صدمة الحساسية بلقاح كورونا على المحقونين والمحقونات بالبوتوكس والفيلر

وليد حسين

الأحد 2021/02/21

ليس هناك من موانع لأي شخص بتلقي اللقاح. المانع الوحيد وجود تحسس عند الأشخاص المعروف بـChoc Anaphylactique، أي "صدمة تحسسية المفرطة"، وليس أي نوع من الحساسية. ورغم ندرة هذه الحالة عالمياً، أشخاص كثر يجهلون إمكانية تعرضهم لها. فهو عبارة عن تحسس ليس من أدوية معينة، بل ولا حتى من أشياء كثيرة في الطبيعة، تشاء الصدف عدم تجربتهم لها. لكن حداثة اللقاح استرعت اهتماماً بهذا الشأن، وبات كل شخص يتلقى اللقاح ملزم بالخضوع للمراقبة لمدة معينة (نصف ساعة على الأكثر) قبل الخروج من مراكز التلقيح.

"الحساسية المفرطة"
ومن أعراض التحسس على لقاحات كورونا، ظهرت دراسات سابقاً عن وجود تحسس يصاب به الأشخاص الذين يستخدمون حقن الفيلر والبوتوكس لمكافحة التجاعيد أو لأغراض تجميلية. وظهرت عند أشخاص تلقوا لقاحات موديرنا. وعادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية وأكدت أن هذا النوع من التحسس يعتبر من ضمن الأعراض الطفيفة. ولفتت إلى أنه حتى التحسس الشديد منها يعالج ببعض أدوية الحساسية، بعدما أجريت دراسة واسعة، كما أكد الطبيب بالأمراض الجلدية والزهرية والتجميل، نمر سليم لـ"المدن".

وشرح أن "الحساسية المفرطة" هي رد فعل الجسم على أي مادة معينة أو دواء أو حتى لدغة نحلة مثلاً. وهي غير مرتبطة بلقاح كورونا، بل تحدث أحيانا بعد حقن المريض بأي نوع من الأدوية، حتى أنها أحيانا تحصل في غرفة العمليات بعد تلقي حقنة البنج مثلاً.

عندما تدخل هذه المادة إلى الجسم يشعر أن مكوناً غريباً دخل إليه ويفرز مادة الهيستامين بشكل مفرط عند هؤلاء الأشخاص، وتؤدي إلى تورم الشفتين واللسان والحنجرة والأنف، وتسبب ضيق تنفس قوياً وهبوطاً حاداً بضغط الدم، يمكن أن يصل إلى الصفر ويدخل الإنسان بغيبوبة. ومن أعراضها تسارع نبضات القلب أو العكس انخفاض حاد بنبضات القلب.
ولفت إلى أن هذه الأعراض تبدأ بعد دقائق قليلة من تعرض الجسم للتحسس على مادة معينة عند أي شخص يعاني من الحساسية تجاهها. وغالباً ما ننصح المرضى المعرضين لهذه الأعراض باقتناء أدوية مضادة للحساسية وحملها معهم دائماً.

الجرعة الثانية
وشرح أن هذا التحسس المفرط شديد الخطورة في حال عدم تداركها، وعدم تلقي الشخص المساعدة في الوقت المناسب. لكن في حال وجود طبيب فلن تشكل أي خطورة، لأن طرق مداواتها متعارف عليها. وغالباً عندما يصاب أي مريض في العيادة بهذا التحسس نعالجه بحقنة مضادة للهيستامين، وفي بعض الحالات بحقن كورتيزون، أو حتى بحقنة أدرينالين في عضلة القلب مباشرة في الحالات المتقدمة.

وطمأن أن هذه الحالات نادرة الحدوث. ولأن لقاح كورونا حديث، يحتاط الأطباء في مركز التلقيح لهذا الأمر، ويطلبون من المرضى المكوث لنحو نصف ساعة قبل الخروج إلى البيت. والمسألة لا تقتصر على الجرعة الأولى من اللقاح، فقد تحصل حالات التحسس هذه بعد تلقي الجرعة الأولى، لكنها أكثر حدوثاً عند تلقي الجرعة الثانية بعد نحو ثلاثة أسابيع، لأن الجسم يكون قد شكل مناعة وأجساماً مضادة على المواد التي يحقن بها في الجرعة الأولى، وبالتالي تصبح مضاعفات الصدمة التحسسية أشد، بعد الجرعة الثانية.  

وحول التحسس على حقن البوتوكس والفيلر بعد لقاح كورونا، أكد أن أي لقاح يتلقاه الانسان قد يؤدي إلى تحسس. وأوضح أنه بحال الحقن بالبوتوكس لا يحصل أي تحسس عادة بعد تلقي أي لقاح. فمفعول البوتوكس في الجسم يتحقق بعد نحو عشرة أيام من حقنه، أي يخفي التجاعيد عبر شل عصب العضلات بشكل طفيف. ويختفي الدواء ويبقى أثره فقط. بينما في حالة الفيلر، فهي مادة شبيهة بدهن الانسان، وتبقى في مكان الحقن، لستة أشهر، أي تاريخ انتهاء مفعولها. وهي بمثابة جسم غريب على الجسم، وعندما يتلقى الانسان أي لقاح أو حتى أدوية معنية قد يتحسس عليها في مكان حقن الفيلر. حتى أن بعض الأشخاص الذين أعالجهم، أصيبوا بتورم وانتفاخ وتحسس في مكان حقن الفيلر بعد الإصابة بكورونا، وجميعهم عولج بوقت قصير.   

وأضاف أن دراسة أجريت في أميركا على أكثر من 30 ألف مواطن من الذين يستخدمون الفيلر، أظهرت أن نسبة بسيطة منهم عانوا من احمرار وتورم بعد تلقي لقاح كورونا. لكن جميع هذه الحالات تعالج بأدوية الحساسية العادية ويعود الإنسان إلى طبيعته بعد نحو ثلاثة أيام.

وشدد أن أطباء الجلد المتخصصين بالتجميل يطلبون من جميع الأشخاص الذين يعالجون التجاعيد بالبوتوكس أو الفيلر، عدم تلقي لقاحات وأدوية عدة لفترة أسبوعين من العلاج.  
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024