المدن - مجتمع
ووضعت الجمعية نفسها بتصرف العمدة لتزويده بكل المعلومات المتوفرة، طالبة منه التحقق من صحة المعلومات المتداولة وملاحقة المتورطين، مدينة أي تصرف من هذا النوع، معلنة أنه لا يشرّف اللبنانيين في الكونغو.
وأطلقت الجمعية نداءً إلى السلطات الكونغولية للقيام بتلف شحنة الأرز ومنع خروجها من الكونغو، وتطبيق القوانين بصرامة وحزم ضد الشخص المعني (التاجر اللبناني: س. ص)، وصولاً إلى محاكمته وطرده من الكونغو. ودعت إلى تطبيق جميع الاجراءات الرسمية المعتمدة للدخول إلى الكونغو بحق جميع اللبنانيين، معلنةً عن جاهزيتها للتعاون مع شعب الكونغو في ما يخدم العلاقات الجيدة بينهما.
وتكشف هذه الحادثة عن سبب من الأسباب التي تكمن خلف ما يعتري علاقات الجاليات اللبنانية في المهاجر الأفريقية بالسكان "الأصليين" أو المحليين، الذين ينعتهم بعض اللبنانيين العنصرييين: "العبيد". كما تكشف أيضاً عن الصلة الوثيقة بين شبكات القرصنة والاحتيال والفساد و"السلبطة" في لبنان "المقيم" ولبنان "المغترب"، على ما تعودت الرطانة اللبنانية التي تتغنى بـ "الانتشار" اللبناني في العالم.
معلومات القنصل
وتوسيعاً للمعلومات حول القضية، اتصلت "المدن" بالقنصل المعين في الكونغو محمد عاصي - وهو لم يتسلم مهامه بعد - فأشار إلى أن اجتماعاً جمعه برئيس الجالية اللبنانية أحمد الحاج وعدد من أعضاء الجالية، فخلصوا إلى أن السيد (س. ص) المتورط بالعملية جاء إلى الكونغو من دون علم مسبق من أحد، ولم يساعده أحد من الجالية. وأشار إلى أن أحداً لم يوافق على اللقاء به، والجميع تبرأ منه، فأسرع إلى المطار في سيارة تاكسي، وغادر الكونغو على متن طائرة أثيوبية.
وأكد المجتمعون - حسب عاصي - أن الرجل أدخل شحنة الأرز على مسؤوليته الخاصة، حسبما تفيد مستندات الترانزيت، وأن الجالية اللبنانية في الكونغو "تعمل مجمعة في خدمة بلدها الثاني، ولا ترضى بأي ضرر يسببه أي كان للدولة الكونغولية". ثم لفت إلى إن البيان الموقّع باسم رئيس جمعية الصداقة اللبنانية الكونغولية، سُحب من التداول، لأنه يضرّ بمصالح اللبنانيين، وسيتابع رئيس الجمعية أحمد الحاج القضية مع السلطات المحلية لتلافي تداعيات الفضيحة.