ظاهرة "مطر حزيران": حشرات النمنوم تجتاح طرابلس والشمال

المدن - مجتمع

الأحد 2019/06/09

ما أن انتهت شتوة حزيران المفاجئة، ظهيرة السبت في 8 حزيران 2019، حتّى اجتاحت طرابلس وعدد من قرى وبلدات الساحل في الشمال، أعداد هائلة من حشرات "النمنوم"، انتشرت أينما كان، في الطرقات وداخل المقاهي والمنتجعات والحدائق والمنازل، ما أدّى إلى حالة من الإرباك والهلع في صفوف المواطنين، الذي احتاروا بأمرهم في كيفية التعاطي مع هذا النوع من الحشرات، وقد نشروا الفيديوهات والصور التي تتعقب تحركات النمنوم. 

وبعد مناشدات المواطنين وهلعهم من هذه الظاهرة الغريبة، وكذلك مناشدة فرق جهاز الطوارئ لإيجاد حل لمكافحة آفة النمنوم المنتشر بكثافة، استنفر جهازا مكافة الحشرات في بلدية طرابلس، وفي اتحاد بلديات الفيحاء، وباشرا حملة كبرى لرش ومكافحة بعوض النمنوم الذي اجتاحت أعداد هائلة منه طرابلس ومدن الفيحاء والشمال، وشملت الحملة معظم أحياء طرابلس، الميناء، القلمون، البداوي ووادي النحلة. وفي عكار أيضًا، اجتاحت الحشرات مناطق عدة، إثر زخات البرد. 

من جهته، نصح جهاز المكافحة بـ"ضرورة إغلاق النوافذ والأبواب تفادياً لدخول النمنوم"، لا سيما أنّ هذا النوع من الحشرات ينجذب إلى الإنارة، لذا "يُنصح باطفاء الأنوار الداخلية والخارجية تجنبا لدخولها المنازل".

وبعد انتشار حشرة النمنوم، سارع المواطنون نحو المحلات التجارية للحصول على دواء مكافحة هذه الحشرة والتخلص منها. وفيما تناقلت معلومات أن عددًا كبيرًا من المنتجعات البحرية في القلمون جرى إخلاؤها من روادها، نتيجة الانتشار الكثيف للنمنوم، يشير عضو بلدية طرابلس سميح حلواني لـ"المدن"، أنّه فور انتشار الخبر حول هذه الظاهرة، بعد أن ضرب المطر والبرد المناطق الجردية في الضنية وعكار، "سارعت بلدية بلدية طرابلس واتحاد بلديات الفيحاء إلى البدء بعمليات الرشّ المكثفة ليل السبت، وقد استمرت حتّى الساعة الثانية بعد منتصف الليل". كذلك، منذ صباح يوم الأحد، "استكمل جهاز المكافحة عملية الرشّ، ويستخدم الاتحاد جميع آلياته، وستستمر الحملة حتّى القضاء على الظاهرة بشكلٍ كلي".

من جهته، طمأن المدير العام لوزارة الزراعة، لويس لحود، المواطنين بعدم الهلع والخوف من حشرة "النمنم" (أو النمنوم)، التي ظهرت على الساحل اللبناني نتيجة العوامل المناخية. وأكد لحود أن فرق وزارة الزراعة أخذت عينات منذ الصباح، وأرسلتها إلى المختبرات.

يُذكر أنّ حشرات النمنوم في هذا الموسم من العام، تستقرّ على الأشجار وبين الحشائش والنبات، لكنّ التحول المناخي الذي أدى إلى تساقط الأمطار في حزيران، دفعها إلى هروبٍ غير مسبوق، فاجتاحت القرى والمدن، وحتّى أنّها تسللت داخل أثواب كثير من المواطنين، وهو ما يدفع إلى الحذر منها في مناطق لبنانية أخرى، إذا تكررت ظاهرة "مطر حزيران".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024