كورونا يثابر على القتل.. والمستشفيات تلقّح على هواها

المدن - مجتمع

الإثنين 2021/02/22
تواصلت حملات التلقيح في كل المناطق، ووصل عدد المراكز إلى 26 مركزاً، وسط تضارب في الأرقام بعدد الملقحين الفعليين، وبطء التلقيح والتسجيل لتلقي اللقاح. فعدد الذين تلقوا اللقاح على المنصة الرسمية لم يتجاوز الـ17 ألف مواطن، بينما فاق عدد الملقحين الفعليين 25 ألف مواطن. إذ عمدت مراكز ومستشفيات عدة إلى تلقيح أشخاص حتى من دون تلقيهم رسائل من المنصة الوطنية. وتذرعت المستشفيات بصلاحية اللقاح بعد رفعه من براد الذي يحفظ على درجة حرارة 70 تحت الصفر، وعدم حضور الأشخاص في موعدهم، أو بذريعة تعجيل عملية التلقيح طالما الأشخاص مسجلين على المنصة. وهذا ما استدعى رفض رئيس اللجنة الوطنية عبد الرحمان البزري للأمر. وفي انتظار التزام جميع المراكز بهذه الإجراءات لتمرير المواطنين وفق الأولويات وللذين يحوزون على رسالة نصية، يستمر هذا الفارق في عدد الملقحين الفعليين والمسجلين حسب مواعيد المنصة. 

إصابات ووفيات
ومع بدء عودة الحياة إلى شبه طبيعتها، رغم استمرار قرار الإقفال، والفتح التدريجي للبلد، يستمر عداد كورونا بتسجيل عدد مرتفع في الإصابات والوفيات، رغم تراجع الأعداد عن الأسابيع الفائتة. وأعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 47 وفاة، و1541 إصابة جديدة، اليوم الإثنين في 22 شباط. لكن هذا التراجع بالإصابات تزامن مع تراجع عدد الفحوص إلى 7473 فحصاً، فيما استمرت نسبة الفحوص الموجبة التراكمية عند معدل مرتفع هو 18.1 في المئة. ما يعني أن بقاء هذه النسبة على هذا التراجع البطيء، لن يمكن المسؤولين من الوصول إلى نسبة تقل عن 15 في المئة في الأسبوع المقبل، موعد الفتح التدريجي للقطاعات التجارية. 

في مقابل هذا التحسن في عدد الإصابات، استمر عدد المرضى في المستشفيات على معدلاته المرتفعة، فوصل العدد اليوم إلى 2226 حالة، بينهم 941 في قسم العناية الفائقة، ويحتاج 311 مرضى منهم إلى أجهزة تنفس اصطناعي. وعلى مستوى القطاع الصحي، سجل اليوم إصابة واحدة، واستقر العدد التراكمي في هذا القطاع على 2511 إصابة. ووصل عدد الإصابات الكلي في لبنان إلى 356597 إصابة، والوفيات إلى 4387 وفاة، منذ اندلاع الأزمة. هذا فيما بات عدد الحالات النشطة 34617 حالة.

تباطؤ في التسجيل
مع انطلاق الأسبوع الثاني من حملة التلقيح بدأ العديد من المستشفيات بحملات تلقيح المواطنين للفئة العمرية التي تزيد عن 75 عاماً، بعدما أنجزت تلقيح الأطقم الطبية والتمريضية والإدارية. وكان أول معمر لبناني قد تلقى اللقاح اليوم في مستشفى عبد الله الراسي الحكومي في عكار، وهو توفيق الياس الخوري (مواليد 1910 ) من بلدة رحبة عكار، الجرعة الأولى ضد وباء كورونا.

لكن تقدم حملات التلقيح تسير في اتجاه معاكس لعملية تسجيل المواطنين أسمائهم على المنصة. فبعد وصول الدفعة الأولى من اللقاح منذ عشرة أيام ارتفع عدد المسجلين في اليومين التاليين لبدء حملة التلقيح، ووصل إلى أكثر من 50 ألف مواطن جديد، لكن عاد عدد المسجلين لينخفض بشكل كبير. وبينما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع عدد المسجلين بعد تلقي كثر اللقاح وعدم حصول أعراض جانبية، ما يشجع المواطنين، انحدر الرقم بشكل صادم، ووصل عدد المسجلين في 21 شباط إلى 3163 شخصاً، وفق بيانات المنصة. علماً أن عدد المسجلين الكلي قبل وصول اللقاح كان نحو 460 ألف مواطن، وبات حتى 21 شباط 680 ألفاً، أي بزيادة نحو 220 ألف خلال الأيام العشرة الفائتة. وهذا يعني أن الكثير من المواطنين يمتنعون عن التسجيل، ربما في انتظار قدوم لقاحات مختلفة عن "فايزر"، الوحيد المستخدم حالياً. 

تحديات الأمية التقنية
وحيال هذا التباطؤ في التسجيل، شرح مدير عام مستشفى الحريري فراس أبيض سهولة التسجيل. وقال في سلسلة تغريدات إن التسجيل على المنصة والمتابعة اللازمة للحصول على موعد التطعيم، يتطلب الحد الأدنى من المعرفة الرقمية وامتلاك رقم هاتف محمول. لكن البعض لا يعرف كيفية استخدام الهاتف الرقمي. لذا يتوافر الخط الساخن لمساعدة هؤلاء الأفراد، ولكن يتطلب ذلك أن يكون الوصول إلى هذا الخط سهلا.

واعتبر أن هذا الأمر يشكل تحديًا في إيصال اللقاح إلى السكان الأقل تعلماً أو الأكثر فقراً، ويضيف من العوائق التي تحول دون حملات تطعيم ناجحة...

وأضاف أن التسجيل على المنصة خارج بيروت وجبل لبنان لا يزال منخفضًا. ونظرًا لمحدودية عدد اللقاحات المتاحة، يوجد حاليًا عدد أكبر من الأفراد المسجلين من عدد اللقاحات المتاحة. مع وصول المزيد من اللقاحات، سيتغير الوضع من مشكلة عرض إلى مشكلة طلب. لذا، ومن أجل الوصول العادل إلى اللقاحات، هناك حاجة إلى نهج استباقي للوصول إلى الأفراد الأميين رقمياً ومساعدتهم على التسجيل. وقد كشف كورونا مختلف أوجه عدم المساواة الموجودة في المجتمع. 

لوائح بالسجناء للقاح
عقدت لجنة الطّوارئ لرفع حالة التأهب في السّجون اللّبنانية، اجتماعاً دورياً لدراسة وبحث نتائج خطة الطوارئ المعدّة لمكافحة انتشار كورونا، برئاسة رئيس اللجنة العميد فارس فارس. وأصدرت توصيات لمتابعة عمل الّلجنة المنبثقة عن اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح، والتي تضمّ ممثلين عن الأجهزة العسكرية والأمنية، والتي تتركّز مهمتها على وضع لوائح إسمية بالسجناء والموقوفين الراغبين بإجراء اللقاح، ونشر التوعية بينهم حول أهمية اللقاح والفائدة منه. ومتابعة مشروع تحسين الإجراءات الصّحيّة والنفسية للسجناء والموقوفين ضمن معايير عالمية، تهدف إلى مواكبة أوضاعهم، وذلك بالتعاون مع منظمة الصّحة العالمية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024