النظام السوري يريد زعتر وزيت والفلمنكي في دمشق

خضر حسان

الثلاثاء 2018/08/07
يعمل بعض رجال الأعمال السوريين المقرّبين من النظام على توسيع رقعة الاستفادة من عملية اعادة الاعمار في بلادهم، بصورة أبعد من جذب شركات البناء وموادها. الاستفادة المادية من العملية لا تقتصر على اعادة اعمار ما تهدّم من حجارة، فالخدمات جزء أساسي من عجلة الاقتصاد بعد البناء.

عليه، عمل رجل الأعمال السوري المقرّب من النظام سامر الفوز على "شراء حق استعمال إسم مطعم زعتر وزيت اللبناني بقيمة 750 ألف دولار، وإسم مطعم الفلمنكي بقيمة مليون دولار. وسيتم افتتاح المطعمين في فندق الفورسيزنز في دمشق"، وفق ما علمته "المدن" من مصادر في الفندق الذي كان الفوز قد اشتراه في وقت سابق من الملياردير السعودي الوليد بن طلال. تضيف المصادر أن الخطوة التي أقدم عليها الفوز، سبقها "توجيهه إنذارات إلى الشركات التي تملك فروعاً في الفندق، تتعلق بإنهاء العقود معها".

لم يحصل شيء على مستوى الإجراءات حتى الآن، بل إن المطعمين ينكران حصول ذلك أو وجود نية لفتح فروع في سوريا حالياً. فإدارة مطعم الفلمنكي تؤكد عبر أحد المديرين "عدم صحة ما يُقال". أما المصادر المقربة من إدارة مطعم زعتر وزيت، فتؤكد "توجه الإدارة إلى التوسع في كل الدول العربية ومنها سوريا، لكن هذا التوجه لم يحصل بعد في سوريا". يذكر أن لدى زعتر وزيت، الذي تأسس عام 1999، أفرع في كلّ من الإمارات، السعودية، الكويت، قطر والأردن.

هذا التوجه هو أحد دلالات جذب الترويج لعملية إعادة الإعمار في سوريا، عدد كبير من الشركات ورجال الأعمال اللبنانيين الراغبين في توسيع نشاطاتهم في قطاع الخدمات. ما يعني أن تطلعات الشركات اللبنانية لم تنحصر في قطاع البناء الذي يعتبر من أبرز القطاعات التي ستتحرك عجلتها ما إن تتوقف الأعمال العسكرية في سوريا. إذ إن شركات الحديد والألمنيوم ومعامل الاسمنت بدأت منذ نحو سنتين تطبيع العلاقات مع بعض الشركات ورجال الأعمال السوريين المقرّبين من النظام، لضمان حصة لها في السوق السورية. حتى أن بعض أصحاب الشركات اللبنانية المعارضين لنظام بشار الأسد، يحاولون دخول سوريا تحت عباءة الموالين للنظام.

ولضمان نجاح عملية اعادة الاعمار يعمل النظام السوري على تنظيم مؤتمرات في سوريا ولبنان تدعو إلى المشاركة في اعادة الاعمار بأشكاله كلها. ما فتح شهية المطاعم اللبنانية أيضاً. والاستفادة متبادلة في هذه الحالة، فمن جهة توسّع المطاعم اللبنانية سوقها وأرباحها، ومن جهة أخرى يستشهد النظام بوجودها للدلالة على استعادة عافيته وعلى استمرار فتحه قنوات مع لبنان.

في المحصلة، إن كانت رغبة الفوز في وجود زعتر وزيت والفلمنكي داخل فندقه في العاصمة السورية، ترضي ذوقه الخاص وتسهم في تحسين صورة النظام الاقتصادية، إلا أنها تؤكد عبور الشركات اللبنانية فوق الجدل السياسي بشأن تطبيع العلاقات مع النظام السوري. ففي حين لا تناقش قوى 8 آذار علاقتها بالنظام السوري لأنها تعتبرها "تحصيل حاصل"، ترفض قوى 14 آذار التعامل مع النظام بشكل مباشر. وبين الرأيين، لا يكترث أرباب الاقتصاد للخلافات السياسية، فلا مكان للخلافات حين يكون الهدف هو الكسب المادي، وسوريا تشكّل سوقاً واعداً بعد الحرب، يمكنه أن يستوعب أي منتج وأي خدمة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024