انتخابات "الأطباء": لائحتان لأحزاب السلطة.. والمستقلون بلا توافق

وليد حسين

الجمعة 2019/06/07
تجري انتخابات نقابة الأطباء يوم الأحد 9 حزيران على وقع الانقسامات الحادة في مجلس النقابة الحالي، وما نتج عنها من اتهامات بقضايا فساد وهدر طالت الجسم النقابي وعطّلت عمل النقابة، خصوصاً بعد مقاطعة سبعة أعضاء ينتمون لتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل لمجلس النقابة.

سيتوجّه نحو 7 آلاف طبيب سدّدوا اشتراكاتهم السنوية، من أصل نحو 12 ألف طبيب مسجلين في جدول النقابة، لانتخاب ثمانية أعضاء، من ضمنهم النقيب. وذلك على دورتين، تبدأ الأولى من الساعة 8 صباحاً لغاية الساعة 2 بعد الظهر لانتخاب أعضاء المجلس، ومن الساعة 4 لغاية السابعة مساءً لانتخاب النقيب، الذي يشترط قانون النقابة فوزه في عضوية المجلس أولاً، كي يتسنّى له خوض انتخابات منصب النقيب. علماً أنّ عدد المرشحين ناهز الـ72 مرشحاً من ضمنهم نحو 22 مرشحاً لمنصب النقيب.

زحمة لوائح
وفق مصادر مطّلعة على انتخابات النقابة وتشكيل اللوائح، برزت لائحتان لأحزاب السلطة وثلاث لوائح للمستقلين إلى حدّ الساعة، ستتواجه يوم الأحد، إلا إذا نجحت بعض المساعي لتشكيل لائحة موحّدة للمستقلين، الأمر الذي يبدو مستبعداً كما شدّدت المصادر.
وفي التفاصيل، ستتواجه قوى السلطة بلائحتين، واحدة تضمّ تحالف حزب الله والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب، رشّحت النقيب الأسبق أشرف أبو شرف لتولي منصب النقيب، والثانية لتحالف تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي ورشّحت النقيب الأسبق جورج أفتيموس لمنصب النقيب.
ووفق المصادر ما زالت حركة أمل تتريّث في حسم خيارها للانضمام إلى اللائحة الثانية، فـ"قلبها مع افتيموس انطلاقاً من تزعّمها الحركة الاعتراضية إلى جانب الاشتراكي والمستقبل سابقاً، وعقلها مع أبو شرف انطلاقاً من وحدة الصف الشيعي في الانتخابات". لكن "أمل" لم تعط كلمتها النهائية، كونها حائرة بين الانضمام إلى تحالف المستقبل والاشتراكي من ناحية، أو الانضمام إلى تحالف حزب الله والقوات والعونيين، كونه يغنيها عن خوض الانتخابات ضد حليفها الشيعي وعن ارتكاب سابقة تاريخية في النقابة، وفق ما قالت المصادر.

انقسام المستقلين 
على ضفّة المرشحين المستقلين لم تفلح المساعي لتوحيدهم بلائحة واحدة، ويرجّح خوضهم الانتخابات بثلاث لوائح منفردة، ما يصعّب إمكانية إحداث خرق في صفوف لائحتي قوى السلطة. ووفق المصادر، عمل الطبيب جورج هبر على تشكيل لائحة من بعض الأطباء، بعد أن فشلت مساعيه في أن يكون بديلاً عن أفتميوس عبر جذب المستقبل وأمل لترشيحه، على اعتبار أنه كان يشارك في حراك الأطباء، إلى جانبهم. وتضم اللائحة الثانية  إيلي مرقدية وأعضاء آخرين، بعد عدم تمكّنه من طرح نفسه كمنافس لأبي شرف في التيار الوطني الحر. لكن بإعلان العونيين ترشيح أبو شرف انسحب مرقدية من التيار، وعمل على تشكيل لائحة من المستقلين. أما اللائحة الثالثة فكان وراء تشكيلها مجموعة من المستقلين كانوا يتفاوضون مع الحزب الشيوعي اللبناني لتشكيل لائحة مستقلّة، وطلبوا من "الشيوعي" دعمها وحسب. وبعد مفاوضات توصّلوا إلى تشكيل لائحة "مستقلون نحو نقابة للطبيب" تضم جان حاج، وشربل عازار، وجورج نصار، ورافي بانجاريان (شيوعي)، ووهيب سلامة، ووليد فارس، وعلي شمس الدين.

أمل تحسم المعركة
تشير المصادر إلى أنه في حال انضمت "أمل" إلى لائحة أبو شرف ستكون هذه اللائحة قادرة على حسم النتيجة لصالحها، كونها تمتلك أغلبية الأصوات. أما في حال اختارت "أمل" الانضمام إلى لائحة أفتيموس، فستشهد الانتخابات تنافساً حاداً بين لائحتين قويّتين، ما يؤدي إلى حدوث اختراقات في كلتيهما. وهذا قد يعزز حظوظ المستقلين، خصوصاً أن ثمة ديناميات تجعل الأطباء يقترعون ليس وفق مبدأ البلوكات. فبعض الأطباء في القوات قد يمنحون أصواتهم للمرشح أفتيموس وليس لمرشح اللائحة أبو شرف.. وهكذا دواليك. كما أن مبدأ الاقتراع غير القائم على التصويت للائحة مقفلة، كون الناخب يستطيع تشكيل لائحته الخاصة، سيؤدي إلى تشتيت الأصوات لصالح المستقلين، خصوصاً أن الخلافات السياسية القائمة بين أحزاب السلطة، قد تدفع بعضهم إلى منح أصواتهم لمرشحين على أكثر من لائحة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024