إنفوغراف: سخاء دولي لإنقاذنا.. والمحصلة صفر إنجازات

لين عبد الرضا

الإثنين 2019/03/25
لماذا يلجأ لبنان إلى المؤتمرات الدولية لمساعدته؟ تحتاج البلاد أموالاً لإدارة اقتصادها المتعثر. لماذا الاقتصاد متعثر؟ بسبب الفساد وغياب التخطيط. وهي من العوامل التي جعلت لبنان في مصاف الدول المديونة. وأين هي هذه الأموال وكيف صرفت؟ أسئلة تبقى بلا إجابة واضحة. 

هي أسئلة بسيطة، يسألها المواطن العادي في كل مرة يتجه لبنان إلى تلقي المساعدات الدولية والمنح، والهبات. أبرز المؤتمرات بدأت بعقد مؤتمر باريس 1، وكرت السبحة. وحتى اليوم، نال لبنان أكثر من 50 مليار دولار، أي ما يوازي نصف الموازنة، ورغم ذلك لم يتحقق شيء يُذكر من الإنجازات، التي تتوافق مع حجم تلك الأموال.

تشير بيانات الحكومة اللبنانية إلى أن لبنان حصل على أكثر من 4 مليارات دولار بعد عقد مؤتمر باريس 2 في العام 2000، وتوزعت حينها الأموال بين 3.1 مليار دولار للمشاريع الإنمائية والتسهيلات المالية، و1.3 مليار دولار على شكل قروض. وكانت السعودية على رأس الدول المانحة، حين قدمت 700 مليون دولار، تلاها كل من فرنسا والصندوق العربي للتنمية بنحو 500 مليون دولار كل منهما. والبنك الأوروبي للاستثمار قدّم نحو 350 دولار، إضافة إلى كل من الإمارات، الكويت، ماليزيا وكندا بنحو 300 دولار. وكذا قطر، إيطاليا والبحرين بنحو 200 مليون دولار.



أما صندوق النقد العربي واليابان فقد دفع كل منهما نحو 100 مليون دولار. أما بلجيكا فقد دفعت نحو 70 مليون، وسلطنه عمان نحو 50 مليون دولار. رغم وفرة الأموال، إلا أن الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد لم تتحسن، بل باتت أسوأ من ذي قبل. بعدها بسنوات، عقد أيضاً مؤتمر باريس 3 في العام 2007، وللغاية نفسها، مساعدة لبنان، إلا أن الأموال والتي قدرت بنحو 7 مليارات، لم تنجح في تغير الوضع القائم. وحسب بيانات الحكومة، تلقى لبنان 7.513 مليار دولار، موزعة بين:
1.89 مليار دولار للقطاع الخاص
5.095 مليار دولار لدعم القنوات الحكومية موزعة على الشكل التالي:
1.703 مليار دولار: دعم للحكومة
2.972 مليار دولار لتمويل المشاريع
77 مليون قروض لمصرف لبنان
343 مليوناً للدعم التقني

وحسب البيانات، جاء بنك الاستثمار الأوروبي على رأس قائمة الدولة المانحة، بمبلغ يصل إلى 1.25 مليار دولار، تبعته السعودية بنحو 1.1 مليار، ثم البنك الدولي نحو مليار دولار. وسددت الولايات المتحدة 770 مليون دولار، تبعها صندوق النقد العربي بنحو 700 مليون دولار. ثم فرنسا بنحو 564 مليون دولار، والاتحاد الاوروبي بنحو500 مليون دولار.

صحيح أن مؤتمرات باريس 3 هي الأكثر دعماً، إلا أن لبنان تلقى مئات الملايين بعد حرب تموز 2006، كما تلقى مساعدات لإدارة شؤون النازحين بسبب الحرب السورية، ناهيك عن العديد من المؤتمرات الدولية التي عقدت للغاية نفسها. وفي كل مرة تردد الإدارة اللبنانية تعهدها القيام بالإصلاحات المالية، وتخفيف العجز، وغيرها من الشعارات. وعلى سبيل المثال، في نيسان 2018، قال وزير المالية علي حسن خليل، إن لبنان حصل على تعهدات بمنح وهبات تتجاوز قيمتها عشرة مليارات دولار، خلال مؤتمر باريس، حيث تسعى الحكومة اللبنانية للحصول على دعم دولي لبرنامج استثمار رأسمالي من أجل تعزيز اقتصادها. كما تعهد حينها رئيس الحكومة سعد الحريري بالقيام بالإصلاحات، وحتى كتابة هذه الأسطر، لم ينجح لبنان في البدء بمسيرة الإصلاحات.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024