طرابلس تنتفض وتمزق صور الحريري

جنى الدهيبي

الجمعة 2019/10/18

لم يختلف المشهد في عاصمة الشمال، عن مختلف المناطق اللبنانية التي تشهد على انتفاضات شعبية ضدّ السياسة الضريبية المجحفة التي تتبعها الحكومة، وكان آخرها اقتراح مشروع وزير الاتصالات محمد شقير بفرض ضريبة الـ 6 دولار شهريًا على المكاملات الهاتفية المجانية لتطبيق الواتساب. ارتاع شقير من مشهد الشارع اللبناني طوال هذا الليل، فعاد وأعلن بـ"تكليف" من رئيس الحكومة سعد الحريري من أجل التراجع كليًا عن هذا الرسم. لكنّ تراجع شقير، ومعه الحريري، لم يكن كافياً ولا كفيلًا لانسحاب الناس من الشارع، وهم مشحونون بالغضب الكبير من هذه الطبقة الحاكمة.

ومثلما حصل في وسط بيروت، انتقلت العدوى شمالًا، وانتشرت كالنار في الهشيم، فتهافت مئات الشباب والشابات إلى وسط ساحة عبد الحميد كرامي، وهم يرفعون شعارات "ثورة ثورة" و"يسقط حكم الأزعر".
توجهوا من كلّ أطيافهم وطوائف وطبقاتهم الاجتماعية، وضعوا خلافاتهم السياسية جانبًا، وتوحدوا على وجعهم وحرمانهم وسخطهم من ممارسات السلطة بحقهم. كذلك، توجه بعضهم مباشرة إلى الرئيس الحريري، وآخرون أزالوا صوره المرفوعة في الساحة، وفي ذلك رسالة بالغة الحدّة من عقر دار طائفته. وفي ظلّ كلّ الرسائل السياسية الموجهة، احتجّ المعتصمون على الواقع المعيشي، وأعلنوا رفضهم الكامل لسياسة الحكومة بفرض الضرائب على اللبنانيين، وطالبوا بالتراجع عن القرارات الضريبية، وبإعطاء طرابلس مزيدًا من الخدمات الإنمائية، وبتحسين الواقع المعيشي في المنطقة، وتشغيل أبنائها العاطلين عن العمل بسوادهم الأعظم.  

وكان المتظاهرون قد قطعوا اوتوستراد البالما، ونقطة العيرونية التي تربط طرابلس بالضنية. كذلك نزل أهالي جبل محسن بكثافة إلى ساحة عبد الحميد كرامي، وكان الجميع على مقربة من سرايا طرابلس، وسط اصرار على عدم الخروج من الشارع.

وتشهد منطقة زغرتا تظاهرات متنقلة احتجاجًا على السياسة الضريبية للحكومة أيضًا. وتجمع عشرات الشبان في وسط شارع زغرتا وقطعوا الطريق على المسلكين.

أما في عكار، فتجمع عدد من المحتجين عند مستديرة العبدة الذين بدأوا بالتوافد من مناطق عكارية عدة للمشاركة إثر دعوات يتم تناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما التحركات آلية إلى التصاعد في كلّ مناطق الشمال.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024