لغز ست جثث منسيّة في براد مستشفى مشغرة الحكومي

لوسي بارسخيان

الإثنين 2020/09/14
"ست جثث مجهولة الهوية من ضحايا انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، موجودة في براد مسشتفى مشغرة الحكومي بالبقاع الغربي، ولا من يسأل عنها". بدت هذه  المعلومات الواردة في خبر للوكالة الوطنية للإعلام، كافية لتنعش الأمل في نفوس عشرات العائلات التي لا تزال تبحث عن ضحاياها جراء الانفجار. لكن الوكالة الوطنية عادت وسحبت هذا الخبر لتستبدله ببيان نفي من مستشفى مشغرة، أكد فيه مديرها عباس رضا "ان الجثث الموجودة لديها ليست لمواطنين قضوا في انفجار المرفأ، هي مودعة  في براد المستشفى قبل الانفجار، بعد أعطال طرأت على أحد مستشفيات بيروت".

جثث ملتبسة  
لا شك في أن المستشفى أراد تحاشي بلبلة توقع أن يثيرها مثل هذا الخبر، ولا ينعش أمالاً وهمية لدى أهالي مفقودين لا يزالون يتعلقون بالعثور ولو على أشلاء أبنائهم، بعد أكثر من أربعين يوماً على الإنفجار. وقد تلقت المستشفى وفقاً لمصادر عدداً من اتصالات مواطنين حاولوا الوصول إلى مزيد من المعلومات، علها توصلهم إلى أحباء لهم.

لكن الجثث "المجهولة الهوية"، كما جاء في بيان المستشفى، وأُودعت في برادها قبل انفجار مرفأ بيروت، بدا كلام مدير المستشفى الدكتور رضا مخالفاً له، لدى اتصال "المدن" به، إذ قال إن هذه الجثث هي في عداد جثث أحضرها الصليب الاحمر اللبناني بعد انفجار المرفأ من مستشفيات ثلاث: رفيق الحريري الجامعي، الكرنتينا، وجبل لبنان. وبرر الدكتور رضا سبب نقل هذه الجثث من براداتها السابقة، بالدمار الكلي الذي حل بمستشفى الكرنتينا، وتعطل برادات مستشفى جبل لبنان، من دون أن يملك معلومات كافية حول أسباب نقل جثث أخرى من مستشفى رفيق الحريري. وهو اعتبر أنها ربما تكون محاولة لتخفيف اكتظاظ براداتها بعد انفجار المرفأ.

ومهملة في البرادات
وأوضح رضا أن مستشفى مشغرة تسلم هذه الجثث بمعرفة وزارة الصحة، التي طلبت الاحتفاظ بها، وهو أكد أنها جثث معروفة الهوية، ولكل منها تاريخ وفاة مختلف، حتى أن أسباب الوفاة محددة، وكلها لأشخاص قضوا قبل انفجار بيروت بأشهر. ولا يعرف سبب بقائها في البرادات. وكان بين الجثث التي نقلت إلى مشغرة، جثتين لسيدتين أثيوبيتين استردتهما سفارة أثيوبيا لدى معرفتها بهما.

وإذا يؤكد رضا أن السيدتين الأثيوبيتين توفيتا قبل انفجار المرفأ، يوضح أن المستشفى تلقت، كسائر مستشفيات لبنان، أشلاء من ضحايا خلفهم الانفجار. وقد أجريت لكل هؤلاء الفحوص اللازمة، وسلموا إلى ذويهم، ولم يعد لدى مستشفى مشغرة أي جثة تعود إلى تاريخ انفجار مرفأ بيروت.

لا شك أن مثل هذه الأخبار كفيلة بإيقاظ جروح لم تندمل بعد، منذ الانفجار الكبير. لكن المحزن أن يكون هناك أشخاص محددي الهوية منسيين في برادات المستشفيات، ولا من يسأل عنهم، فيما هناك أهل آخرون يتوقون للعثور ولو على جزء يدفن من ذويهم المفقودين جراء الانفجار.

بعد الضجة التي أثارها خبر مشغرة، تواصلت إدارة المستشفى مجدداً مع وزارة الصحة، فذكرت معلومات أنها ستحيل هذا الملف إلى النيابة العامة للحصول على إذن بدفنهم على مسؤوليتها، إذا لم يظهر من يطالب باستعادة هذه الجثث في وقت قريب.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024