بلدية طرابلس في غرفة العناية الفائقة

بشير مصطفى

الجمعة 2018/12/14
تتوالى الأزمات على بلدية طرابلس، منذ فوز اللائحة التي ترأسها المهندس أحمد قمر الدين، المدعومة من اللواء أشرف ريفي. بعد مرور نحو عامين على انتخاب المجلس، دخلت العلاقات المتوترة بين أعضاء البلدية إلى "غرفة العناية المركزة"، خصوصاً في ظلّ "غياب المصلحين". فقد خرجت الخلافات بين أعضاء المجلس والرئيس من دائرة الهمس إلى الإتهام المباشر. وراح البعض يكيل الإتهامات بعدم إتباع الأصول القانونية والشفافية في التلزيمات ووضع دفاتر الشروط في إتحاد البلديات. هذا فضلاً عن أن البعض يرى أنها تثقل كاهل بلدية طرابلس دون غيرها من المدن التي تشكل الإتحاد. وفي ظلّ المخاوف من تكرار تجربة المجلس السابق، الذي ترأسه نادر غزال، والذي تعطّل جرّاء التجاذبات السياسية، ثمة من يرى أن المجلس البلدي بات على حافّة الانفجار.

تخبط إتحاد البلديات
يؤكد عضو بلدية طرابلس باسم بخاش، في حديث إلى "المدن"، أن دفتر الشروط الذي وضعه مجلس إتحاد بلديات الفيحاء (طرابلس، الميناء، القلمون، البداوي)، لتلزيم تعبيد الطرقات بقيمة خمسة مليارات ليرة، سقطت عليهم فجأة ومن دون سابق إذار. ورغم كون المسألة تعتبر قانونية من الناحية الإجرائية، إلّا أنها لا تلائم واقع البلديات والمنفعة العامة. فعوضاً عن إتخاذ قرارات لإقامة مشاريع إنتاجية وإنمائية، لصالح المدن الأربع، يتجه المجلس نحو صرف مبالغ إضافية على "الزفت"، رغم كونه ليس من إختصاصه. ورغم أن هذه التجربة ستبوء بالفشل، إسوة بتجربة عدم إيجاد حل لمشكلة "جبل النفايات"، يعتقد بخاش أيضاً أن القرار يعبّر عن تخبط رئاسة الإتحاد، وتماديها في زيادة عجز ميزانية الإتحاد، الذي قارب مئة وستين مليار ليرة.

الشفافية
لا تقتصر المشكلة، من وجهة نظر الأعضاء المولين لبخّاش، على عدم ملاءمة مشاريع "الزفت" للواقع وحسب، بل هناك تساؤلات حول الشفافية، والإستعجال في تمرير دفتر الشروط، بعيداً عن رقابة الأعضاء. فعلى سبيل المثال، لزّمت بلدية طرابلس مؤخراً تعبيد طرقات المدينة إلى شركة soteg دبوسي بقيمة 2،7 مليار ليرة، وكلفت مكتب الاستشاري الهندسي مروان صابونجي لمراقبة الأعمال، التي لم تبدأ بعد. فما الحاجة إلى "زفت" الإتحاد الإضافي، في وقت لم تبدأ البلدية بتنفيذ مشروعها بعد، يتساءل الأعضاء؟ وما يزيد المسألة سوءاً أن ميزانية بلدية طرابلس فيها وفر بتسعين مليار ليرة حالياً، وتتحمل عبء 75 في المئة من مشاريع الإتحاد.

"زفت" انتخابي
يعتقد بخّاش أن "زفت" الإتحاد، يتزامن مع استحقاق تجديد الثقة لرؤساء البلديات، أو حجبها، الذي يفترض أن ينجز في الأشهر المقبلة. ما يرجّح فرضية تورّط أعضاء الإتحاد بتوزيع الزفت الإنتخابي، وتعبيد الطرق أمام أبواب السياسيين، من أجل تجديد ولايتهم للسنوات الثلاث المتبقية.

سيستغرق وضع دفتر الشروط حوالى الشهرين لإنجازه، الأمر الذي ينعكس على تحديد مصير رؤساء البلديات الأربع، لا سيما في ظلّ وجود الاعتراضات عليه. إذ توعّد بخاش بعرقلته أمام ديوان المحاسبة، معلناً أنه سيتقدّم مع مجموعة من زملائه بشكوى لجلاء حقيقة الملف.

السوشال ميديا
ينفي بخاش طرح نفسه كبديل للرئيس الحالي قمر الدين، معتبراً أن انتقاداته، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لحثّ الرأي العام، وتعزيز الشفافية. أما قمر الدين فلا يعير حملات السوشال ميديا إهتماماً، خصوصاً أنه ليس من مستخدميها. ويفضّل العمل على الأرض ودراسة الوقائع والملفات على متابعة "بوستات" الناس. وإذ يعتبر أن الاتهامات بعدم الشفافية التي أثارها بخاش بحقه معيبة، أوضح أن دفتر الشروط، الذي يتم تحضيره في الإتحاد، هو نفسه الذي شارك بخّاش في إقراره داخل المجلس البلدي.

يضع قمر الدين المسألة في إطار وجود رغبات تعطيلية، لدى البعض الذي لا يريد العمل. ويشددّ على أن كل ما يقوم به يقع ضمن نطاق صلاحياته القانونية، مؤكّداً أن ردّه على الهجمات والإتهامات التي طالته، سيكون في القريب العاجل، وبملف رسمي، مفصل وموثّق، يقدمه إلى المجلس البلدي والرأي العام.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024