار "من أجل استقلال الثقافة عن فساد السلطة والرقابة والقمع وهيمنة رأس المال والسلطات الدينية والمحاصصة الطائفية ونحو ثقافة تعددية حرة" وانضم إليها أطباء وممرضون وصيادلة وأساتذة جامعيين وطلاب ومعلمون ومحامون وفنانون ومواطنون من مختلف القطاعات المهنية.

35 فوجاً
رفع المتظاهرون في هذه المسيرة لافتات كتب عليها "معاً لنعش ونحمي استقلال لبنان"، و"استقلال الليرة عن الدولار"، و"انا طالب مسرح وما بعرف مثّل أدكن"، و"انا طالب حقوق رح رجع حقي"، و"استقلالنا ببلش بحكومة انتقالية مستقلة". لافتات وهتافات كثيرة تعبر عن مطالب قطاعية واجتماعية واقتصادية وتدعو إلى الثورة ورحيل السلطة وتغيير النظام، كما لافتات الاستهزاء من مماطلة القوى السياسية في تشكيل حكومة جديدة: "لبنان جيعان بدنا حكومة مش طبخة بحص" كتبت إحدى المتظاهرات. أما الأطباء فرفعوا لافتات كتب عليها "للأطباء والجيش قسم واحد رعاية الشعب"، وراحوا يهتفون "يا طبيب قوم طالب تا نحقق كل المطالب".

على وقع الهتافات الثورية "ثورة ع الفساد، ثورة على العنصرية والطائفية والعائلية والذكورية" و"طاق طاق طاقية بدنا دولة مدنية"، و"هيدي ثورة شعبية، كلن كلن حرامية" سار المتظاهرون خلف لافتة كبيرة كتب عليها "لبنان ينتفض" إلى ساحة الشهداء وانضموا إلى المواطنين الذين أنضووا في أفواج قطاعية تحضيراً للعرض المدني الذي شارك فيه آلاف المواطنين.

على عكس العرض العسكري المنضبط والرتيب بحركته وموسيقاه، سارت الأفواج المدنية على وقع موسيقاها وهتافاتها تتقدمها أعلامها الخاصة. وخلافاً لأعياد الاستقلال التي كان المواطنون لا يبالون لها ولا يتحمسون ربما حتى لمشاهدتها على شاشات التلفزة، تجمع المواطنون على جانبي الطريق مستقبلين الأفواج المدنية رافعين الأعلام اللبنانية وصرخات "ثورة، ثورة".



شارك في العرض المدني نحو 35 فوجاً ضم مجموعات كبيرة وصغيرة شارك فيها مئات المواطنين. أما الأفواج المشاركة والتي وصل عدد المشاركين إلى ثلاثة آلاف شخص فهي: فوج الدراجات، وفوج الإرادة (الأشخاص المعوقين) وفوج العسكريين المتقاعدين، وفوج المعلمين (ارتدوا سترات كتب عليها "العلم نور الوطن" وهتفوا "ألف باء بوباية انا بكتب على اللوح وانتوا بتقروا ورايي: حرف الثاء ثورة")، وفوج البيئة، وفوج المحامين، وفوج طلاب المدارس (هتفوا يا طالب قوم طالب وحقق كل المطالب)، وفوج اساتذة الجامعات، وفوج طلاب الجامعات، وفوج الأمهات (حضرن مع اطفالهن)، وفوج الأشبال، وفوج الآباء، وفوج الأطباء، وفوج الصيادلة، وفوج الإعلام، وفوج الخبراء والمكافحة (هتفوا فاسدين زعران سرقتوا المال العام)، وفوج الزراعة، وفوج المهندسين، وفوج الإيقاع، وفوج العمال، وفوج الصناعيين (هتفوا ثورة حرية صناعة وطنية)، وفوج المواصلات (هتفوا توت توت عا بيروت هيدي الثورة ما بتموت)، وفوج الاندفاع، وفوج حقوق النساء (هتفن حق حرية دولة مدنية)، فوج الحرفيين، وفوج التجارة (هتفوا فليسقط حكم الدولار)، وفوج الفنانين، وفوج رجال الأعمال، وفوج المبدعين، وفوج الطاقة (هتفوا طاق طاق طاقية بدنا الطاقة يومية)، وفوج الرياضة، وفوج السياحة (هتفوا هيلا هيلا هو بدنا سياح يا حلو)، وفوج الطناجر، وأفواج المناطق.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024