نحو 80% من اللبنانيين مصابون بهذه الباكتيريا.. ما هي؟

مريم سيف الدين

الأربعاء 2017/10/11

ارتفعت في السنوات الثلاث الماضية نسبة اللبنانيين المصابين بباكتيريا H Pylori، التي تسبب مشاكل وأمراضاً في المعدة، لتراوح بين 78 و83%، بعدما كانت بين 65 و73% حداً أقصى في سنوات سابقة. ويقترب لبنان من نسبة الاصابة بهذه الباكتيريا في الدول الأكثر تأخراً، مثل الهند ومصر، التي تبلغ نسبة الاصابة بها نحو 90%، وفق دراسات تحدث عنها لـ"المدن" الدكتور موريس صيقلي، الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي.

ما هي هذه الباكتيريا؟
لدى الإصابة بها، تعيش هذه الباكتيريا في غشاء المعدة. ويختلف نشاطها وتأثيرها وفق المصاب بها. قد يتمكن المصاب من التخلص منها في حال امتلك مناعة كافية. لكن، يمكن أيضاً حمل هذه الباكتيريا لفترات طويلة من دون الشعور بأي عوارض، في حين أنها تبدأ نشاطها بتدمير الغشاء الواقي للمعدة. ما يعرض جدار المعدة بشكل مباشر للأسيد ويسبب تقرحات.

مع الوقت يؤدي نشاطها إلى التهابات مزمنة وازدياد التقرحات التي قد تكبر وتنزف. ما يسبب تغير شكل خلايا المعدة، فتتحول إلى خلايا تشبه خلايا الأمعاء. وقد تتطور الحالة أكثر لتتحول الخلايا إلى نوع غير محدد، وصولاً إلى تفاقم المشكلة بشكل أخطر والإصابة بسرطان المعدة. وتترافق هذه التغيرات مع شعور بالألم في المعدة، والإنزعاج أثناء تناول الطعام وبعده.

تنتقل هذه الباكتيريا عبر تناول الطعام والشراب الملوث، أو عبر مشاركة الأغراض الشخصية للمصاب وتناول الطعام والشراب من صحنه وكوبه.

ويعود السبب الأساسي لارتفاع نسبة المصابين بها، في لبنان، إلى ازدياد مشكلة التلوث. وقد أثرت أزمة النفايات الشهيرة بشكل مباشر في رفع نسبة الإصابة. كما أدت الزيادة السكانية دوراً في تفاقم هذه المشكلة، وفق صيقلي.

كيف يمكن الكشف عنها؟
كشف وجود هذه الباكتيريا سهل. ويتم غالباً عبر المنظار الذي يمكّن الطبيب من رؤية المعدة وملاحظة التغيرات وأخذ خزعة. وفي الحالات الأقل سوءاً، يمكن الكشف عن وجودها عبر فحص النفس من دون الحاجة إلى المنظار. أما العلاج فيكون باعطاء المريض مضادات حيوية. لكن، في حال التخلص من الباكتيريا بعد تمكنها من تدمير جدار المعدة، فإن الأمر يستدعي متابعة المريض باستمرار من قبل الطبيب.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024