"سبحان ربي لصوّركْ/ سيِّد حسنْ ما أجمَلَكْ"

محمد أبي سمرا

الثلاثاء 2020/07/07
"لَوِّحْ بَسيْف العز واضربْ فيه/خلي العدا تركعْ
ما بيرْتِجفْ هالقلبْ وانت فيه/ والما سِمعْ يسمعْ
سبحان ربي لصوركْ/ سيِّد حسنْ ما أجمَلَكْ
هَيْذِي الرجولة معدنكْ/ الله اللي عَزَكْ يِحْفَظَكْ"..

جمهور الانتصارات
وُضعت كلمات هذه الأغنية للسيد نصرالله، وأُنْشِدت في العام الماضي (2019). وهي من سلسلة أغاني المجد الذي أحرزه حزب الله وأمينه العام، وتمجيدهما المتواصل والمتصاعد بلا توقف ولا استراحة. فالمجد والأمجاد والتمجيد أقانيم أساسية في مسيرة، "ولّى زمن الهزائم، وجاء زمن الانتصارات"، "الإلهيّة" كلّها طبعاً، وفي كل وقت وساعة، وحتى قيام الساعة..

أما إقدام جمهور "هيهات (منهم) الذّلّة" - أي عبدة حزب المجاهدين بإيمانهم وبنادقهم وصواريخهم وصلفهم - على استعادة هذه الأغنية والتلويح بها اليوم، فأتى في سياق حملتهم الأخيرة، رداً على حملة نقيضة مقابلة تناصر سيدات "لجنة مهرجانات بعلبك الدولية" في إحيائهن حفلة موسيقية اختارن لها اسم "علّو الموسيقى".

جمهور الهزائم
وقد أُقيمت الحفلة نهار الأحد 5 تموز الجاري في معبد جوبيتر، في القلعة الأثرية بمدينة الشمس الرومانية. وكان هدفها، على ما يشير اسمها، إطلاق صوتٍ، ولو متحشرجاً، ضعيفاً ومنهكاً ومتلاشياً، في زمن الاحتضار اللبناني هذا، للقول إن لبنان المهرجانات البعلبكية وأمجادها الآفلة، لم يمت بعد، على الرغم من صدئه واحتضاره المديدين.

فسيدات لجنة تلك الأمجاد التليدة - اللواتي ورثنها، كمنصبهن "الأرستقراطي" المجيد، عن زوجات أهل الزعامة والرئاسة والسلطان والحظوة والمال في لبنان الخمسينات من القرن العشرين، وعلى رأسهن السيدة زلفا تابت شمعون، عقيلة الرئيس كميل نمر شمعون، في تصدرهما ورعايتهما إحياء "الليالي الفولكلورية الفنية اللبنانية" في المهرجانات البعلبكية الدولية، التي كانت برامجها الفنية أجنبية كلها بعد، حتى أواسط الخمسينات تلك - أردن (أي سيدات اللجنة الحالية) من إحياء حفلتهن المتحشرجة المحتضرة، إيقاظ بقايا جمر حنينهن من رماد الزمن الراهن، إلى ذلك الزمن المجيد المهزوم مع تلك "الأرستقراطية" التي يتخيّلن أنهن ورثنها مع أمجادها الآفلة.

لحم التاريخ ودمه ولحنه
وفي مناسبة إحياء الحفلة الموسيقية البعلبكية في أحد معاقل حزب السلاح والصواريخ وجمهوره الصاروخي المنتصر، قامت، بل نشبت حملتان متقابلتان: الأولى تحتجّ على حفلة الأمجاد الموسيقية والفنية البعلبكية المهزومة والآفلة، تعاديها وتريد اجتثاثها ومحوها من الذاكرة والتاريخ والوجود، للعيش تحت رايات "قافلة سادة الوجود".

أما الحملة الثانية المقابلة، فقامت على خلاف الأولى وضدها: تناصر الموسيقى والفن وزمن أمجادهما البعلبكية التليدة وتستزيد، رداً على حزب "سادة قافلة الوجود"، ورفضاً للعيش في ظلال راياته وبنادقه وصواريخه.

وأيامنا اللبنانية كلها صارت تخلو، منذ سنين كثيرة، من أي حادثة حيّة لها معنى وتثير الانتباه، إذا لم ترافق الحادثة حملات غضب وثأر ونكاية متبادلة. بل تصير الحملات المتبادلة هذه، هي الحوادث ومادتها ولحمها ودمها وكلماتها وأغانيها وأناشيدها. وإلا فإن الحوادث كلها مهددة بالزوال والموات، كأنها لم تكن.

وفي هذا السياق اندلع الزجل اللبناني المعتاد، فاستعمل أنصار الحملتين المتقابلتين أسلحتهما من الأنواع والأوزان كافة: الشتائم والأهازيج والأناشيد والأغاني والشعارات.. إلخ.

وصُودِف أن تسبق هاتان الحملتان بيومين إطلالةَ السيد نصرالله التلفزيونية، مساء اليوم الثلاثاء 7 حزيان الجاري. واستعمل جمهور السيد في حملته أهزوجة "سبحان ربي لصوركْ/ سيِّد حسنْ ما أجمَلَكْ". وهي مرفوقة بفيديو كليب يستعيد صور إطلالاته وظهوراته في مسلسل الانتصارات الكثيرة.

وبما أن الأهزوجة هذه التي مر نحو سنة على ظهورها، اكتسبت "حياة" جديدة في سياق حملات غضباتنا وثاراتنا ونكاياتنا، قلنا نثبت كلماتها هنا و"نحْييها" في مناسبة إطلالة السيد نصرلله المجيدة هذه.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024