وليد حسين
فلدى زيارة مستشفى الرسول الأعظم، نوّه التميمي بالإمكانات الاستشفائية المتاحة، وتقديم الخدمات المتميزة، كاشفاً أن هدف زيارته هو البحث بإمكان دعم وتبادل الخبرات بين المراكز الطبية العراقية وعدد من المراكز في بيروت، وذلك على مستوى الأطباء الاستشاريين، واستقدام بعض الأطباء اللبنانيين إلى العراق، بهدف تطوير القطاع الصحي ورفع مستواه وتنمية البنى التحتية للمؤسسات العراقية.
الجامعة الأميركية
كما بحث التميمي مع رئيس مستشفى الأميركية، فضلو خوري، إمكانية التعاون على المستوى الاستشفائي، وعلى مستوى تدريب الأطباء العراقيين. فالعراق بحاجة لخبرات الجامعة في مجال العناية الفائقة والأطفال وزراعة نقيّ العظم وأمراض الدم والاختصاصات التي تحتاج لمهارات عالية المستوى. وهناك عزم لإجراء برامج تدريبية مع الجامعة لمدّ العراق بالمتخصصين.
وأكد التميمي من الجامعة الأميركية أنهم سيضعون الخطوط العريضة لخطة الإطار الاستراتيجي واتفاقية التعاون بين البلدين، موضحاً أن زيارته تهدف إلى دعم القطاع الصحي العراقي ودعم الاقتصاد اللبناني. فالعراق بحاجة لاستقدام أطباء لبنانيين متخصصين يفتقر إليهم العراق. والأخير بدأ بتوفير بنى تحتية جيدة من خلال استحداث 11 مستشفى حديثاً ومدناً طبية ستدخل في الخدمة هذا العام. لكنه بحاجة لأطباء وكوادر طبية متمرنة وكفؤة متوفرة في لبنان.
لبنانيون في العراق
الثابت الآن، أن العراقيين مهتمون بالخدمات الطبية في لبنان، للاستشفاء ولتزويد العراق بالخبرات والأطباء. ووفق مصادر "المدن"، ثمة تعاون وثيق بين الرسول الأعظم ومستشفيات عراقية في مدينة كربلاء. وقد خصصت المستشفى كوادر طبية تذهب مداورة كل شهر إلى هناك، سواء لإجراء عمليات متخصصة أو للتدريب.
ولفتت المصادر إلى أنه عندما تركت نخبة من الأطباء مستشفى الجامعة الأميركية، بعد ارتفاع سعر صرف الدولار وتراجع قيمة الرواتب، هاجرت إلى العراق. وقد استقطبتهم الجامعة الأميركية في السليمانية في إقليم كردستان، وغيرها من الفروع في دهوك وربما في بغداد. وهذه الأخيرة تم افتتاحها مؤخراً، بعدما منحتها الحكومة العراقية رخصة منذ نحو ثلاث سنوات. لذا، وحفاظاً على كوادرها، عادت الجامعة الأميركية في بيروت وخصصت مبلغ 20 ألف دولار نقدي يُدفع لكل طبيب سنوياً، تعويضاً لهم عن تراجع قيمة رواتبهم، ولوقف النزيف في الكادر الطبي.
مقابل النفط؟
بعد زيارة التميمي قصر بعبدا، يوم أمس، لفت رئيس الجمهورية، ميشال عون، إلى أن الحكومة العراقية وافقت على طلب لبنان تزويده بالنفط الخام، مقابل الخدمات الطبية. فهل يمكن أن يشمل التعاون تطبيب عراقيين في لبنان على حساب وزارة الصحة في المستشفيات الخاصة، مقابل حصول لبنان على النفط العراقي؟ أما يقتصر الأمر على مد العراق بالأطباء والمتخصصين لتدريب الأطباء العراقيين؟
لا تؤكد مصادر وزارة الصحة هذا الأمر ولا تنفيه. وتعتبر أن الأمر ما زال قيد البحث. ولفتت لـ"المدن" إلى أن الجانب العراقي قام بجولاته على المستشفيات، واجتمع مع رؤسائها لاستطلاع إمكانيات التعاون. وسيقوم العراقيون بوضع تصورات حول هذه المسألة، ويقدمون اقتراحات للبنان لدرسها.