أهالي الموقوفين باقون في الشارع

رنيم البزري

الثلاثاء 2015/09/15
لن تكون هذه الليلة كمثيلاتها بالنسبة لأهالي الموقوفين على خلفية المشاركة في الحراك الشعبي، الذين قرروا، بعد اعتصام مساء الثلاثاء أمام وزارة الداخلية في الصنايع، البقاء في الشارع حتى الساعة التاسعة من صباح غد الأربعاء للانطلاق الى المحكمة العسكرية، مؤكدين أنهم "مش رح نطلع حتى كل معتقل يطلع". بدا الغضب واضحاً على وجوه المعتصمين الذين نفد صبرهم وهم ينتظرون أبناءهم وإخوانهم، فلم يهدّئهم الحديث مع أحد العمداء، الذي توجه إليهم للتفاوض بغية فتح الطريق أمام الوزارة، الا أن محاولته باءت بالفشل. وهذا ما استفز الأهالي فتصاعدت صرخاتهم من جديد. صرخات الأهالي لم توجه إلى العميد فحسب، بل الى السيارات التي ظنّ سائقوها أنهم يستطيعون اختراق المظاهرة، مجربين تحفزيهم على التضامن معهم، الا أن أحداً لم يتجاوب. 


يصرخ بعض الأهالي ساخرين مما قاله العميد، فهو "يريدنا أن نعطيه وقتاً لكي يتصرف"، كأن الوقت الذي مضى على توقيف أبنائهم غير كاف. كما عبر بعضهم عن استيائهم من المعاملة التي يلاقاها أبناؤهم في السجن، حيث يُمنع على الأهل ادخال المأكولات لهم، "وكأننا سنزودهم بالحشيشة والمخدرات"، على ما قال أحد ذوي الموقوفين. وقد أفادت شقيقة الموقوف حسين علول، البالغ من العمر 16 عاماً، أنه "يتعرض للضرب أحياناً وهم يمنعون عنه وعن رفاقه الطعام، هذا الى جانب التكتم عن مكان توقيفه في الأيام الأولى".

وبحسب المحامية غيدا فرنجية، وهي من لجنة المحامين التي تتابع قضية الموقوفين، فإن "هناك 19 موقوفاً، ونحن نتاع قضية 15 شخصاً تقريباً، من بينهم 6 من القاصرين، الذين قرر القضاء العسكري الابقاء على توقيفهم. لكن كيف يوقف القاصرون مع الراشدين، وهذا يعد مخالفاً للقانون؟ كما أن فترة التوقيف طويلة بالنسبة للتهم الموجهة اليهم".

وأكدت فرنجية أنهم يطالبون بـ"اخلاء سبيلهم، خصوصاً أن زيارة الأهل لأولادهم صارت مسألة صعبة، بلا أسباب واضحة، كما أننا قلقون على وضعهم الصحي، فقد تعرض بعضهم للعنف في التحقيقات الأولية". في المقابل، إستنكر أسعد ذبيان، من حملة "طلعت ريحتكم"، التوقيف التعسفي لهؤلاء الشبان، مؤكداً على دعم الحراك لقضيتهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024